الرئيسيةصحةصحة نفسيةن- النسوة

كل ما تجب معرفته عن «سن اليأس»

إعداد: أميمة سليم – بقلم: الدكتورة شانتال جينيوت، صحافية في المجال الطبي

سوف نتطرق في عدد هذا الأسبوع، من «دليل الصحة النفسية»، إلى موضوع يهم المرأة بصفة خاصة ويؤثر عليها بشكل كبير، ويتعلق الأمر بانقطاع الطمث أو ما يعرف عامة بـ «سن اليأس»، لكن سوف نخص بالذكر آثاره النفسية على المرأة، وكيفية التأقلم مع هذه المرحلة البيولوجية بشكل أفضل وأكثر راحة.

انقطاع الطمث.. التغيرات الهرمونية وتأثيراتها على المرأة
لا تتعلق أعراض انقطاع الطمث بالهبات الساخنة أو آلام المفاصل. قد يؤدي إيقاف إفراز الهرمونات الجنسية عند بعض النساء إلى تغيير في الطبع أو فقدان الطاقة، مما قد يغير توازنهن النفسي.

من خلال الأعراض المرفقة به، يمثل انقطاع الطمث فترة أزمة لكثير من النساء. لكن وقف إفراز الهرمونات الجنسية (الأستروجين والبروجسترون) يمكن أن يكون له تأثير مباشر على المعنويات.

انقطاع الطمث.. عامل ضعف
«تمر العديد من النساء بهذه الفترة دون أي اضطراب وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد أمراض عقلية أو نفسية، بالمعنى الطبي للمصطلح، التي يسببها انقطاع الطمث» يقول الدكتور كريستيان جامين، طبيب أمراض النساء والغدد الصماء بباريس. «من ناحية أخرى، يعتبر انقطاع الطمث عاملا من عوامل الضعف، وعندما يكون هناك مرض موجود مسبقا، يمكن الكشف عنه في هذه المناسبة».

يمكن شرح هذا الضعف الخاص عن طريق آليتين:
-يمكن أن يسبب انقطاع الطمث أعراضا مزعجة جدا في الحياة اليومية، سيما اضطرابات النوم، والتي من خلال تأثير متتال، تصبح مسؤولة عن انخفاض في الصحة العامة والشعور بعدم الراحة.

-للهرمونات تأثير مباشر على الراحة، وغالبا ما تشعر النساء اللواتي تعانين من نقص في الهرمونات بانخفاض في الطاقة.

آثار متفاوتة جدا
التأثيرات البعيدة ليست ثابتة، وتعتمد على عدة عوامل.

أولا، السرعة التي يظهر بها نقص الهرمونات. مثلا، تكون الاضطرابات أكثر شيوعا في حالة انقطاع الطمث الجراحي، مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في الهرمونات. من ناحية أخرى، عندما تنخفض الهرمونات ببطء، تتمكن المرأة من الحفاظ على توازنها، وفي بعض الأحيان لا تشعر بأي شيء.

العامل الثاني هي النفسية الأساسية. قد تكون آثار انقطاع الطمث غير محسوسة بالنسبة للمرأة التي تتمتع بصحة جيدة، كما يمكن أن تغرق امرأة أخرى أرهقتها مصاعب الحياة في حالة عدم الشعور بالراحة.

هناك أيضا عوامل مرتبطة بحساسية فردية لم يتم تحديدها جيدا، إذ تعاني بعض النساء من التقلبات الهرمونية لانقطاع الطمث بشكل سيئ أكثر من غيرهن. تعرف هذه التأثيرات الهرمونية أيضا بين النساء اللواتي يعانين من متلازمة ما قبل الدورة الشهرية.

الآثار النفسية لكل هرمون
يختلف تأثير التغيرات الهرمونية أيضا باختلاف الفترة. توجد ثلاثة أنواع من الهرمونات الجنسية:

هرمون الأستروجين له تأثير محفز: عندما يتم إفرازه بكثرة، يمكن أن يؤدي إلى العصبية والأرق. وعندما يتوقف إفرازه، قد يكون فقدان هذا المنشط مصحوبا ببعض الخمول. هذا النقص في هرمون الأستروجين هو المسؤول عما يسمى بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية، والتي تخلف لدى بعض النساء الرغبة في البكاء عند اقتراب الدورة الشهرية. يمكن أن تحدث ظاهرة مماثلة في سن اليأس.

في المقابل، يوجد هرمون البروجسترون وهو هرمون مهدئ يساعد على النوم والهدوء ويمنح الشعور بالراحة. لا يظهر نقص هرمون البروجسترون في سن اليأس، ولكن في السنوات التي تسبقه، فيصبح هناك فائض نسبي من هرمون الأستروجين مما يؤدي إلى العصبية والقلق واضطرابات المزاج. «لقد سبق وسمعت في كثير من الأحيان أن النساء يخبرنني خلال هذه الفترة: لم أعد أسيطر على مشاعري، أشعر بالغضب، أخشى أن يهجرني زوجي» يقول الدكتور جامين.

الأندروجين، الهرمون الذكري الموجود بكميات قليلة عند النساء، يتغير قليلا في سن اليأس. لكن معدله يبدأ في الانخفاض ببطء من سن الثلاثين. قد يفسر ذلك انخفاض الرغبة الجنسية المرتبط بالعمر، ويبدو أن بعض النساء يعانين من نقص فعلي في المتعة والرغبة الجنسية المرتبطتين بانخفاض هذا الهرمون.

تطور الأعراض النفسية
التاريخ النفسي والهرموني للمرأة يحدث على ثلاث مراحل:

-في وقت مبكر جدا، يحدث انخفاض في الأندروجين، والذي من المحتمل أن يكون له تأثير كبير على الرغبة الجنسية؛

-قبل انقطاع الطمث، تظهر علامات الاستثارة مرتبطة بزيادة هرمون الاستروجين ونقص في هرمون البروجسترون.

-أخيرا، عند انقطاع الطمث، يتسبب انخفاض هرمون الأستروجين في فقدان الطاقة والخمول.

لحسن الحظ، هناك مرحلة أخيرة تهدأ خلالها جميع المشاكل وتستقر المرأة في توازن هرموني جديد. ما مدى السرعة التي يتوقع بها عودة كل شيء إلى طبيعته؟ يقول الدكتور جامين: «يعتمد الأمر كثيرا على النساء»، «بالنسبة للبعض، يمكن أن تستمر 20 عاما. لكنها، في المتوسط، تعيد التوازن لنفسها في غضون ثلاث إلى أربع سنوات.»

يمكن أن يسبب انقطاع الطمث أعراضا مزعجة جدا بالحياة اليومية، سيما اضطرابات النوم، والتي من خلال تأثير متتال، تصبح مسؤولة عن انخفاض في الصحة العامة والشعور بعدم الراحة.

كيف تمرين من انقطاع الطمث بسلام؟

عن مجلة «Psychologies»
يمكن لانقطاع الطمث أن يجلب معه الكثير من الأعراض المزعجة: الهبات الساخنة، وانخفاض الرغبة الجنسية، وزيادة الوزن والتهيج … ولكن هذه الأعراض ليست حتمية، فهناك طرق مختلفة «للمرور» بانقطاع الطمث بهدوء، من أجل الاستمتاع بالحياة في كل المراحل.

مع التقدم في العمر، وانخفاض متوسط سن الأمومة ووجود العلاجات للحفاظ على وجه وجسم شابين، فإن العقد الخامس اليوم لا علاقة له بالجيل السابق. تقول ماري هيلين كولسون، أخصائية في أمراض النساء: «التناقض بين الطريقة التي تعانين بها من عمرك، ومظهرك والواقع الفسيولوجي يعني أن بداية انقطاع الطمث تصبح أكثر صعوبة من ذي قبل. حتى لو كانت تملك جميع النساء الأدوات اللازمة للدخول بشكل مريح في هذه المرحلة من الحياة».

مغامرة فريدة
لأنها ترتبط بشكل وثيق بعلاقتنا بالأمومة والأنوثة، لا يمكن تجربة هذه الفترة إلا بطريقة فردية. «لا يوجد شيء مثل سن اليأس القياسي! » تقول ميراي دوبواشوفالييه، وهي بدورها أخصائية في أمراض النساء: «يمكن أن تشعر إحدى النساء بالارتياح لأنها لم تعد تعاني من الدورة الشهرية، بينما تمر امرأة أخرى بنوبة اكتئاب. كل هذا يتوقف على ما يخرجه أعماق اللاوعي: حداد الأمومة، والخوف من انتهاء النسل، وصعوبة فصل الإنجاب عن الجنس… ».

تؤكد ماري هيلين كولسون أيضا «على ضرورة البحث عن الموروثات الجينية والنفسية عن الأم، لتفادي تكرار نفس التجربة وحتى تعيش المرأة المقبلة على سن اليأس تجربتها الخاصة. تقول دانييل فلومنباوم، طبيبة أمراض النساء وأخصائية الوخز بالإبر، إن النساء يردن تولي مسؤولية أنفسهن، لقد جاؤوا فيما مضى بأعراض، واليوم أتوا بأسئلة. في سن الخمسين، تدرك النساء أنهن في منتصف حياتهن، وهذا النضج يسمح لهن بالعمل بنشاط من أجل التنمية الشخصية، لكن شريطة إتاحة الوسائل اللازمة».

أنوثة لإعادة الاستثمار
إن التزود بالوسائل اللازمة لدخول مرحلة انقطاع الطمث، يعني المعرفة الدقيقة بالتغييرات الفسيولوجية والنفسية التي يسببها انقطاع الطمث. تؤكد ميراي دوبوا-شوفالييه: «كلما كانت المرأة واقعية أكثر، كلما قل التأثير الدرامي للمرحلة». وتلاحظ الأخصائية أن النساء اللواتي يعتنين بأنفسهن ولا يتجاهلن تغييرات معينة (جفاف المهبل، الجماع المؤلم) يقطعن هذه الفترة بكفاح، دون أن يفقدن ذرة من أنوثتهن، سواء في الداخل أو في الظاهر.

تعيش العديد من النساء مرحلة انقطاع الطمث بشكل سيئ لأنهن يربطن ذلك بفقدان قدرتهن الجنسية. «من وجهة نظر الرجال، فإن عدم القدرة على الإنجاب يعني أن يتقدم بك العمر، وفي مجتمعنا، فإن هناك علاقة تنافر بين الشيخوخة والإثارة الجنسية. الخصوبة والأنوثة: يبقى المفهومان في اللاوعي الجماعي مرتبطين، لذلك وجب العمل على الجانب النفسي لاستثمار أنوثتك بطريقة مختلفة.

ويتعلق الأمر بدخول هذه التجربة دون أفكار مسبقة: إن انقطاع الطمث لا تعني نهاية الأنوثة! على العكس من ذلك، بمجرد إطلاق سراحك من الأمومة، يمكنك إثراء حياتك الجنسية والوصول إلى تواصل جسدي أكثر قوة وأكثر هدوءا». تضيف ماري هيلين كولسون: «في حالة الزوجين، لا يمثل انقطاع الطمث الذي تعاني منه المرأة أي مشكلة بالنسبة للرجل. يمكن للأنوثة المنفصلة عن الأمومة أن تزيل الموانع الكامنة في اللاوعي لدى البعض». «ما يزال شعورها بجسدها ومناطقها الحساسة على قيد الحياة، والجرأة على عيش حياتها الجنسية كامرأة. لذلك تبقى عليها مهمة التحرر من التحيزات الثقافية وجعل سن اليأس مرحلة شخصية ومُرضية».

نصائح لتخفيف القلق المرتبط بانقطاع الطمث
عن: «ديلي ميل»
غالبا ما يعتبر القلق أحد أعراض سن اليأس المؤلمة، حيث تشهد واحدة من كل 4 نساء حالات القلق التي يمكن أن تستمر مدة 15 عاما.

ويعد القلق أحد الأعراض الشائعة لانقطاع الطمث، حيث يمكن أن يأتي في مظاهر عديدة مختلفة، بما في ذلك الشعور بعدم الارتياح وكأنك تعانين من نوبة قلبية.

ويمكن أن يسبب القلق لدى بعض النساء ضيقا في التنفس وألم الصدر والتعرق والدوخة وخفقان القلب. كما تعد المشكلات على مستوى الجهاز الهضمي شائعة أيضا ويمكن أن تخلق أعراض تؤثر على الحياة اليومية.

وتشير معظم الدراسات إلى أن حوالي ربع النساء يبلغن عن الشعور بالقلق بعد انقطاع الطمث. ويمكن أن يساعد العلاج التعويضي بالهرمونات ومضادات الاكتئاب، في تخفيف القلق أثناء انقطاع الطمث.

ويقدم الدكتور ميغ آرول طبيب نفسي، بعض الطرق لمعالجة القلق خلال فترة سن اليأس، وهي:

دللي نفسك
أشارت الأبحاث التي أجراها عالم النفس الأسترالي والباحثة، أماندا ديكس، إلى أن هناك علاقة معقدة بين الرفاهية الانفعالية وصورة الجسد. وشددت على أهمية فهم سياق المرأة عند التفكير في الأعراض، حيث إن هناك العديد من جوانب ثقافتنا وبيئتنا، التي تزيد من سوء الحالة النفسية.

ومع ذلك، فإن الرؤية البديلة الإيجابية تتمثل في القدرة على تحسين المشاعر تجاه صورة الجسد، من خلال تعزيز الثقة والقيمة الذاتية. وأظهر هذا البحث أنه من خلال القيام بذلك يمكن تحسين أعراض انقطاع الطمث والنفسية.

لذا، يجب تخصيص بعض الوقت للحصول على الرعاية الذاتية، كما أن قليلا من الدلال يقلل من القلق.

التأمل
يمكن أن تواجه النساء في منتصف العمر اللواتي يمارسن التأمل، عددا أقل من الأعراض المرتبطة بسن اليأس وضغطا أقل، مقارنة بالنساء اللواتي لا يمارسن هذه الرياضة.

اليوغا
من المعروف أن اليوغا مفيدة للصحة العامة والعقلية لدى عامة الناس. ويبدو أنها وسيلة جيدة للتخفيف من القلق خلال انقطاع الطمث.

وحددت إحدى الدراسات التي أجريت من قبل مجموعة بحثية في ألمانيا، 5 دراسات عالية الجودة قارنت اليوغا بممارسة نوع آخر من التمارين، لدى 582 امرأة.

ودرس الباحثون أنواعا مختلفة من الأعراض، مثل الاكتئاب والقلق ومشاكل النوم والألم والتعب، والهبات الساخنة والتعرق الليلي، وكذلك الاختلالات الجنسية ومشاكل المثانة.

عموما، كان هناك أدلة على حدوث تحسن في الأعراض التي وصفت بأنها نفسية، بما في ذلك القلق. لذلك، فإن ممارسة اليوغا المعتادة تستحق التفكير إذا كنت تعانين من القلق أثناء انقطاع الطمث.

الاسترخاء وجلسات التدليك

يعتمد العلاج التكميلي غير الجراحي على نظرية مفادها أن «مناطق الانعكاس» على القدمين والساق السفلية واليدين والوجه والأذن الخارجية، تتوافق مع مناطق مختلفة من الجسم.

وتبين أن درجات التقييم الذاتي للقلق والاكتئاب لدى النساء، تحسنت بعد العلاج مع انخفاض تواتر الهبات الساخنة والتعرق الليلي.

تناول المكملات الغذائية
يوجد العديد من المكملات الغذائية لأعراض سن اليأس، مثل أوراق الميرمية التي تساعد على الحد من الهبات الساخنة والتعرق الليلي. كما يساعد نبات الجذر الذهبي (رهوديولا)على تقليل التوتر وتحسين مستويات الطاقة للمساعدة في التغلب على القلق والتعب.

ويمكن لنبتة العرن المثقوب (نبتة القديس يوحنا) تحسين الأعراض النفسية والجسدية الناتجة عن انقطاع الطمث، بما في ذلك الهبات الساخنة والمزاج المتقلب والقلق وانخفاض الدافع الجنسي والإرهاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى