الرئيسية

شكيب الشودري قيادي «البيجيدي» بتطوان يكشف أسباب استقالته من الحزب

حاوره: حسن الخضراوي
قال شكيب الشودري قيادي حزب العدالة والتنمية بتطوان إنه اختار الانتماء إلى الحزب بحكم تشبعه بقيم حرية التعبير والديمقراطية الداخلية، قبل أن يفاجأ بممارسات داخلية لا علاقة لها بالشعارات المرفوعة، وتيارات متطاحنة خلقها منهج الولاء للقيادات والالتزام بقراراتهم ودعمها في جميع الأحوال على طريقة المريدين والدروشة. ويكشف المتحدث نفسه في هذا الحوار أن الوضع الداخلي للحزب بتطوان يسوده الاحتقان والانتظار، كما أن هناك العديد من الأعضاء الذين يحضرون لاستقالات جماعية احتجاجا على قرار الأمانة العامة التي أصرت على حرق الحزب بالشمال وعدم مراعاة المشاكل والوضعية الخاصة التي يعيشها. وأكد الشودري أن شعبية الحزب ستتضرر بشكل كبير، والعديد من القيادات المحلية قررت عدم الخروج في الحملة الانتخابية المقبلة، فضلا عن تأكيده أن تحالف الوفاء يعيش خلافات حادة خلقها الرئيس باعتماده منهج الولاءات وحرب المصالح في تسيير الشأن العام المحلي، ومشروع تنمية المدينة هو الخاسر الأكبر.

✖ بداية ما هي أسباب استقالتك من «البيجيدي» بتطوان؟
الاستقالة جاءت بعد تفكير طويل، وسببها الرئيسي هو عدم احترام رأي القواعد من طرف الأمانة العامة بخصوص موضوع التزكية واحتكامهم إلى القوانين الداخلية بشكل جاف دون اعتبار للمشاكل العميقة التي يمر منها الحزب، والحالة الخاصة التي تعيشها الهياكل بتطوان، من صراعات بين الكتابة الإقليمية والكتابة المحلية والتيارات المتطاحنة التي صنعها ترسيخ منهج الولاءات للقياديين سواء على المستوى المحلي أو الوطني.
لقد كان الأمل كبيرا في احترام قرار تزكية بنونة على رأس اللائحة بعد حوارات مارثونية ولقاءات دامت لساعات وعرفت نقاشات حادة ومشاداة كلامية، لكن للأسف يبدو أن تزكية إدعمار كان مخططا لها بشكل مسبق، والمؤشر هو أن القيادي يتيم شدد على عدم تسريب تزكية بنونة من طرف القواعد إلى الإعلام في انتظار القرار النهائي للأمانة العامة، لكن الخبر خرج بطريقة نجهلها واعتبره قياديون ابتزازا لهم من أجل عدم التدخل في التزكية.
تمت تزكية إدعمار بناء على قربه من قيادات حزبية والعلاقات المتينة التي تجمعه معهم، والكل يعلم داخل الحزب أن ما يقوله رئيس الجماعة الحضرية وأحمد بوخبزة هو كلام ملائكي وعين الصواب بالنسبة للأمانة العامة، مقابل شيطنة كل ما يصدر عن الأمين بوخبزة ورأي الكتابة الاقليمية في معادلة مختلة تعتمد مبررات واهية لا يمكن أن يقبلها العقل والمنطق السليم.
تدخل الأمانة العامة في التزكية بتطوان كحالة خاصة، وعدم احترامها رأي القواعد الذين حاولوا إعادة رص الصفوف للحفاظ على القلعة الانتخابية المحصنة للحزب ستكون له تبعات سلبية، والمؤشرات ستظهر عما قريب لتفند كل الاتهامات التي وجهت لنا ولي شخصيا كوني أجهل القوانين الداخلية وضعيف التقدير السياسي والقراءة الصحيحة للمرحلة الراهنة التي تتطلب التضحية وقبول قرارات القياديين دون نقاش أو تمحيص.

✖ كيف تقيم الوضع الداخلي الحالي للحزب بتطوان؟
مع الأسف الوضع الداخلي لحزب العدالة والتنمية بتطوان مأساوي ومتأزم بسبب التيارات المتطاحنة والحرب الباردة بين إدعمار الذي أحكم سيطرته على الكتابة المحلية وحولها إلى ضيعة خاصة والأمين بوخبزة الذي يحاول جاهدا الحفاظ على الرأي الحر للكتابة الإقليمية دون تأثير الولاءات والكولسة.
يحاول بعض القياديين التستر على هذا الوضع المتأزم بالنظر إلى المرحلة السياسية الراهنة وحساسيتها المرتبطة بقرب الحملة الانتخابية والخوف من فقدان الشعبية والقاعدة المصوتة للحزب، لكن المؤكد هو أن العديد من الاستقالات الجماعية من الحزب ستظهر قريبا، والاحتقان الداخلي بلغ ذروته رغم الخرجات الإعلامية للمدير العام للحزب وتصريحاته التي تروم التهدئة ومحاولة تدبير المرحلة دون مشاكل ليس إلا.
لقد تلقيت اتصالات كثيرة من قياديين يدعونني إلى التزام الصمت حتى تمر هذه المرحلة، وكان جوابي دائما أنه لا يمكن السكوت على أمر كهذا واستمرار الانتماء إلى حزب سياسي أجواؤه محتقنة وممارسات بعض أعضائه بعيدة كل البعد عن الشعارات المرفوعة.

✖ تعرضت لهجوم من الكتائب الإلكترونية واتهامك أنك فشلت في تحقيق مصالحك الشخصية باستغلال الحزب كمطية، كيف ترد؟
على العكس من ذلك تماما، فأنا لم أستغل يوما الحزب من أجل قضاء مآرب شخصية أو سبق لي واستفدت من أي صفقة من الجماعة أثناء تسيير إدعمار في المرحلة السابقة والحالية، وأرشيف الجماعة يشهد أن توقيع الرخص الخاصة ببعض المشاريع التجارية التي أملكها لم يوقعها إدعمار، فضلا عن أن مشروع المركب السياحي الذي أملكه يوجد من الأصل بالرأس الأسود خارج النفوذ الترابي للجماعة الحضرية بتطوان.
لقد ساهمت من مالي الخاص في مساندة الحزب خلال الحملات الانتخابية إيمانا مني بالمبادئ والتضحية من أجل سياسة نظيفة، وعندما ظهر العكس اخترت الانسحاب والاستقالة كرأي شخصي وقرار حر لا يمكن أن يغطيه هجوم لما يسمى كتائب إلكترونية أو تصريحات مهدئة لقياديين.

✖ أين يمكن اختزال فشل إدعمار في التدبير والتسيير؟
لقد فشل إدعمار خلال توليه منصب رئاسة الجماعة الحضرية مرتين في تحديد هوية خاصة بمدينة تطوان للعمل عليها استراتيجيا، وهل هي سياحية، فلاحية، صناعية، أم ماذا…؟
لا يمكن تنمية المدينة في ظل الفشل في تحديد هوية خاصة بها، وكل ما يقوم به المجلس برئاسة إدعمار هو تدبير بعض الأمور الروتينية التي لا تحتاج الإبداع السياسي في الحلول بقدر ما هي مرتبطة بدفاتر تحملات موقعة بين الأطراف المعنية، ومراقبة تنزيل بنودها من طرف مختصين أو الذهاب لدى القضاء لفسخ العقدة وإعادة توقيعها مع شركات أخرى.
كل السفريات التي يقوم بها إدعمار إلى الخارج لم يثبت أنها جلبت استثمارا للمدينة أو استفادت منها مصالح الجماعة من خلال جلب تجارب خاصة في مجال الاقتصاد في استهلاك الطاقة والماء الصالح للشرب الذي يتم تبذيره في سقي مساحات خضراء شاسعة ويكلف ميزانية باهضة يمكن أن تصرف في تنمية المدينة.
لقد فشل رئيس الجماعة في ما وعد به السكان من المساهمة في جلب الاستثمارات لخلق مناصب شغل مهمة، والدليل أن المنطقة الصناعية الوحيدة المتواجدة بطريق مرتيل تحولت إلى مستودعات فقط وظلت ملفاتها مجمدة، دون إبداع في الحلول وتشجيع المستثمرين على الاستفادة من البنيات التحتية المهمة التي أشرف جلالة الملك على تدشينها وغيرت وجه المنطقة بالكامل.
كل ما نجح فيه إدعمار هو إهمال المدينة القديمة والمآثر التاريخية التي يفتخر بها التطوانيون، واستغراقه في السفريات والاجتماعات والندوات التي لا تخرج عن إطار الاستغلال السياسي وهاجس بقائه في المنصب. عكس إلياس العماري رئيس الجهة مثلا الذي ينتقده الجميع لكنه على الأقل جلب مشروع استثماري مهم للجهة التي يمثلها والسياسة تقاس بالإنجازات لا النوايا طبعا.

✖ ما هي طبيعة الصراع الدائر بين الكتابة المحلية والإقليمية بتطوان؟
صراع الكتابة المحلية والاقليمية أسبابه قديمة ومعروفة ومرتبطة بتزكية إدعمار الأولى وفوزه بالرئاسة الذي ساهم فيه قيادي محلي مشهور اسمه عبد السلام أخوماش قبل أن يكون أول من تلقى الضربات تحت الحزام من الرئيس رفقة قياديين آخرين كالأمين بوخبزة وأعضاء داخل العدالة والتنمية قال إدعمار آنذاك إنه يتوجس منهم، وعمل على تقزيم دورهم وتهميشهم بشكل مقصود بخوضه لحرب داخلية طاحنة تعتمد الولاءات والكولسة كسلاح ومنهج.
لقد عقد إدعمار لقاء بعد 100 يوم من تحمله للمسؤولية خلال المرحلة السابقة ونبه إلى الاحتياط من أعضاء داخل العدالة والتنمية، ليعلن بذلك بداية الصراعات وظهور التيارات والولاءات والتطاحن الداخلي الذي فشلت في معالجته القوانين الداخلية كما فشلت كل المحاولات التي قام بها قياديون لرأب الصدع في أوقات سابقة.

✖ ما هو تعليقك على كل ما جاء في التصريحات السابقة والمثيرة للأمين بوخبزة؟
الأمين بوخبزة قيادي كبير لا يختلف عن بنكيران أو غيره، وهو رجل وطني يقام له ويقعد وقد ساهم في بناء الوطن وتنميته من موقعه كما ما زال عطاؤه مستمرا إلى الآن، وكل من يقول العكس هو متنكر فقط للمجهودات التي قام بها الرجل خلال توليه المناصب السياسية داخل الحزب وخارجه والأنشطة الجمعوية والمحاضرات إلى غير ذلك.
لا يمكنني الخوض في تفاصيل ما قاله الأمين أحد مؤسسي الحزب لأنه وحده من يتوفر على الحجج الدامغة ولم يدل بها لأحد سوى الأمانة العامة، لكن الذي أؤكده أن كل ما قاله في إدعمار لمسته من خلال مؤشرات حقيقية على أرض الواقع والرجل لا يتكلم من فراغ كعادته، أو تحركه نعرة من النعرات بقدر ما تحركه غيرته على الحزب والحفاظ على المنهج الداخلي المتمثل في احترام الديمقراطية والالتزام بالمرجعية الإسلامية كممارسات لا كشعار فقط.

✖ قلت من قبل إنك ترفض أن تكون مريدا مسلوب الرأي داخل الحزب، كيف ذلك؟
لقد درست في إنجلترا وأتوفر على شهادات متعددة في التسيير الخاص بالشركات وثقافتي لا تسمح لي بالقبول أن أكون مريدا داخل حزب سياسي ويتم التحكم في رأيي بناء على ما يقوله القيادي أو الشيخ، دون تمحيص أو تفكير أو مناقشة، والمبرر دائما أن القياديين يرون ما لا يراه الأعضاء البسطاء.
توجيهات جلالة الملك نصره الله هي أحزاب سياسية قوية لخدمة الصالح العام وتحقيق التقدم والازدهار الذي ينشده الجميع، والحزب السياسي مهما كان لن يكون قويا بخوف أعضائه من التعبير عن رأيهم بصراحة والحق في الطموح السياسي المشروع الذي يخلق نوع من المنافسة الكفيلة برفع وتيرة الأداء السياسي والمستفيد الأول هو الوطن طبعا.
دخلت الحزب بنية صادقة للعمل ومحاولة تأطير الشباب في مجالات مختلفة منها الاقتصاد وتكوين الشركات وخلق المبادرات، لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما وجدت أن البعض يتحفظ عن الادلاء برأيه خوفا من حرمانه من السفر إلى تركيا أو تهميشه وعدم استدعائه لحضور اللقاءات المهمة.
اكتشاف الطاقات الداخلية وصقل المواهب لا يمكن أن يتم بتقديم الأعضاء الملتحقين من التوحيد والإصلاح وتهميش الكفاءات الأخرى لأنها لم تمر بالحركة، والدروشة منطق مرفوض في رأيي داخل السياسة لأنه يقتل الإبداع والتنافس من أجل تحقيق الأفضل.

✖ هل يعتمد إدعمار بطريقة غير مباشرة على بعض المستثمرين لدعم حملته وكيف يتم ذلك؟
هذا لا نقاش فيه.. ومن أين سيأتي إدعمار بتمويل الحملات الانتخابية وصرف مئات الملايين؟ طبعا يدعمه المستثمرون لأن الحزب يقدم مبالغ بسيطة كدعم وكراء السيارات. واللوجستيك الذي ظهرت به الحملات السابقة يحتاج المال الكثير.
يبقى سؤال مقابل دعم المستثمرين لحملات إدعمار الانتخابية معلقا؟ لكن يمكننا الحديث عن طرق مختلفة تطبخ بها الأمور لتكون قانونية.

✖ هل ترى أن الحزب سيفقد جزءا من شعبيته بسبب مشكل التزكية والاحتقان الداخلي؟
نعم هذا أمر أكيد.. لقد بدأ الحزب في فقدان شعبيته عندما تحالف مع الأصالة والمعاصرة بتطوان، وكان القيادي الداودي يقول لن نغدر المواطنين بتحالفنا مع البام.
هناك أعضاء بارزون لن يقوموا بالحملة، والتخبط الذي يعيشه الحزب داخليا أثر على تحمل المسؤولية في تدبير وتسيير الشأن العام المحلي، ما جعل العديد من المواطنين يفقدون الثقة في الوعود التي لم يتحقق منها شيء وظهرت أنها للاستهلاك السياسي فقط.

✖ بماذا ترد على من يتهمك بالجهل بقوانين الحزب الداخلية والعضو غير المؤثر؟
سأرد بكلمات مختصرة.. لماذا يتم الاتصال بي من قياديين بشكل مكثف، ولماذا خرج المدير العام للحزب ليرد إعلاميا على شرحي لتفاصيل استقالتي؟!.
قلت مرارا إن تطوان لها وضع خاص وهذا ما لم تستوعبه الأمانة العامة التي تريد حرق الحزب بالمدينة.

✖ هل تلقيت أي عروض من أحزاب أخرى من أجل الانضمام إليها؟
هناك عروض من أحزاب كبيرة، لكن هدفي ليس الخروج من العدالة والتنمية من أجل الانتماء إلى حزب آخر.
من جهة ثانية حزب البيجيدي ليس دينا كي لا أبدله متى توفرت بعض الشروط الخاصة، وإذا ما تراجعت الأمانة العامة على قرارها واحترمت رأي القواعد في التزكية فهناك احتمال كبير للتراجع عن استقالتي.

✖ كيف تقيم أداء تحالف الوفاء؟
لم يحقق تحالف الوفاء الانسجام المطلوب إلا من خلال الصور التي خرجت بعد ظهور النتائج، وتم تبادلها بالمواقع الاجتماعية كإنجاز تاريخي حققه إدعمار، لكن أياما قليلة أظهرت أن الرئيس كان همه المنصب، وقد استخدم مجددا منطق الولاءات وحرب المصالح التي تسببت في انقسام داخل الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، ما استنزف المجهودات السياسية في صراعات داخلية لن تفيد المواطن في أي شيء وقد يقع ضحيتها في بعض الأحيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى