الرئيسيةتقاريرمدنوطنية

مطالب بإبعاد «السياسيين» عن تسيير منصة الشباب بسيدي سليمان

خصصت لها صفقتان بغلاف مالي ناهز 270 مليونا من مالية المبادرة

كشف مصدر مطلع لـ«الأخبار»، أن إحدى الجمعيات المعروفة بقرب رئيستها من حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، باتت أقرب الجمعيات للفوز بـ«كعكة» تسيير منصة الشباب، المتواجدة بحي الليمون بمدينة سيدي سليمان، بعدما تسربت معطيات تفيد بكون الاتفاقية المتعلقة بتسيير المنصة تم تفصيلها على المقاس لفائدة رئيسة «الجمعية» المحظوظة، التي ظلت، طيلت الفترة الماضية، تحظى بامتياز الإشراف على التكوينات، وسط تعتيم كامل من قبل المسؤولين حول الميزانية المرصودة لتكوين النساء والشباب بالمجالين القروي والحضري، خاصة أن جمعيات بعينها ظلت تستفيد من دعم المجالس المنتخبة، وكذا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، دون أي مراقبة أو تتبع، أو حتى الافتحاص المالي من قبل الجهات المسؤولة.
وأضاف المصدر ذاته أن قسم العمل الاجتماعي بعمالة سيدي سليمان بات ملزما بتنزيل مبدأ الشفافية والنزاهة والمساواة في تمرير الشراكات لفائدة الجمعيات الفاعلة في الحقل الجمعوي، خاصة أن جمعيات بعينها ظلت تستحوذ منذ سنوات على الحصة الكبرى من الشراكات والدعم المالي الممنوح من مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، علما أن أصوات جمعويين طالبت، في وقت سابق، بإبعاد مسألة الدعم عن الاعتبارات السياسية والانتماءات الحزبية، ومنع استفادة جمعيات وتعاونيات بعينها من مبالغ مالية مهمة لأكثر من مرة، وهي المنح المالية التي تم صرفها تحت غطاء مصاريف التنقل، و«وجبات» القيام بالتكوينات، أو اقتناء سيارات، والتي استغلها البعض في تنقلاته الشخصية فقط، بعدما فشل في إنجاح المشروع، بحكم غياب الكفاءة والخبرة والتجربة اللازمة، حيث يتم تحويل المبالغ المالية المقدمة من ميزانية المبادرة مباشرة للحساب البنكي للجمعية أو التعاونية.
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن المسؤولين بعمالة إقليم سيدي سليمان عمدوا إلى استغلال بناية قائمة بحي الليمون، كانت في السابق تستغل كمجزرة، وبعدها تحولت لسوق جملة للفواكه، قبل أن تخصص لها عمالة الإقليم صفقتين، الأولى تحمل رقم 09/م.و.ب.ت/ع.س.س/2019، متعلقة بأشغال تهيئة منصة للشباب بمدينة سيدي سليمان، بغلاف مالي قارب 16000000.00 (160 مليون سنتيم)، والصفقة الثانية تحمل رقم 24/م.و.ت.ب/ع.س.س/2019، تم تخصيصها لتجهيز منصة الشباب المذكورة، بالتجهيزات المكتبية والحواسيب، وتجهيزات المطبخ، بغلاف مالي بلغ 1165772.40 درهما.
وتساءل مصدر الجريدة عن السبب الذي دفع المسؤولين بعمالة إقليم سيدي سليمان إلى التسرع في الإعلان عن صفقة تجهيز منصة الشباب، وفتح الأظرفة المتعلقة بها، بتاريخ 21/01/2020، مع العلم أن أشغال التهيئة، التي كان من المفروض أن تنتهي في ظرف ثلاثة أشهر، لازالت لم تكتمل بعد، وتعرف تعثرا ملحوظا، خاصة على مستوى تهيئة الفضاء الخارجي، وتشجير وبستنة محيطه، ولم يتم التسليم المؤقت للأشغال، فيما لوحظ غياب حجارة الرصف (LES PAVES)، التي كان من الأولى أن يتم إنجازها من جهة مدخل بناية منصة الشباب، بحسب أهمية الطريق وموقف السيارات، حيث تمت تهيئة جنبات المنصة بالزليج العادي، الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام حول التهيئة الخارجية للمنصة.
يأتي ذلك في وقت عاينت «الأخبار» وجود بعض العيوب التقنية بواجهة بناية منصة الشباب، خاصة من الجهتين الشمالية والجنوبية، الشيء الذي يثير التساؤلات حول مدى جودة الأشغال، ومدى الالتزام بكمية الأشغال المنجزة، علما أن نائل الصفقة حافظ على أغلب الأسوار الخارجية للبناية، واكتفى بإحداث نوافذ بواجهة منصة الشباب، في حين كان يفترض هدم تلك الأسوار المتلاشية، وإعادة بنائها من جديد، بناء على قيمة الصفقة المرصودة، لمنع ظهور أي عيب تقني مستقبلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى