شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةرياضةسياسية

رب ضارة نافعة 

 

يقول المثل العربي «رب ضارة نافعة»، فقد تأتي بعض الأحداث والقرارات المضرة بمنافع غير متوقعة، وهذا ما ينطبق بالضبط على القرار التأديبي الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في حق مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي والجامعة الملكية لكرة القدم.

لا أحد يشكك في الأخلاق العالية للمدرب المغربي، فبالأحرى أن يتم اتهامه باتهامات عنصرية فهذا من نسج الخيال، لكنه بالتأكيد أخطأ التقدير في تصرفاته أمام عدسات الكاميرات التي كانت تلاحقه، وفي انتظار استكمال التحقيقات التي يقوم بها «الكاف» ومصير استئناف القرار الذي تقدم به المغرب، يمكن القول بأن هذا القرار الرياضي كان في مجمله مفيدا للكرة المغربية من عدة مناحي.

أولا، لأنه قرار يهدم كل ركائز «البروباغندا» المسمومة التي ظل يروجها الإعلام الجزائري منذ سنوات، والتي يحاول من خلالها تقديم رئيس الجامعة المغربية، فوزي لقجع بكونه صاحب الأمر والنهي بالاتحاد الإفريقي، يفعل ما يشاء دون رقيب ولا حسيب، وأنه يقف سدا منيعا أمام أي قرار لا يخدم مصالح المنتخب المغربي. لقد تبين أن ما كان يتم تسويقه بهذا الشأن ليس سوى تضليل إعلامي في حق رجل يعرف كيف يدافع عن مصالح بلده الرياضية دون أن يتجاوز القانون.

ثانيا، القرار التأديبي أكد حقيقة أخرى أن المنتخب المغربي ليس محصنا ضد قوانين «الكاف»، بل هو منتخب مثله مثل باقي المنتخبات، فحينما يصدر في حقه ما قد يعتبر تطاولا على لوائح وقوانين الاتحاد الإفريقي فهو يقع تحت نفس المساطر التأديبية التي تخضع لها باقي المنتخبات، وربما أقسى. وهذا دليل آخر على تهافت الدعاية التي تحاول تصوير المنتخب المغربي بكونه فوق القوانين.

ثالثا، القرار كان إيجابيا لأنه سيشكل درسا عميقا للمنتخب الذي أصيب بشيء من الارتخاء في أربطته القيمية التي شكلت دائما أحد مظاهر قوته ونجوميته، ولا شك أن القرار التأديبي سيكون له مفعول جيد على تقويم سلوكات بعض اللاعبين خلال ما تبقى من «الكان»، لكي يظل المنتخب المغربي ذلك المنتخب الإفريقي العالمي الذي رفع رأس المغاربة والعرب والمسلمين عاليا في مونديال قطر بأخلاق لاعبيه وحنكتهم ومهاراتهم الكروية وقيمهم الإنسانية النبيلة.

لا ينبغي أن ننسى أننا ربما المنتخب الأكثر متابعة وترصدا في هاته التظاهرة الإفريقية ومن غير المسموح أن نقدم هدايا مجانية للمنافسين قبل الخصوم الذين سيفعلون كل شيء من أجل حشرنا في الزاوية الضيقة.

وقد يذهب البعض إلى أن قرار «الكاف» كان متحاملا وربما متحيزا، وهو في نظرنا كذلك، لكنه رغم كل شيء قرار مفيد في جوهره، وسيكون له مفعول على المستوى الفني والنفسي على المنتخب الوطني إذا ما تم استيعابه بمقاصده، وسيسمح للركراكي ولقجع بضبط بعض التفاصيل، وللاعبين بضبط أنفسهم تحسبا لمباريات قادمة ستكون أكثر صعوبة واستفزازا، كما سيعطيهم شحنة قوية لفرض الذات والبحث عن النصر ببذل قصارى الجهود.

وعلى العموم فلا يسعنا سوى أن نكون بجانب منتخبنا رغم كل الظروف، مساندين ومشجعين وداعمين لأن المغرب يستحق الكأس أكثر من أي وقت مضى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى