
مصطفى عفيف
كشف حادث مأساوي راح ضحيته قاصر صباح أول أمس الثلاثاء بعد تعرضه لصعقة كهربائية خطيرة بسبب أسلاك عشوائية مكشوفة التي يستعملها الحرفيون بالسوق الحرفي للحدادة، مما تسبب له في حروق بالغة بيده، جعلت الأطباء يُحذرون من احتمال بترها، (كشف) عن غياب البنية التحتية للسوق الحرفي الذي يعيش على وقع الفوضى والعشوائية بعدما أصبح عشرات الحرافيين يترامون على الملك العمومي للقيام بأشغال الحدادة معرضين حياتهم وحياة المارة للخطر.
الضحية، كان يسير في طريقه برفقة عدد من أصدقائه قبل أن تلامس يده عن طريق الخطأ بعض الأسلاك الكهربائية العارية مما تسبب في انفجار صاعق أرعب الجميع، وأسقط الضحية أرضًا قبل أن يتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي بالدارالبيضاء لخطورة الإصابة.
وفي جولة قامت بها “الأخبار” أول أمس بالسوق الحرفي وقفت على حجم الكارثة وغياب شروط السلامة نتيجة افتقاره للبنية التحتية بعدما كان عدد محلات به محدودا قبل أن يقوم عدد من الحرفيين بتوسيع أنشطتهم والترامي على أماكن بالسوق الاسبوعي القديم الذي اصبح عبارة عن سوق للمتلاشيات في غياب دور المجلس الجماعي من خلال الشرطة الإدارية مما يطرح عدة أسئلة من هي الجهة التي سمحت لأشخاص بممارسة أنشطتهم بالسوق الأسبوعي في غياب أي مقرر تنظيمي وهم يؤدون واجباتهم المالية المستحقة عن هذا الاستغلال للجماعة.
الحادث مناسبة للسلطات المحلية من أجل التدخل لإعادة الأمور الى طبيعتها قبل ان تتحول المنطقة الى ورشات عبارة عن قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة بسبب طبيعة المواد الخطيرة التي يتم استعمالها في عملية المطالة واللحام.
وكانت السلطات المحلية ببرشيد، قد باشرت منذ شهور مسلسل تحرير الملك العمومي من الاحتلال العشوائي بالسوق الحرفي المعروف بـ”الحدادة”وخاصة على مستوى شارع بئر أنزران، بعدما أصبح المرور منه صعبا بسبب إقدام عدد من الحرفيين على احتلال الشارع العام والرصيف وتحويله إلى مرافق تابعة للمحلات التي يستغلونها بدون سند، وحولوا المكان إلى ورشات متخصصة في التلحيم والحدادة معرضين حياة المارة للأخطار.
من جانبه، كان عدد من المهنيين بالسوق الحرفي قد طالبوا في أكثر من مناسبة بتدخل السلطات الإقليمية والمجلس الجماعي لبرشيد من أجل جعل ملف تنظيم الفضاء الحرفي من أولويات برامج عملهم، وذلك بغية إخراجهم من الوضع الكارثي الذي أصبح عليه هذا الفضاء الحرفي، جراء غياب تام للبنية التحتية وسوء تنظيم الفضاءات الحرفية، ما ساهم في خلق فوضى عارمة في غياب تام للتنظيم، وذلك أمام مرأى ومسمع من جميع المسؤولين عن تدبير الشأن العام المحلي، سواء السابقين أو الحاليين، والسلطات المحلية، بالرغم من أنه يعتبر من أهم الأسواق الحرفية المعروفة على المستوى الجهوي، والذي يتوافد عليه الحرفيون، خاصة في مجال إصلاح مختلف الأجهزة من سيارات وشاحنات وآلات فلاحية وصناعية.
وطالب الحرفيون، الجهات المسؤولة، بالتدخل لفك الحصار المضروب عليهم، بهيكلة الموقع أو البحث لهم عن بديل آخر، بعدما أصبحت البقعة الأرضية التي يوجد فوقها السوق تسيل لعاب مافيا العقار ببرشيد، سيما بعدما تم إخلاء الجزء الكبير منها الذي كان يوجد فوقه السوق الأسبوعي «اثنين برشيد»، وهو الفضاء الذي حوله البعض إلى تجميع الخردة من متلاشيات العربات والسيارات التي يتم تفكيكها وبيع أجزائها في غياب المراقبة.





