
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن الحريق الذي اندلع، عشية أول أمس الاثنين، بغابة هوارة بضواحي طنجة، أتى على نحو هكتار من المساحة الغابوية، في الوقت الذي أثار الحريق حالة استنفار قصوى بسبب مخاوف من اتساع رقعته، ليتم تطويقه في وقت لاحق من ليلة اليوم نفسه، في حين لم تسجل أي خسائر بشرية، بينما فقدت الغابة الحيوية مساحة مهمة من الغطاء النباتي، المكون من أشجار الكاليبتوس وبعض الأنواع الأخرى.
ووفق المصادر، فإنه جرى فتح تحقيق لكشف ملابسات ما جرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وما إن كان الحريق بسبب عامل بشري أو وجود عوامل أخرى وراء ذلك.
وحسب المصادر، فإنه يتوجب أن تكون السلطات المحلية والمعنية بالمياه والغابات على يقظة كاملة لتطويق مثل هذه الحرائق، خاصة وأن تقارير رسمية صنفت غابات طنجة ضمن دائرة خطر اندلاع الحرائق، وتكشف التقارير نفسها عن كون المحيط الغابوي للبوغاز من المناطق الحساسة والمعرضة لخطر اندلاع الحرائق الغابوية.
واستندت التقارير إلى نوعية الغطاء الغابوي وقابليته للاشتعال والاحتراق، ثم التوقعات المناخية والظروف الطبوغرافية للمناطق، فضلا عن تحديد الأقاليم حسب درجة الخطورة، حيث أدرجت عمالة طنجة أصيلة ضمن الخطورة القصوى.
ونبهت التقارير نفسها إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر من طرف الساكنة المجاورة للمجالات الغابوية أو العاملين بها وكذلك من طرف المصطافين والزوار وعليهم أن يتفادوا أي نشاط قد يسبب اندلاع الحرائق كما عليهم إبلاغ السلطات المحلية بسرعة في حال رصد أي دخان أو سلوك مشبوه.
وكانت مصالح وزارة الداخلية، من جانبها، استنفرت مصالحها بولاية جهة طنجة بغرض عقد اجتماع لاستباق حرائق الصيف، وبحث التدابير المرتقبة للحد والوقاية من مخاطر حرائق الغابات بالجهة. ونظم اجتماع، في وقت سابق، تم خلاله استعراض حصيلة حرائق الغابات، مع اقتراح تدابير وإجراءات عملية للحد من مخاطر الحرائق خلال الصيف.
وتم التأكيد خلال الاجتماع، حسب المعطيات المتوفرة، على أن حرائق الغابات تشكل تحديا سنويا، خصوصا بالمناطق التي تتوفر على غطاء غابوي مهم، على غرار جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، في حين تمت الدعوة إلى ضرورة الجاهزية الدائمة والمتواصلة لكافة فرق التدخل المكلفة بإخماد الحرائق، سيما مع تزايد المخاطر التي تواجهها الغابات بسبب التغيرات المناخية. وجرى التنبيه، أيضا، إلى ضرورة جاهزية فرق التدخل على مدار السنة، مع زيادة التعبئة خلال فصل الصيف، عبر توفير المعدات والتجهيزات الضرورية، والقيام بتدابير استباقية للوقاية من الحرائق، وتعزيز منظومة رصد النيران، وضمان فورية التدخل بعد الإعلان عن الحرائق، ونشر وحدات التدخل الأولي في المناطق مرتفعة المخاطر ووضع مخططات عمل استباقية لمواجهة الحرائق، إلى جانب القيام بمبادرات تحسيسية بأهمية الوقاية من اندلاع النيران.





