الرئيسية

الأخبار تنقل معاناة أطفال ضحايا عمليات اغتصاب بمساجد

كوثر كمار

اهتز مسجد بالجماعة القروية أوزيرة بتالوين خلال الشهر الماضي، على وقع حادثة اغتصاب طفل من قبل «فقيه» في الخمسينات من عمره.
وأفاد مصدر «الأخبار» أن الطفل البالغ من العمر ست سنوات روى لوالده ما يقع له مع «الفقيه»، ليتقدم الوالد بشكاية لدى درك أولوز. ويضيف المصدر ذاته، أن المتهم أنكر الأفعال المنسوبة إليه في البداية غير أنه سرعان ما اعترف باقترافه جريمة الاغتصاب بعد مواجهته مع الطفل، لتتم إحالته على غرفة الجنايات بأمر من النيابة العامة على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بأكادير حيث تمت متابعته في حالة اعتقال وإحالته على السجن المدني بإنزگان بتهمة اغتصاب طفل قاصر.

اغتصاب في المسجد
يستغل عدد ممن يطلق عليهم «بيدوفيل» بعض المساجد من أجل ممارسة أفعالهم الإجرامية لكونها أماكن آمنة حيث يعبد فيها المسلمون ربهم ويتضرعون إليه في جو من الخشوع. أما الأطفال فيذهبون من أجل تعلم الصلاة وحفظ القرآن، غير أن بعض هؤلاء يقعون فريسة في قبضة بعض الشواذ ممن يستغلون هذه الأماكن المقدسة لتفريغ مكبوتاتهم الجنسية.
فخلال شهر رمضان المنصرم استغل عامل بمسجد بضواحي مدينة الناظور طفلا صغيرا لممارسة الجنس عليه مقابل منحه بضعة دريهمات ومصاحف.
ويروي الطفل الذي كان يتردد على المرفق الديني بهدف تعلم الصلاة وحفظ القران أن شخصا يعمل بالمسجد كان يستدرجه إلى المرحاض، وكان يتحسس مناطق حساسة من جسمه ويمارس عليه الجنس. ويقول الطفل: «كان ينتظر خروج زملائي من المسجد ويطلب مني الوضوء قبل أن يمارس علي الجنس خاصة بعدما علم أن والدي تخلى عني، فقد منحني عطرا ومصحفين وثلاثة كتب دينية»، مضيفا: «لم أعد أستطيع النوم بسلام وأتمنى له السجن كي لا يعاود الكرة».
جدة الطفل الضحية كشفت هي الأخرى للجريدة أنها لم تكن تتوقع أن حفيدها سيتعرض للاعتداء الجنسي داخل بيت الله، وتضيف أنها عندما كانت تداعب الطفل كشف لها أن شخصا بالمسجد يقوم بأشياء مريبة وحكى لها بالتفاصيل، فذهبت الجدة إلى المسجد غير أن بعض أصدقائه نبهوه للأمر وطلبوا منها السكوت عن الجريمة مقابل المال غير أنها رفضت ذلك.
بعد الضجة الإعلامية التي رافقت هذه القضية، حكم على المتهم خلال الشهر الماضي، بثماني سنوات سجنا وغرامة مالية قدرها 50 ألف درهم، بعدما تابعه قاضي التحقيق من أجل اغتصاب طفل في الثامنة من عمره.

«الفقيه» المغتصب
وقع طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات ضحية «فقيه» سبعيني بدوار آيت إسحاق بنواحي شيشاوة العام الماضي، إذ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا التقطها أحد سكان الدوار من نافذة المسجد لـ «الفقيه» وهو يمارس شذوذه الجنسي على الطفل، قبل مداهمة بعض قاطني الدوار للمسجد وضبطهم له متلبسا بفعلته مما أثار موجة من الغضب والاستنكار.
وكشف مصدر لـ «الأخبار»، أن الطفل كان يتعلم حفظ القرآن لدى «الفقيه» بالمسجد، غير أن هذا الأخير كان يستغل براءته من أجل ممارسة الجنس عليه. وأضاف المصدر ذاته، أن الطفل أخبر رجال الدرك بأن هناك طفلين آخرين تعرضا للاغتصاب من طرف «الفقيه».

بعد التحقيق مع «الفقيه» اعترف لرجال الدرك بسرية إمنتانوت بفعلته.
أما في مدينة أسفي فقد وقعت طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات ضحية «فقيه» يعمل إمام مسجد بسيدي بوطيب نواحي مدينة اليوسفية. وأفاد المصدر ذاته، لـ «الأخبار» أن عائلة الضحية تقدمت بشكاية مطلع العام الجاري بعدما وجدوا الطفلة في وضعية غير طبيعية مع المتهم داخل مسكنه بالمسجد وهو عار.
ويضيف المصدر ذاته، أنه وبعد إصرار عائلة الضحية حكت الطفلة لوالديها أن «الفقيه» كان يستدعيها دائما بعد الانتهاء من دروس تحفيظ القرآن إلى مسكنه المجاور، حيث ظل لعدة مرات يختلي بها هناك ويقوم بنزع ملابسها ويهتك عرضها، ثم يهددها بطريقته الخاصة كي تحفظ سر ما كان يدور بينهما.
وبتعليمات من النيابة العامة أجري فحص طبي على الطفلة، حيث تبين بعد عرضها على طبيب مختص أنها تعرضت عدة مرات لاعتداء جنسي سطحي وبأن آثار الاعتداء الجنسي مازالت ظاهرة على جسدها.
وكشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها عناصر الدرك الملكي في اليوسفية أن «الفقيه» من مواليد 1983، وهو عازب، في وقت أصيب سكان جماعة السبيعات بصدمة قوية بعد اعتقال «الفقيه»، الذي كان يصلي بالناس ويقوم بتدريس أبنائهم في الكتاب القرآني.

تلفيق التهمة للجن
في الوقت الذي يستدرج فيه البعض الأطفال داخل المساجد ودور القرآن لتفريغ نزواتهم، آخرون يوهمون المرضى بعلاجهم واستخراج الجن منهم، غير أن البعض منهم يقومون باغتصاب النساء وإشباع رغباتهم الجنسية،
وهو الأمر الذي تكرر في عدد من المناطق آخرها بمدينة تالوين، إذ لفظت فتاة خلال الأسبوع المنصرم، أنفاسها بعدما تعرضت للاغتصاب من قبل شيخ يحترف «الرقية الشرعية». وكشفت مصادر محلية، أن الضحية البالغة من العمر 31 سنة والمنحدرة من دوار «تابيا الجديدة» تعاني من مرض الصرع، إذ اضطرت أسرتها إلى مرافقتها إلى «الفقيه»، قبل أن تصدم بأنه تحرش بها واغتصبها بمعية رقاة آخرين يشتغلون معه.
ولقد تعرضت الضحية للاغتصاب والحرق في مناطق حساسة من جسمها، باستعمال الجمر بدعوى استخراج الجني الذي يسكنها، ولم يكتفوا بذلك، بل عمدوا إلى حرق فمها أيضا ومناطق حساسة في جسمها، مما أدخلها في غيبوبة مطولة لم ينفع معها علاج الأطباء حتى لقيت حتفها بين يدي أسرتها قبل لحظات بمستشفى بأكادير. وقد تم اعتقال المتهم الرئيسي من طرف رجال الدرك، ليتم تقديمه إلى العدالة.
وتكررت القصة نفسها مع فتاة بمدينة تاونات بعدما تعرضت للاغتصاب من قبل «فقيه»، والذي أوهمها باستخراج الجن. فحسب مصدر مقرب من عائلة الضحية في تصريح للجريدة، فإن «الفقيه» عمد إلى تخدير الفتاة المعاقة قصد إشباع رغباته الجنسية كي لا يفضح أمره قبل أن يحاول تلفيق التهمة للجني الذي يسكنها. ويضيف المصدر ذاته، أن الفتاة لم تصدق الأمر فتقدمت بشكاية لدى النيابة العامة، إذ تبين أن «الفقيه» لديه سوابق في الشعوذة والخيانة الزوجية، ليحال المتهم في حالة اعتقال على السجن المحلي عين قادوس بتهمة الاغتصاب وممارسة أعمال لها علاقة بالشعوذة.

علاقات غرامية بأماكن مقدسة
يختار البعض ممارسة الجنس بمحض إرادتهم من دون خوف ولا وجل في الأماكن المقدسة كالمساجد لدرء الشبهات عنهم. فقد سبق أن ضبط إمام مسجد متلبسا بممارسة الجنس رفقة سيدة بإقليم تنغير.
غضب السكان اشتد بعدما علموا أن المتهم في القضية لم يكن إلا الإمام الذي دأبوا على الصلاة خلفه، في مسجد قصر الخنيك، إذ كادت الأمور تتطور إلى ما هو أسوأ لولا سرعة حضور رجال الدرك الملكي. وأفادت مصادر متطابقة أن إمام المسجد، كانت قد حامت حوله شبهات بعدما راج في الدوار أنه على علاقة غرامية مع سيدة من المنطقة، وأضافت المصادر ذاتها أن الشكوك التي حامت حول الإمام دفعت إلى نصب كمين له ومراقبة تحركاته، وهو ما فطن له، وظل بعيدا عن الأنظار يمارس شهواته، إلى أن ضبط في حالة تلبس.
وكشفت المصادر نفسها أنه تم تعقب عشيقة الإمام ورصد المكان الذي توجهت إليه بين الحقول قبل أن يظهر بدوره وهو متوجه إلى المكان نفسه، ليتم إشعار بعض السكان ليلحقوا بهما، ويتسللوا إلى الحقل الذي يختفيان فيه لممارسة الجنس على الهواء وقد افترشا فراشا على الأرض. وحاصر السكان الإمام «فقيه» المسجد سالف الذكر وعشيقته، كما أخذوا ثيابهما وأبلغوا الدرك الملكي للحضور إلى المكان ليتم اقتيادهما إلى المركز والاستماع إلى الشهود.

تقرير: 70 طفلا يتعرضون للاغتصاب يوميا في المغرب
يعد اغتصاب الأطفال ظاهرة مستفحلة بالمغرب وتثير مخاوف الآباء، إذ كشف تقرير عن الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية، الذي قدم خلال ندوة صحفية بباريس، أن 70 طفلا يتعرضون، يوميا، لاعتداء جنسي، حيث استقبل الائتلاف ما بين سنتي 2010 و2015، 360 حالة اعتداء جنسي على الأطفال. وأوضح أن ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال تتنامى بشكل كبير، حيث وصفها التقرير بكونها حقيقة، لا تتردد صداها كثيرا لاعتبارها من الطابوهات المسكوت عنها.
ورصد التقرير، بالاستناد إلى الشكايات التي توصل بها، أن أعمار ضحايا ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال، تتراوح ما بين 5 و14 سنة في أغلب الأحيان، 69 في المائة منهم، تعرضوا للاعتداء والاستغلال الجنسي من طرف أقاربهم.
وذكر التقرير أن الأطفال الذكور هم أكثر عرضة للاعتداء الجنسي، بنسبة بلغت 69 في المائة، مقارنة بالإناث، إذ بلغت نسبة تعرضهن للاعتداء ما معدله 31 في المائة .وأضاف التقرير أن حالات الاعتداء الجنسي تتوزع حسب طبيعة المعتدي، إذ يحتل الأقارب والجيران صدارة لائحة المعتدين، يليهم المعتدون الغرباء والأجانب، ثم الآباء بنسبة 7 في المائة، وأطر التعليم بنسبة 3 في المائة.
وأشار التقرير إلى أنه في سنة 2012، تعرض 65 طفلا للاعتداء، 40 منهم ذكور، و25 فتاة، أما سنة 2013، فقد بلغ فيها عدد الأطفال المغتصبين 76، 56 منهم ذكور، 20 إناثا.
أما بالنسبة لسنة 2014، قد عرفت هي الأخرى الاعتداء على 81 طفلا، 59 منهم ذكور، كما سجل النصف الأول من سنة 2015 الاعتداء على 42 طفلا، 27 منهم ذكور، و30 في المائة منهم تعرضوا للاعتداء من قبل أقاربهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى