
ميدلت: مصطفى عفيف
وضعت السلطات الإقليمية بعمالة إقليم ميدلت مدينة الريش تحت الحجر الصحي، في إطار التدابير الاحترازية للحد من انتشار وباء (كوفيد 19)، وهو إجراء اتخذته السلطات الإقليمية والمحلية بعد تزايد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا بمدينة الريش، والتي بلغت، إلى حدود أول أمس الأحد، 22 حالة سجلت داخل عائلة واحدة، وثلاث إصابات مؤكدة بجماعة أموكر بدائرة إملشيل من العائلة نفسها، وهو ما حول المدينة إلى بؤرة للفيروس بالإقليم، الأمر الذي دفع عامل إقليم ميدلت إلى الإعلان عن اتخاذ مجموعة من التدابير، منها منع التنقل داخل أحياء المدينة وأزقتها، حيث تم تنفيذ قرار حالة الطوارئ الصحية بشكل صارم، من خلال إصدار قرار يقضي بإغلاق جميع المحلات التجارية بالإقليم ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال عوض الساعة السادسة مساء.
ووضعت السلطات حواجز حديدية بمخلف الأزقة والشوارع لمنع التنقل بالنسبة للأشخاص، إلا للضرورة الملحة، وذلك في محاولة من السلطات محاصرة الوباء وتفادي تنقل العدوى بين سكان المدينة.
وكانت مدينة الريش قد سجلت بها أول حالة لمواطنة مغربية عائدة من الديار الإيطالية دون أن تدرك أنها مصابة بالفيروس، حيث حضرت مراسيم جنازة زوجها، وبعد أيام ظهرت عليها أعراض الإصابة ليتم نقلها إلى المستشفى، وبعد إخضاعها للتحاليل المخبرية تأكدت إصابتها بالفيروس، بعدها بدأت تظهر حالات أخرى بالعائلة نفسها بكل من مدينة الريش وبعض الجماعات المجاورة، وكلها حالات تعود إلى عائلة ومخالطي الحالة الأولى، الأمر الذي استنفر السلطات الإقليمية والطبية التي وضعت أزيد من 50 شخصا من المقربين من العائلة ومخالطي المصابة الأولى تحت المراقبة والتتبع، وهي الإجراءات التي مكنت من اكتشاف 22 حالة مؤكدة إلى حدود أول أمس الأحد، حيث تم وضعها جميعها بالعزل الصحي بمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، والذي يبعد عن الريش بحوالي 70 كيلومترا.
انتشار قوات الأمن
قرار منع التنقل بين الأحياء السكنية ومنع الدخول للمدينة والخروج منها، أدى إلى استنفار المصالح الأمنية بالمدينة التي نشرت وحداتها بجميع المداخل من خلال وضع نقط للمراقبة، وأخرى تم وضعها بمختلف النقط الرئيسة بالمدينة، والاستعانة بحواجز حديدية لوضعها بمداخل مجموعة من الأحياء التي أصبحت عبارة عن بؤرة للفيروس، فضلا عن تشديد المراقبة على تحركات المواطنين ومراقبة ورقة الخروج الاستثنائية التي تسلمها السلطات المحلية والتي تحدد الشروط والضوابط المعمول بها في حالة الطوارئ الصحية.
إحصاء المواطنين المخالطين للمصابين
كشفت مصادر طبية بإقليم ميدلت أن لجنة اليقظة المكونة من السلطات المحلية والطبية في بحث مستمر عن إحصاء كل الأشخاص الذين خالطوا المصابين بالفيروس الموضوعين رهن العزل الصحي بالمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بمدينة الرشيدية، لحصر الوباء في منطقة معينة والحيلولة دون انتشاره بالمدينة، مع إخضاعهم للتحاليل المخبرية، للتأكد من إصابتهم بالفيروس أم لا، وهو إجراء استباقي تقوم به السلطات بعد تزايد حالات الإصابة بالمدينة والتي وصلت إلى 22 حالة في ظرف قياسي.
هذا وحثت السلطات المحلية، من خلال حملتها التوعوية المتواصلة، سكان مدينة الريش على الالتزام بحالة الطوارئ الصحية والبقاء بمنازلهم، حتى لا تكون المدينة بؤرة وطنية لفيروس «كورونا» المستجد.
يذكر أن مجموع حالات الإصابة المؤكدة، على مستوى جهة درعة تافيلالت، إلى حدود صباح أمس الاثنين، وصل إلى 43 حالة مؤكدة، منها 7 حالات بالرشيدية، و22 حالة بميدلت، و10 بورززات، وحالة واحدة بتنغير و3 حالات بزاكورة.





