النعمان اليعلاوي
شهد دوار «السيما بوشيحة»، التابع لجماعة عين عتيق، بإقليم الصخيرات- تمارة، حالة من الاحتقان الاجتماعي، بعدما قرر العشرات من سكان المنطقة الدخول في اعتصام وقطع الطريق الرئيسية، احتجاجا على تدهور أوضاعهم المعيشية، وغياب أبسط شروط العيش الكريم، وعلى رأسها الماء الصالح للشرب والبنية التحتية.
ورفع المحتجون، خلال هذه الحركة الاحتجاجية، شعارات تطالب بالتدخل العاجل للجهات المسؤولة، من أجل فك العزلة عن الدوار، وتزويده بالخدمات الأساسية التي غابت عنه منذ سنوات، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان، خاصة مع موجة الحرارة التي تضرب المنطقة.
وعرف هذا التحرك الاحتجاجي تدخلا من طرف قائد سرية الدرك الملكي بتمارة، مرفوقا بـقائد الملحقة الإدارية الأولى بعين عتيق، في محاولة لاحتواء الوضع والاستماع إلى مطالب السكان الغاضبين. ووفق شهود عيان، فقد ساد التدخل جو من الاحترام والإنصات، وتمكن من تهدئة الأوضاع وتفادي أي تصعيد.
وأكد عدد من المحتجين، في تصريحات متفرقة، أنهم لا يطالبون إلا بحقوق مشروعة وبسيطة تضمن لهم كرامة العيش، مشيرين إلى أن غياب الماء الشروب وشبكات الصرف الصحي والكهرباء، إلى جانب ضعف الولوج إلى المرافق الصحية والتعليمية، يجعل من حياتهم اليومية معاناة مستمرة، ويكرس التهميش الذي تعانيه منطقتهم.
وبينما تجاوب السكان بشكل إيجابي مع تدخل السلطات، عبروا عن أملهم في أن لا يكون ذلك مجرد «تهدئة ظرفية»، بل مقدمة لخطوات ملموسة على الأرض، تبدأ بمباشرة مشاريع استعجالية لتحسين ظروف العيش، وضمان إدماج الدوار في مخططات التنمية المحلية.
وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق وطني يعرف تناميا للأصوات المطالبة بتحقيق العدالة المجالية، وتحسين الخدمات العمومية في المناطق القروية وشبه الحضرية، التي تعاني من ضعف البنيات التحتية وتفاوت في فرص التنمية، وبعد واقعة وفاة أحد العمال، تحت عجلات شاحنة صهريجية لنقل مياه الشرب.
