
زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للجزائر أكدت دورها في النزاع المفتعل
النعمان اليعلاوي
أنهى المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، زيارته إلى المنطقة، من الجزائر. وقد أجرى محادثات مع وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، والمبعوث الجزائري المكلف بقضية الصحراء، عمار بلاني. وحاولت الجزائر استباق زيارة المبعوث الأممي بالإعلان عن قرارها عدم المشاركة مستقبلا في أية مائدة مستديرة حول الصحراء، لكن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير أقر بمسؤولية النظام الجزائري في النزاع المفتعل.
وبدأ دي ميستورا جولته الأولى في المنطقة، من المغرب، الذي كرر له موقفه بضرورة «استئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية لهيئة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي». وقد أجرى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، خلال زيارته إلى الرباط، مباحثات مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. وجدد الوفد المغربي خلال هذه المباحثات التأكيد على أُسس الموقف المغربي كما ورد في خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ45 والـ46 للمسيرة الخضراء.
وعبر المغرب عن التزامه باستئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية لهيئة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، في إطار مسلسل الموائد المستديرة، وبحضور الأطراف الأربعة، فيما تندرج الزيارة الإقليمية لدي ميستورا في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2602، المعتمد بتاريخ 29 أكتوبر 2021، الذي جددت فيه الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة دعوتها كل الأطراف لمواصلة مشاركتهم في مسلسل الموائد المستديرة.
وسبق أن أعلنت الجزائر رفضها العودة إلى طاولة المحادثات بصيغة الموائد المستديرة «رفضا رسميا لا رجعة فيه»، غير أن زيارة دي ميستورا للجزائر أكدت على الدور الجزائري في الصراع المفتعل. وقد زار دي ميستورا مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، والتقى زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي، الذي أكد «موقف جبهة بوليساريو القاضي بتمسك الشعب الصحراوي بحل عادل ونزيه يمكنه من حقه في تقرير المصير والاستقلال الوطني التام مثلما هو مجسد في القرارات والاتفاقات الأممية والإفريقية التي وقع عليها الطرفان سنة 1991». وذكر بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، أن وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، استقبل الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا.