شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

محطات مجهولة من تاريخ مقاومة المغاربة للرومان

يونس جنوحي

أكثر الرحلات الاستكشافية أهمية رحلة «سوتونيوس بولينوس» ما بين عامي 41 و42 ميلادية، التي جرت وقائعها خلال فترة حكم «كلوديوس» الأول.

تسبب «سوتونيوس» في إحراج قادة الحملات الاستعمارية والمستكشفين المعاصرين، إذ أنه بعد مسير عشرة أيام، عبر سلسلة جبال الأطلس، اقترب كثيرا من المنطقة التي تُسمى الآن «تافيلالت».

في تلك الفترة كان «سالابروس» ملكا للأمازيغ، وبعد أن تلقى الهزيمة وسقط حكمه على يد «سوتونيوس» ضُمت البلاد التي كان يحكمها إلى منطقة النفوذ الروماني، والتي امتدت بعد ذلك لتصير ما يُعرف باسم سلا، وهي التي كان الرومان يسمونها «سَلاَ».

يسري اعتقاد بأن هذه المقاطعة الرومانية، في ذلك الزمان، لم تمتد إلى ما وراء شرق مدينة «وليلي»، التي لا تزال آثارها قائمة الآن على تل زرهون، المنطقة المقدسة، القريبة من مكناس.

امتدت السيطرة الرومانية على المغرب في سنة 42 ميلادية، على طول الساحل الغربي وصولا إلى سلا ثم إلى مكناس، ومن هناك شمالا وصولا إلى ساحل البحر المتوسط. لكن يبقى من المهم الانتباه إلى أن منطقة الريف لم تكن خاضعة في ذلك الوقت للنفوذ الروماني، ولم تكن أبدا كذلك.

في زمننا الحالي هذا، سنة 1913، يُظهر الريفيون المقاومة نفسها أمام القوات الإسبانية، والتي سبق لأجدادهم إظهارها أمام «سوتونيوس» قبل 19 قرنا.. وهي المقاومة التي نجحوا في إظهارها في وجه كل الذين جاؤوا إلى أرضهم طوال تلك الفترة.

بعد مضي عامين على حملته العسكرية في المغرب، غادر «سوتونيوس»، ليقهر متوحشي بريطانيا ويقيم أسس الحكم الروماني في المنطقة التي تعرف الآن بإنجلترا.

يسود اعتقاد، لا يظهر سببه، مفاده أن الآثار الواقعة في منتصف الطريق حول مياه طنجة، التي تسمى الآن «طنجة البالية»، كانت جزءا من أرصفة موانئ بناها «سوتونيوس»، واستخدمها، في البداية، خلال حملته في المغرب ثم لاحقا لإعداد أسطوله البحري لغزو بريطانيا.

منذ ذلك الوقت، وصولا إلى منتصف القرن الثالث، لم يحدث أي حدث ذو أهمية كبرى في المغرب. بدأ نفوذ روما في التراجع وسقطت مملكتها. وحوالي سنة 268 ميلادية، انتقل «الڤاندال»، «السوفيون» و«الگوتس»، بقيادة «جينسيريك»، من إسبانيا إلى داخل إفريقيا.

بلغ عدد النازحين حوالي 80.000 نسمة، انتشروا في المغرب شرقا واتجهوا نحو قرطاج التي استولوا عليها سنة 439 للميلاد.

بسبب هذا الغزو صارت طنجة وسبتة مجبرتين على أداء الضرائب لهم، وبقيتا على تلك الحال إلى حين مجيء «الگوتس» بعد ثلاثمئة سنة. كانت ثلاثة قرون من الظلام، ولا يُعرف عنها أي شيء باستثناء معلومات قليلة جرى تدوينها. وعلى قلّتها، فإنها غير دقيقة ومشكوك في صحتها.

في سنة 640 ميلادية بدأ الغزو العربي للمنطقة. انتشر ببطء، من جهة الغرب، عبر شمال إفريقيا، ومر عبر طرابلس، وتونس والجزائر، وصولا إلى المغرب الأقصى.

يقول المؤرخ العربي، الزهري، إن أميرا اسمه «گريگوريوس» حكم منطقة شمال إفريقيا من طرابلس إلى طنجة باسم الامبراطور الروماني هرقل. وانضم المغاربة طواعية إلى العرب وانضووا تحت رايتهم، وبمساعدتهم قضوا على النصارى في شمال إفريقيا.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى