
النعمان اليعلاوي
لوح طلبة كليات الطب والصيدلة من جديد بالخروج إلى الشارع، إذ وجهت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والأسنان والصيدلة رسالة إلى عز الدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، داعية إلى تفاعل سريع مع مخرجات «محضر التسوية»، ومحذرة من «مقاربة أحادية» في معالجة بعض الملفات العالقة، وعلى رأسها وضعية دفعة 2023/2024.
وأكدت الرسالة التي توصلت بها جريدة «الأخبار» أن الطلبة متوجسون من أخبار تفيد بأن بعض النقاط المعلقة قد تم الحسم فيها بشكل نهائي ودخلت مراحلها الأخيرة، دون مشاركة حقيقية للطلبة، وهو ما طالبوا بتوضيحه وتصحيحه. وأبرزت اللجنة أن الاتفاق السابق نص بوضوح على ضرورة مناقشة مصير دفعة 2023/2024 بطريقة تشاركية، تفاديا لتكرار أخطاء سابقة.
ووصفت اللجنة وضع هذه الدفعة بـ«المجهول»، موضحة أنها على مشارف الولوج إلى السنة الثالثة، رغم غياب الوضوح بخصوص دفتر الضوابط البيداغوجية الذي يفترض أن ينظم تكوينها، إذ لا تنتمي لا إلى النظام الجديد الغامض، ولا إلى صيغة التكوين المعتمدة سابقا بسبع سنوات.
وفي تصريح لجريدة «الأخبار»، أعرب مصدر من اللجنة عن استغرابه من تعثر أجرأة مخرجات التسوية من طرف وزارتي الصحة والتعليم العالي، رغم مرور عدة أشهر على الاتفاق. وأكد أن الطلبة، الذين استأنفوا دراستهم واجتازوا امتحاناتهم في ظروف صعبة وضحوا بعطلتهم الصيفية، يشعرون بأن وعود المسؤولين اقتصرت على إعادة فتح الكليات، دون التزام حقيقي بحل المشاكل العالقة.
وأشار المصدر ذاته إلى أن العديد من الطلبة يواجهون أوضاعا مادية صعبة موازاة مع الدراسة، مضيفا: «الوضع مستمر في التدهور، والاحتقان يتصاعد بقوة بين صفوف الطلبة». ولم تقتصر انتقادات الطلبة على دفعة 2023/2024 فقط، بل شددوا كذلك على رفضهم لأي محاولة لتخفيض عتبة الولوج إلى الكليات بقرار أحادي الجانب. وأكدت اللجنة تمسكها بمبدأ التشاور، داعية إلى عقد يوم دراسي بالكليات لمناقشة دفتر الضوابط البيداغوجية الخاص بالطلبة الجدد، الذي تم تحضيره – وفق تعبيرها- بعيدا عن النقاش العمومي والمشاركة الطلابية.
وختمت اللجنة رسالتها بمناشدة وزير التعليم العالي التدخل العاجل من أجل تخفيف حدة التوتر بالمؤسسات الجامعية الطبية، وتفادي أي تصعيد محتمل، قد تعصف نتائجه بالاستقرار الجامعي.