حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

الصين في مواجهة العالم

 

 

يونس جنوحي

قبل أيام قليلة فقط، جرت في المحيط الهادي، الذي لم يعد له من اسمه نصيب، مناورات عسكرية صينية على مقربة من الحدود مع اليابان. أطلق الصينيون أكثر من 500 طلعة مقاتلة، أي أن الأمر يتعلق باستعراض مكثف وغير اعتيادي نهائيا، وتجاوزوا ما يعرف بالخط الأحمر الرمزي المتفق عليه بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، منذ الحرب العالمية.

هذه المناورات، بحسب ما نشرته الصحف الدولية، تأتي في إطار التصعيد المتنامي للصين عبر ربوع القارة الآسيوية، في إطار «التكتيك القسري» لترسيخ الحدود البرية والبحرية، التي تطالب بها الصين، خلال العقود الأخيرة.

هذه الواقعة تُعيد من جديد ملف تايوان إلى الواجهة. ففي الوقت الذي تضع الولايات المتحدة الأمريكية مسألة استقلال تايوان عن الصين ضمن أولوياتها، لا يزال الصينيون يصرون على تحويل المنطقة إلى «حاجز أمني تسيطر عليه الصين»، وهو ما يحرم بقية دول العالم من الوصول إلى اتجاهات كثيرة، دون المرور عبر النفوذ الصيني.

بحسب الخبير العسكري «صن لي»، المتخصص في الشؤون الجيوسياسية بالقارة الآسيوية، فإن الصين من خلال هذه المناورات والتدريبات العسكرية المكثفة على الحدود مع اليابان وبالمقربة من المعابر الحدودية المتفق عليها، ترمي إلى التعبير عن سيادتها على المناطق المتنازع عليها مع عدد من الدول، وتعزيز السيطرة من خلال الضغط الدبلوماسي المستمر.

عبر مضيق تايوان، الذي يركز عليه الأمريكيون، أرسل الصينيون، قبل أسابيع، خلال أواخر يونيو الماضي فقط، 74 طائرة في مناورات تدريبية، واخترقت61 طائرة من هذا الأسطول، خط الوسط. وهذا الخط يعتبر منذ سنوات، منطقة محايدة، وحاجزا حدوديا متعارفا عليه.

هذا بالإضافة إلى وجود ست سفن بحرية ضخمة تتجول في المنطقة. وهي الخطوة التي رأى فيها الباحث الآسيوي «صن لي»، مظهرا من مظاهر استراتيجية «التطويق والخنق» الصينية الرامية إلى إزعاج مواطني تايوان. الرسالة التي أرسلتها الصين من خلال هذه المناورات العسكرية مفادها أن تايوان بالنسبة إلى الصينيين عنصر غير قابل للتفاوض بشأنه.

التقارير تقول إن الصين، خلال السنوات الأخيرة، تتجه بثبات للسيطرة على أغلب الممرات البحرية الدولية. رأينا جميعا كيف أثرت الحرب الإسرائيلية الإيرانية على مضيق هرمز، وكاد الأوروبيون يفقدون صوابهم خلال تلك الأيام، لولا الوساطة الأمريكية لوقف الحرب.

يوم 20 يونيو الماضي، شهد عملية عسكرية إضافية تنضاف إلى سلسلة الاستعراضات. وهذه المرة يتعلق الأمر بتدخل عسكري كان مفتوحا على كافة الاحتمالات، ويتمثل في تطويق البحرية الصينية لسفينة حكومية فلبينية. العملية اعتبرت «تأكيدا صارخا على سيطرة الصين على المعابر، وترهيب الخصوم». بينما البلاغ الرسمي الصيني وصف التدخل العسكري ضد السفينة الفلبينية الموقوفة، بأنه مجرد «تحرك روتيني في إطار مراقبة المياه الإقليمية».

الفلبين هي الأخرى، إلى جانب تايوان، صارت محاصرة بين تجنب التصعيد مع الصين، وتأكيد سيادتها على مياهها الإقليمية والطرق البحرية المؤدية إلى المعابر التجارية الرئيسية بين آسيا وبقية أنحاء العالم.

هذه التقارير الدولية كلها تصب في اتجاه واحد.. الصين تسعى إلى تأكيد سيطرتها على شرق آسيا والتحكم في مياه المحيط الهادي، لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية «وجها لوجه». في وقت يتجه فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرض الرسوم الجمركية الإضافية ضد الاقتصاد الصيني، غير عابئ بكل هذه التطورات.

المتخصصون العسكريون في الولايات المتحدة، حذروا خلال السنوات العشر الأخيرة من تبعات تغذية الصين لميزانية الدفاع بشكل متزايد، وإعادة تشكيل هياكل السلطة، من خلال «عسكرة» المياه الإقليمية المتنازع عليها مع عدد من الدول، وبناء ما يعرف بـ«القوس الدفاعي حول الساحل الصيني».

كل هذه المؤشرات تؤكد مسألة واحدة.. هناك حرب طويلة الأمد، تدفع بقية دول العالم ثمنها، وتذهب أرباحها إلى الجهة الأخرى من العالم.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى