شوف تشوف

الرأيالرئيسية

شن الطن

قبل أن يرد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على الرسالة الاحتجاجية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، جاء الرد من جمهور الرجاء الرياضي على حفيد الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، بلافتة في المدرجات الجنوبية جاء فيها: «مانديلا الصغير.. المستعمرة الوحيدة المتبقية في إفريقيا هي أورانيا».

وإذا كان لا بد من شرح الواضحات، فأورانيا مستعمرة يقطنها البيض في وسط جنوب إفريقيا.

كان الرد على الحفيد في ملاعب الكرة أشبه بوخز في أذنه، وتوضيح لا بد منه، ليعيد الولد قراءة دروس التاريخ. بل إنه ومن محاسن الصدف أن يتزامن «بيان حقيقة» خطبته، مع مباراة جمعت الرجاء بالمولودية الوجدية، فريق المدينة التي احتضنت نيلسون مانديلا والنواة الصلبة للثورة الجزائرية.

وصل صدى اللافتة/ «الكلاش»، إلى جنوب إفريقيا، وأصبحت موضوعا لنقاش في الصحافة، وقال كبير الصحافيين، كولينز أكينيو، معلقا على رسالة أنصار الرجاء: «سيتعلم أن لا يفتح فمه المرة القادمة»، وقالت عمته، شقيقة الزعيم مانديلا، إن «المسخوط» لا يمثل العائلة، وإن شكوكا تحوم أصلا حول شرعية انتمائه إليها. وكان «الميساج» القادم من مدرجات مركب محمد الخامس كافيا ليزيل طبقات الغبار عن سجل زفيلي فيليليي مانديلا الحافل بالفضائح.

قبل أن يغادر هذا الولد «العاق» الجزائر، حضر رفقة زوجته الرابعة عرضا للأزياء إلى جانب وزيرة الثقافة الجزائرية، صورية مولوجي، التمس من المنظمين إلقاء كلمة فاعتذروا له، لكن الوزيرة أهدت زوجته كمية من الألبسة، عربون وفاء للضيف «الثقيل» وزنا وسلوكا.

الوزيرة الجزائرية بدت سعيدة بوجود الولد، وهو أيضا كان سعيدا وهو يقضي ساعة كاملة في مراقبة أجساد عارضات الأزياء، في الوقت الذي كانت الوزيرة تتحدث عن الخلاف المغربي الجزائري حول قميص الزليج.

قبل أن يصل حفيد مانديلا إلى بلاده، دعا أماجو ميلفان بينيك، عضو مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم والرئيس السابق للاتحاد النيجيري لكرة القدم، إلى حماية قيم كرة القدم العالمية من الزائدات الدودية، مستنكرا المناورات السياسية للجزائر في تظاهرة رياضية.

عبر أماجو عن أسفه حين تم الزج بتظاهرة رياضية في متاهات خلاف سياسي، «إن ما يثير القلق أكثر التصريحات السياسية خلال حفل الافتتاح، وشعارات الكراهية التي رددتها الجماهير الجزائرية».

وضع تصريح القيادي النيجيري لجنة التأديب التابعة لـ«الكاف» في موقف حرج، ووضعت موتسيبي أمام امتحان الحياد، لنرى ما سيقدم عليه وهو يرى بأم عينيه خروج مواطنه عن النص، دون الحاجة إلى حكم مساعد يرفع راية التسلل في وجه الولد الذي لا يفرق بين منصة خطابة سياسية وملعب للكرة.

اليوم يتأكد بأن ولوج منطقة منزوعة الألغام، أهون من دخول ملعب في الجزائر يحتاج الوافدون عليه إلى تأمين على الحياة. اسألوا أسطورة الكرة الجزائرية، رابح ماجر، الذي تعرض لغارة من الشتائم وهو يتابع مباراة منتخب بلاده ضد المنتخب الإثيوبي، برسم «شان» الجزائر، فاضطر إلى مغادرة مدرجات ملعب مانديلا عائدا إلى بيته، دون أن يعرف سبب الغارة. وحين وصل إلى بيته مكسور الوجدان أقسم ألا يدخل ملاعب الجزائر، وآمن أن تسمية الملاعب بأسماء السياسيين فعل ماض ناقص.

حين نتأمل الرسالة السياسية لجمهور الرجاء، سنقف على الفصيل الذي كتبها، «إلتراس إيغلز»، وسنعرف أن هذا الجناح المساند للخضر قد أنهى صلاحية لافتة «خاوة خاوة ماشي عداوة»، والتاريخ يذكر أن هذا الفصيل منع يوما من الكشف عن «تيفو» يحمل عبارة «لله يا جزائر»، ومع مرور الأيام تبين أن المنع كان قرارا سليما.

كلما خرج أشقاؤنا في الجزائر عن سبيل الوئام، لا يجد المشجعون في المغرب بدا من ترديد مقطع الاستسلام الشهير للفنان الجزائري «الشاب» خالد: «سي لافي لالالالا».

حسن البصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى