شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

«التابعة» السياسية

افتتاحية

‏«رغم أن الأشخاص المحظوظين والمنحوسين لا يملكون أي فكرة تقريبا عن ‏الأسباب الحقيقية ‏وراء حظهم الجيد أو السيئ، فإن أفكارهم وسلوكهم هما المسؤولان ‏عن أغلب حظوظهم‎».‎‏ ‏استوقفتني مقولة عالم النفس الإنجليزي ريتشارد وايزمان هذه وأنا ‏أتتبع تحركات السيد عبد الإله ‏بنكيران، منذ عودته للأمانة العامة لحزب العدالة ‏والتنمية، الذي أصبح يحاول أن يعيد‎ ‎حزبه ‏إلى الواجهة السياسية بسرعة بعد نكسة ‏انتخابات 2021، التي عمقت جراح بنكيران بعد ‏نكسته الأولى في تشكيل حكومة ‏سنة 2016.

تحركات السيد بنكيران، الذي بدأ يظهر بشكل ‏مختلف بعيد عن ‏صورة بنكيران التي عرفها المغاربة، بعدما حملته رياح الربيع العربي لترؤس ‏أول ‏حكومة بعد دستور 2011.

متهما المغاربة ببيع أصواتهم في الانتخابات، وأنهم اختاروا سياسيين فاسدين في ‏الانتخابات، قال بنكيران لحاضرين في المهرجان الخطابي «لي دارها ‏بيديه يفكها بسنيه ونهار الثلاثاء ‏غادي نشوف واش انتوما باقي فيكم ما يدار ولا ‏هادوك السنان صالحين غي لدانون؟». بغض ‏النظر عن الإشهار المجاني لمنتجات ‏شركة دانون الفرنسية، فإن الرد جاء من ساكنة فاس واختارت وضع ثقتها في مرشح الأغلبية ‏بفارق كبير عن مرشح حزب العدالة والتنمية.‏

نتائج الانتخابات الجزئية بدائرة فاس الجنوبية كشفت مرة أخرى أن النحس أصبح ‏يلازم ‏بنكيران، وأن «التَابعة» وبنكيران وجهان لعملة واحدة، وفي كل مرة يصر ‏على تأطير مهرجان ‏خطابي في الانتخابات الجزئية يحصد هزيمة نكراء. ‏فبنكيران لم يتعظ من الانتخابات ‏الجزئية التي نظمت بالحسيمة ومنّى النفس بعودة ‏للمشهد السياسي، عبر الظفر بمقعد ‏سبقه تباه كبير في المهرجان الخطابي بساحة ‏‏«ليراك».‏

حاول بنكيران، من خلال مهرجانه الخطابي بفاس، تقوية موقع الحزب كحزب ‏معارض ‏للحكومة، بعدما حاول في رقصة للديك المذبوح انتقاد الحصيلة الحكومية، ‏قبل أن يقوم رئيسها ‏بعرضها، بل حاول التبجح بأن السبب هو من أجل الرد ‏عليه، على الرغم من أن ‏السبب كان هو عدم استكمال هياكل المجلس.‏

ومن خلال تنظيم ندوة صحفية، كان بنكيران ورفاقه يسابقون الزمن لمنافسة ‏الحكومة ‏على تقديم الحصيلة المرحلية، وكأن الزمن توقف بهم قبل سنة 2016، ‏على الخصوص رئيس ‏الحكومة السابق، من أجل تقديم الحصيلة الحكومية، معتقدين ‏ربما أنهم مازالوا يقودون ‏الحكومة.‏

الأكيد أن الحكومة في حاجة إلى معارضة قوية تخلق التوازن في المشهد السياسي ‏وتضخ الدماء في شرايين الديمقراطية، ولكن، بطبيعة الحال، ليس بمعارضة الشخصنة التي ينهجها بنكيران، ‏بل نحن بحاجة ‏إلى معارضة بناءة ومسؤولة، وأهم من ذلك معارضة وطنية تضع مصلحة البلد واستقراره فوق كل اعتبار.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى