الرئيسيةتقاريرسياسية

مآثر الرباط التاريخية تتحول إلى مكب للنفايات

النعمان اليعلاوي

بعد أزيد من عام على انتهاء عملية ترميم السور التاريخي للواجهة النهرية للمدينة العتيقة بالرباط، وترميم السور الأندلسي الموازي لشارع الحسن الثاني، وترميم عدد كبير من الفنادق التاريخية والحمامات وتهيئة دور للضيافة بالمدينة، تحولت تلك الأسوار التاريخية بالرباط وسلا من جديد إلى مكب للنفايات والأتربة وبقايا البناء. وعلمت “الأخبار” من مصادر مطلعة أن وضعية جنبات الأسوار التاريخية للرباط وسلا استنفرت والي الجهة، محمد يعقوبي، الذي قام بجولة مساء أول أمس (السبت) بالمدينة العتيقة بالرباط ووقف على اختلالات الشركة المكلفة بتدبير النفايات بالرباط. وأشارت المصادر إلى أن ولاية الرباط منحت الشركة الوصية على قطاع النظافة 24 ساعة من أجل تنظيف جنبات السور التاريخي للمدينة العتيقة مع إبعاد حاويات الأزبال التي تم وضعها بمحاذاة السور الذي خضع للترميم، كما حث الوالي السلطات المحلية على ضرورة اتخاذ الإجراءات الضرورية في حق كل من ضبط يلقي بمخلفات البناء أو الأزبال بمحاذاة السور.
من جانبه، قال عبد الرحمان براوي، نائب رئيس جمعية فضاء لوداية، إن عملية ترميم السور التاريخي لمدينة الرباط كانت في إطار حماية الآثار التاريخية للمدينة، وفي إطار عملية لتأهيل وترميم معالم المدينة العتيقة بالرباط بما فيها قصبة الوداية وشالة والأبواب التاريخية للمدينة، مشيرا، في تصريح لـ”الأخبار”، إلى أن “السلطات المحلية للمدينة ممثلة في ولاية جهة الرباط، تسهر على ضبط المخالفات التي قد تمس بتلك المعالم التاريخية، وهو ما تم تسجيله من خلال الخروقات التي رصدتها الولاية بشاطئ الرباط وقامت بالتدخل في شأنها في حق المخالفين”، مضيفا أن “هناك متابعة مستمرة لعملية ترميم وحماية الآثار التاريخية للمدينة بما فيها الأسوار التي قد تطالها بعض التصرفات الطائشة لعديمي الضمير الذين لا يبالون لقيمة تلك الأسوار فيعمدون إلى إلقاء النفايات بجانبها، وهو ما يدفع إلى تدخل السلطة لوقف هذه التصرفات المشينة”.
وبدوره، قال إدريس دريسي، رئيس جمعية ملتقى الرباط لإحياء التراث الثقافي والفني بالرباط، إن “أهم المشاكل التي تهدد السور التاريخي بالرباط هو غياب المراحيض العمومية، وهو ما يدفع المواطنين إلى التبول بجنبات السور”، مضيفا، في تصريح لـ”الأخبار”، أن “جمعيات حماية التراث المعماري ظلت تنادي بقوة منذ سنوات بضرورة توفير المراحيض العمومية في مخطط ترميم المدينة العتيقة”، مضيفا أن “هذا الموضوع يبدو بسيطا غير أنه يشكل مشكلا كبيرا، خصوصا أنه بسببه تتضرر أسوار المدينة ويتضرر معها القطاع السياحي”، منبها إلى أن “مسؤولية نظافة المآثر العمرانية للرباط القديمة، تقع على عاتق عمدة الرباط من جهة ورئيسة مقاطعة حسان التي توجد المدينة القديمة في ترابها”.
ومن جانبها، شددت أمينة المغاري، الخبيرة في التراث المعماري، والأستاذة بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط، على أهمية الأسوار التاريخية، مبينة أنها “هي التي ترمز للمدينة الإسلامية وهي الحصن”، مضيفة، في حديث لـ”الأخبار”، أن “مدينة الرباط سورت حسب ثلاث فترات، بداية بالسور الموحدي الذي يمر بباب زعير وباب العلو والجرف المطل على أبي رقراق، مضيفة أن “أسوار مدينة الرباط انتهي من بنائها في القرن 12 سنة 1198 ميلادية، وهناك السور الأندلسي الذي بني في القرن 17 بعد اتساع مدينة الرباط في عهد المورسكيين، وهناك السور العلوي الذي يجانب السور الموحدي، وهو الذي يحيط بأكدال السلطان، هناك سور مريني يحيط برباط شالة (القرن 17)”، وأبرزت الغماري “أهمية أنها خضعت للترميم في الفترات السابقة، وقد تم تحصينها، ومن واجبنا الحفاظ على الأسوار لأنها الشواهد الأثرية التي تذكرنا بتاريخ وأصل المدينة”، مؤكدة أن “هذه الأسوار هي جزء من مدينة رباط الفتح الموحدية شأنها شأن صومعة حسان والجامع الكبير، وهي تراث لا يمكن التفريط فيه أو إهماله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى