شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسية

دروع بشرية

لم يعد خافياً على أحد أن ما يقوم به نظام الكابرانات في الجزائر من مغامرة تسليح جبهة البوليساريو لخوض مواجهة مع المغرب، ليس سوى دفع محتجزي مخيمات العار على الأراضي الجزائرية إلى عملية انتحار جماعي. فالانفصاليون وداعموهم يدركون جيداً حجم القوة العسكرية المغربية الضاربة في المنطقة، وقد أخذوا علما ببعض الدروس الميدانية كما حدث في معبر الكركرات الذي تم تأمينه بحزم من طرف الجيش المغربي في ساعات معدودات.

ما يبعث على الأسف حقا، أن المغرب يقدم السلام والسلم ويقترح مبادرة سياسية جادة لحل النزاع المفتعل منذ ما يزيد عن أربعة عقود، ويضع دستوره ومؤسساته السيادية رهن التغيير والملاءمة بعد الاتفاق النهائي على مبادرة الحكم الذاتي، بينما عسكر الجزائر يقترحون، مقابل ذلك، الحرب والدم ليس للدفاع عن سمفونية «تقرير المصير» كما تروج دعاية العسكر، بل للتعويض عن خساراتهم المتتالية في المعارك الديبلوماسية والاختباء وراء الحرب للخروج من أزماتهم الداخلية واستعمال الطرق الخشنة لمنع اختلال التوازن الاستراتيجي في منطقة شمال إفريقيا لفائدة المغرب.

وإلى حدود اليوم، المغرب منضبط للشرعية الدولية ورموزه تضع أعصابها في الثلاجة أمام كل الاستفزازات، درءا لكل ما لا تحمد عقباه، بل إن ملك المغرب، وسط جذبة «الكابرانات» وتطاولهم على مؤسساتنا وسيادتنا، مد ولا يزال يمد يده لطي الصفحة وتدشين عهد جديد. لذلك فالعالم بأسره شاهد أن بلادنا لم تختر الحرب وتفعل كل شيء للابتعاد عن ويلاتها، لكن حكام الجزائر ومرتزقتهم يلوحون ويناورون بالعدوان وعليهم أن يتحملوا آنذاك قساوة النتائج، لأنه يمكن للجزائر، وصنيعتها، أن تتحكم في زمن إعلان الحرب بدفع المحتجزين لديها لانتحار جماعي، لكن لن تتحكم في مآلاتها وعواقبها، وهذا الدرس يجب أن ينتبه إليه إخواننا المحتجزون في مخيمات العار المنهكون اقتصاديا وحقوقيا واجتماعيا لأن حكام الجزائر قرروا أن يحولوهم إلى حطب في نار الحرب.

والواضح أن حكام الجزائر وعصابة ابن بطوش لا يكترثون لمصير المحتجزين في مخيمات العار، ولن يتورعوا في استغلال النساء والشيوخ كدروع بشرية في معركة خاسرة ونتيجتها معروفة ومعلومة سلفا، والأدلة على ذلك كثيرة، من تجنيدهم للأطفال والنساء وتعريضهم للخطر من أجل تغذية خطاب الضحية أمام المنتظم الدولي.

واليوم، قبل وقوع الكارثة لا قدر الله، فمن مسؤولية المجتمع الدولي التدخل ما دامت هناك فرصة للحل أمام الانفصاليين لكي يعيدوا حساباتهم، لأن الوقت ليس لمصلحتهم، فالخناق الديبلوماسي والعسكري يشتد من حول رقابهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى