
النعمان اليعلاوي
يشهد مجلس مدينة الرباط تراشقا للاتهامات بين فرق الأغلبية والمعارضة، في ظل تحرك ملفات المتابعة لمسؤولين بتهم تتعلق بالفساد المالي والإداري.. فقد أصدرت فرق الأغلبية بمجلس جماعة الرباط، المكونة من أحزاب التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة، الاستقلال، الاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية، بلاغًا ناريًا ضد مستشاري فيدرالية اليسار، متهمةً إياهم بـ”الانحراف عن ضوابط الممارسة السياسية” والانخراط في “ممارسات عبثية وتحريضية”، حسب الأغلبية التي اتهمت أيضا مستشاري الفيدرالية بـ”غياب المساهمة الجادة في العمل الجماعي، وعدم تقديم بدائل تنموية حقيقية”، معتبرة أن لغة الخطاب المتبعة من طرف حزب “الرسالة” لا تمت بصلة إلى المسؤولية السياسية، بل تصب في خانة التضليل والتحريض.
كما حذرت الأغلبية من “محاولات التأثير على مسار بعض الملفات المعروضة أمام القضاء”، معتبرة ذلك “مسا خطيرًا باستقلالية القضاء وضربًا لثقة المواطنين في العدالة”.
وفي سياق متصل، وجه فريق العدالة والتنمية بمجلس جماعة الرباط، بدوره، سؤالًا كتابيًا إلى رئيسة المجلس، فتيحة المودني، على خلفية التوقيفات والاعتقالات الأخيرة التي طالت عددا من المسؤولين والموظفين بالجماعة، في ضوء شبهات تتعلق بتدبير الشأن العام المحلي، أثارت جدلًا واسعًا عقب ما أورده التقرير الأخير للمجلس الجهوي للحسابات بجهة الرباط سلا القنيطرة. وطالب الفريق بتوضيحات حول طبيعة هذه التوقيفات، وما إذا كانت مصالح الجماعة قد توصلت بأي مراسلات رسمية من الجهات المختصة، كما تساءل عن التدابير التي تعتزم العمدة اتخاذها لضمان استمرارية المرافق العمومية وسير مصالح المواطنين وسط هذه التطورات.
وتأتي هذه الخطوة في سياق جدل واسع أثارته معطيات رقابية أوردها التقرير الأخير للمجلس الجهوي للحسابات، والذي كشف عن اختلالات جسيمة في تدبير الموارد البشرية بالجماعة، وهو ما دفع المستشارين من المعارضة إلى المطالبة بفتح تحقيق إداري داخلي لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات في حال ثبوت أي تقصير أو تجاوز، مشددين على ضرورة اتخاذ تدابير صارمة لضمان الشفافية والنزاهة داخل دواليب الإدارة الجماعية، ومثيرين تساؤلات حول وضعية الموارد البشرية، على ضوء ما تم تسريبه من مضامين التقرير النهائي للمجلس الجهوي للحسابات، متسائلين عن ما إذا كان التقرير قد أُصدر بشكل رسمي، ومتى سيتم تقديم نتائجه إلى المجلس قصد مناقشتها والاطلاع على تفاصيلها.





