
طنجة: محمد أبطاش
أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة، عن الاشتباه في أن مدمنا للمخدرات وراء اندلاع حريق مهول بغابة هوارة التابعة لجماعة اكزناية بضواحي طنجة، والذي أتى على مساحة غابوية واسعة، حيث أتى على نحو 60 هكتارا حسب المعطيات المتوفرة لغاية ليلة أول أمس الأربعاء، بعد استنفار أمني وعسكري كبير لمحاصرته.
وأورد الوكيل العام للملك، أن مصالح الدرك الملكي باشرت تحرياتها الميدانية بعد فتح تحقيق معمق في ظروف وملابسات الحريق إشعارها باندلاعه، لتسفر الأبحاث الأولية عن توقيف شخص بالقرب من موقع النيران، كان يحمل محفظة بداخلها عشر ولاعات وغليون مخصص لاستهلاك “الكيف”، إضافة إلى سكين صغير.
وقد تم وضع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة، قصد تعميق البحث في خلفيات الحادث، الذي لا تزال نيرانه تلتهم أجزاء من الغابة مدفوعة برياح قوية صعّبت من مهام الإطفاء.
وأعلنت النيابة العامة، أنها قررت بدورها تقديم ملتمس لإجراء تحقيق في مواجهته، للاشتباه في ارتكابه جرائم تتعلق بإضرام النار عمداً في مجال غابوي، واستهلاك المخدرات، وحيازة سلاح أبيض دون سند قانوني، ليأمر قاضي التحقيق بإيداعه السجن المحلي لطنجة.
وشدد الوكيل العام على أن الأبحاث ستتواصل في إطار من الشفافية والحرص على التطبيق الصارم للقانون، مع التعهد بإطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق حال الانتهاء منه.
واندلع الحريق منذ عشية الاثنين الماضي، فيما أتى على أزيد من 60 هكتارا في الوقت الذي أثار الحريق حالة استنفار قصوى بسبب مخاوف من اتساع رقعته، ليتم تطويق هذا الحريق في وقت لاحق من ليلة اليوم نفسه، غير أن النيران سرعان ما عادت بقوة بسبب الرياح التي شهدتها المنطقة، في حين لم تسجل أي خسائر بشرية، بينما فقدت الغابة الحيوية مساحة مهمة من الغطاء النباتي، المكون من أشجار الكاليتوس وبعض الأنواع الأخرى.
وكانت بعض المصادر كشفت أن السلطات المحلية والمعنية بالمياه والغابات، يستوجب أن تكون على يقظة كاملة لتطويق مثل هذه الحرائق، خاصة وأن تقارير رسمية صنفت غابات طنجة، ضمن دائرة خطر اندلاع الحرائق، وتكشف التقارير نفسها، عن كون المحيط الغابوي للبوغاز، من المناطق الحساسة والمعرضة لخطر اندلاع الحرائق الغابوية، واستندت التقارير إلى نوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق، ثم التوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية للمناطق، فضلا عن تحديد الأقاليم حسب درجة الخطورة، حيث أدرجت عمالة طنجة أصيلة، ضمن الخطورة القصوى.
ونبهت التقارير نفسها، إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر من طرف الساكنة المجاورة للمجالات الغابوية أو العاملين بها وكذلك من طرف المصطافين والزوار وعليهم أن يتفادوا أي نشاط قد يسبب اندلاع الحرائق كما عليهم إبلاغ السلطات المحلية بسرعة في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه.