
برشيد: مصطفى عفيف
تعيش مدينة برشيد وبالضبط بالقرب من أحياء جبران، ومولاي رشيد، ونسرين، والشاوية بتراب الملحقة الإدارية الخامسة، على وقع كارثة بيئية غير مسبوقة والتي تتمثل في إقدام عدد من مربي الأبقار والأغنام على تحويل جنبات مجرى واد تم إحداثه منذ سنوات لوقاية المدينة من الفيضانات إلى مستوطنة تؤوي إسطبلات لتربية المواشي الدواب ومخازن وبعض الأكواخ التي نصبها أصحابها وسط المجرى، وهو واقع خطير يوضح بالملموس حجم التلوث البيئي الخطير الذي يهدد بوقوع كارثة، بعدما تحول المكان إلى مستنقع خطير نتيجة اختلاط مياه الأمطار بمياه الواد الحار التي تقذف بها بعض التجزئات السكنية، مما شكل بحيرة كبيرة، ومستنقعا يستغله بعض الباعة المتجولين لإقامة أكواخ بلاستيكية وصفيحية للتخزين.
هذا الوضع يزداد خطورة لدى السكان المجاورين الذين دقوا ناقوس الخطر أكثر من مرة دون أي تدخل من الجهات المختصة، سواء المجلس الجماعي الحالي أو المجالس السابقة لمدينة برشيد أو السلطات المحلية، حيث أكد عدد من السكان والفاعلين الجمعويين بالمدينة في لقائهم بالجريدة، أن هذا المشكل سببه مخلفات قنوات الصرف الصحي ومياه الأمطار، التي تصب في مجرى الوادي، ومع ارتفاع الحرارة، فإن الروائح النتنة تزداد حدتها، مما يتسبب في انتشار الناموس والحشرات المضرة، في أحياء مدينة برشيد.
ويشكل تواجد عشرات الإسطبلات والأكواخ والمخازن البلاستيكية وسط مستنقع للمياه العادمة الناتجة عن الواد الحار ومياه الأمطار بجماعة حضرية نقطة سوداء بالمدينة في غياب دور المراقبة حتى أضحت أطراف المدينة خارج أعين الجهات المسؤولة.
هذا في وقت كان سكان الأحياء المعنية دقوا ناقوس الخطر بخصوص الخطر البيئي الذي بات يهدد حياتهم، بسبب تحويل مجرى المياه الشتوية إلى مستنقع لرمي مياه الواد الحار، وبالضبط بجانب السوق الأسبوعي الجديد من جهة طريق الكارة، وأحياء سكنية بحيث يصطدم القادم عبر الطريق الإقليمية رقم 3621 غير المعبدة على مستوى مدخل المدينة من جهة تجزئة جبران بمجرى مخصص بحسب تصميم التهيئة للمياه الشتوية في حال وقوع فيضان على مستوى واد الحيمر وحماية المدينة منه، إلا أن الوضع الحالي يختلف عن الواقع بحسب الوثائق، ليصبح مجرى الوادي عبارة عن بحيرة تجمع المياه العادمة وهو واقع يكذب كل أقوال المسؤولين الذين صرحوا في أكثر من مناسبة بأنهم قضوا على مشكل رمي المياه الملوثة، وأنها ترمى مباشرة في اتجاه محطة التصفية، بعد أن تحول مدخل المدينة بجانب عدد من التجزئات السكنية والسوق الأسبوعي والمجزرة العصرية إلى مستنقع تجمع فيه المياه العادمة، التي تقذف بها تجزئات سكنية أخرى عوض ربطها بقناة المياه العادمة الرئيسية، ما يشوه جمالية المدينة، وهو ما أصبح يسمى حزام التلوث، الذي تنبعث منه روائح كريهة تهدد المجال البيئي بسبب المياه العادمة، وغياب أي تدخل من الجهات المختصة.





