
النعمان اليعلاوي
طالب مستشارون من المعارضة بمجلس جماعة تمارة، محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، بفتح تحقيق حول ترامي شركة مكلفة بالتدبير المفوض لقطاع النظافة على عقار في ملكية الجماعة، دون أداء الواجبات المستحقة، أمام صمت المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي.
وأظهرت الوثائق المتداولة أن الشركة المعنية قد استغلت الملك العقاري الجماعي المخصص لركن شاحناتها وآلياتها، والذي تكتريه من جماعة تمارة، وفقا للرسم العقاري رقم 3816/38، بمساحة تبلغ 3409 أمتار مربعة. إلا أن الصور التي تم نشرها تشير إلى أن الشركة قد تجاوزت المساحة القانونية بشكل واضح، وهو ما يثير الشكوك حول ما إذا «كان هناك تواطؤ بين الجهات المسؤولة عن المراقبة في جماعة تمارة وبين الشركة المعنية»، حسب المستشارين من المعارضة .
وفي السياق ذاته، تسود حالة من الاستياء بين سكان المناطق الفقيرة والمهمشة في المدينة، الذين يعانون من سوء الخدمة المقدمة، رغم العطاءات السخية التي تقدمها الجماعة لهذه الشركة. حيث يطرح المواطنون عدة تساؤلات حول كيفية استفادة «أوزون تمارة برون» من عقارات جماعية ذات مساحة شاسعة، دون أن يتم ضبط استغلالها، الأمر الذي يثير شبهات بوجود تجاوزات و«تواطؤات»، قد تكون تمت بين أطراف معينة. ونشر عدد من المواطنين صورا فوتوغرافية وفيديوهات تكشف عن الواقع المؤسف للمرافق التابعة لشركة «أوزون تمارة برون»، والتي تظهر الأزبال والقمامة الملقاة بشكل عشوائي على امتداد محيط مركن الشاحنات والآليات، وهي صور تعكس غياب المهنية من جانب الشركة، وكذلك غياب المراقبة الجماعية التي يجب أن تتم وفقا لبنود كناش التحملات.
بناء على هذا الوضع، يتساءل المواطنون عن تحرك السلطات المعنية لإجراء تحقيقات شاملة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه «التجاوزات»، معتبرين أنه «من المفترض أن تحرص جماعة تمارة على مراقبة التزام الشركات المتعاقدة معها بكافة شروط العقد، وتنفيذ الخدمة بالشكل المطلوب»، فيما تتهم المعارضة المجلس الجماعي بـ«عدم اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة الوضع في القريب العاجل»، كما هدد مستشار باتخاذ خطوات تصعيدية، قد تشمل مطالبة السيد العامل بتحمل مسؤولياته، في ضمان استمرارية خدمات النظافة بالجودة المطلوبة، وحماية المصلحة العامة.
وفي المقابل، تنفي الشركة هذه الاتهامات، وتعتبر أن «هذه الانتقادات غير مبنية على أسس واقعية، فالشركة تحترم دفتر التحملات الموقع مع الجماعة، وفق عقد يمتد إلى سبع سنوات»، يشير مصدر من الشركة، موضحا أن «تمدد المدينة وارتفاع عدد السكان، يخلفان ضغطا متزايدا على قطاع النظافة».