حسن البصري
إلى متى سيظل إبراهيم حاضرا في الملاعب الرياضية؟
نعم بإمكاني الاستمرار في الميادين كلاعب محوري لموسمين آخرين، لأن نظام عيشي مثالي وحرصي على احترام حياتي كرياضي من أولوياتي. حسب علمي أنا وعصام الراقي نتقاسم هذه الميزة وأيضا اللاعب أحمد أجدو الذي لازال يواصل اللعب على مستوى قسم الهواة، وكان عبد الصمد لمباركي من هذا الصنف، ولا ننسى متولي والعزيز وغيرهم. القاسم المشترك هو نظام العيش لا تدخين لا سهر لا أكل فوضوي، التداريب والنوم هذا سر يتقاسمه كل اللاعبين المخضرمين الذين عمروا طويلا في الملاعب الرياضية، استمروا لغاية سن الأربعين أو شارفوا على بلوغه. صحيح أن حراس المرمى هم الأكثر استمرارا في الملاعب ربما لأن مجهودهم البدني في المباريات أقل من لاعبي خط الوسط، لكن شخصيا أرى أن لي القدرة على تمديد مقامي في الملاعب وسأعمل على تحقيق هذه الرغبة خاصة وأنني لعبت في كل الأقسام الأول والثاني والمنتخبات والمنافسات القارية ومونديال الأندية.
لماذا ظل نقاش يؤجل ولوجه عالم التدريب؟
عايشت عدة مدربين طيلة مشواري الكروي ولازلت إلى يومنا هذا أعايش أساليب مدربين أستفيد منهم ومن حصص التدريب التي أخضع لها معهم. عادة ما يدخل اللاعب عالم التكوين كمدرب حين ينتهي من ممارسة كرة القدم، علما أنه في السابق كان اللاعب المعتزل يشرف على تدريب الفئات الصغرى، اليوم التكوين مرتبط بالشهادات. نحمد الله أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ردت الاعتبار للاعبين السابقين من أبناء جيلي، وبفضل البرنامج التكويني للإدارة التقنية بإمكان الكثير من اللاعبين اللعب مع فرقهم وفي نفس الوقت دخول دورة تكوينية، لا بد أن أشكر رئيس الجامعة فوزي لقجع ومن خلاله فتحي جمال وكل الساهرين على إعداد جيل جديد من المدربين.
المكتب المسير للوداد ودعك ببلاغ مؤثر أكد فيه استعداده لمساعدتك على دخول عالم التدريب، هل لازال فريقك الأصلي على العهد؟
حين أنهيت مشواري مع الوداد ودعني فريقي ببلاغ لازلت أحفظه عن ظهر قلب، قضيت معه خمس سنوات في الفريق الأول وأكثر من خمس سنوات في الفئات الصغرى، شهدت هذه الفترة تتويجي رفقته بمجموعة من الألقاب الوطنية والإفريقية. في سابقة سيتقدم الرئيس سعيد الناصري، باسمه و نيابة عن جميع مكونات النادي الجماهير، بشكره الخاص لي، متمنيا لي مسيرة موفقة في مساري المهني. وقال وهذا هو الأهم بأن أبواب النادي ستظل دائما مفتوحة في وجهي وأن ذاكرته تحفظ لي مكانة خاصة كما في قلوب جميع مكونات الوداد الرياضي. هذا بلاغ فيه شهادة اعتراف فيه تتويج أخلاق العائلة.
هل تنوي دخول عالم التدريب من الوداد أم من فريق في القسم الثاني؟
الخير في ما يختاره الله، أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد، المهم بالنسبة لي هو أن أنهي مشواري وفي يدي شهادات تدريب، الحمد لله تم التفكير في جيلي من طرف الجامعة وشاركت في دورات تكوينية بمركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة للحصول على رخصة التدريب، إلى جانب عدد من اللاعبين الدوليين السابقين. أنا شخصيا أفكر اليوم في الفريق الذي أحمل قميصه وحين سأنهي مشواري كلاعب سأبدأ من الدرجات الدنيا لأن التدريب كالتعليم لا يمكن أن تنطلق من أعلى المستويات. صحيح أنني أتوفر كلاعب على تجربة أفهم بها اللاعبين وعقلياتهم، كما أنني أسعى للاستشارة والتواصل مع مدربين سبقوني في المهمة، مع اعتماد التكوين المستمر لأن كرة القدم في تطور دائم. هذا كله لا يكفي إلا إذا كنت تحمل مشروعا، يحدد الأولويات هل التكوين أم البقاء أم الألقاب حسب طبيعة كل فريق ومكانته. عموما أتمنى أن أنجح كمدرب بعد أن نجحت كلاعب.
رغم أنك حملت قمصان أزيد من ستة فرق إلا أنك تحرص على حضور مباريات الوداد ولو كمشجع؟
أشجع الوداد لأن اسمي ارتبط بهذا الفريق العريق الذي لعبت في فئاته العمرية، وكان حلمي دوما أن أحمل شارة عمادته وأن أتوج معه بلقب وهذا ما حصل.
ما هي المباراة التي طردت النوم من جفونك طيلة مشوارك الكروي؟
هي المباراة التي جمعت فريق الوداد الرياضي بالأهلي المصري برسم نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، أقصد المباراة التي جرت في الدار البيضاء، وفزنا فيها بهدف لصفر وقعه وليد الكرتي. وكان لقاء الذهاب بين الأهلي المصري والوداد البيضاوي، والذي جرى قبل أسبوع بالاسكندرية، قد انتهى بالتعادل الايجابي بهدف لكل فريق، مما أجل الحسم لمباراة الدار البيضاء. كنت أخشى أن يضيع منا اللقب في عقر دارنا، لو أجرينا مباراة الإياب في مصر لما راودني هذا القلق. والأجمل هو التهنئة الملكية بالتتويج باللقب القاري.
هل تفضل أن يلعب ابنك الكرة؟
الدراسة أولا والرياضة ثانيا، ثم إن اختيار الكرة أو استكمال التعليم يتوقف على مواهبه، فإذا كان موهوبا في الدراسة والعلم فسيكون مساره في هذه السكة، وإذا كان «كوايري» سيتبع مهنة والده. الحمد لله اليوم هناك إمكانية الجمع بين العلم والرياضة بفضل أكاديميات مثل أكاديمية محمد السادس وبرامج رياضة ودراسة.
ما هي النصائح التي تقدمها للجيل الحالي والأجيال القادمة؟
أتمنى دوما أن أكون قدوة للجيل القادم والحالي، نظرا للتجربة الطويلة التي أتوفر عليها، تصور أن لاعبا كان يلعب إلى جانبي في فريق اتحاد تواركة، كشف لي يوما بأنه كان من بين جامعي الكرات حين كنت لاعبا في الدفاع الحسني الجديدي، الزمن يمر سريعا أنظر تحول إلى لاعب أساسي وأصبح أطفال يجمعون الكرات من خلف المرمى كما كان يفعل هذا يثلج قلبي. لهذا أنصح هؤلاء اللاعبين الشباب بالجدية واعتماد أسلوب حياة جيد ورضا الوالدين والتقرب إلى الله.