
مصطفى عفيف
مع تأخر التساقطات المطرية وما عرفه المغرب من جفاف خلال السنة التي ودعناها، كشفت مصادر مطلعة أن التأثيرات لم تعد تقتصر على الموارد المائية، متوقفة على المدن الصغيرة والعالم القروي أو مرتبطة فقط بالحاجات المتعلقة بالقطاع الفلاحي من مياه السقي وتربية الماشية، مشيرة إلى أن الوضعية تعدت ذلك إلى التأثير على الحاجيات من المياه الصالحة للشرب بالمدن الكبرى، وعلى رأسها مدينتا الدار البيضاء والرباط الواقعتان تحت نفوذ وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية.
وتؤكد مصادر «الأخبار» أن ندرة الموارد المائية، خلال السنة ذاتها، باتت تهدد بحرمان أكبر حواضر المملكة من تلبية الحاجيات المائية الخاصة بها. وأكثر من ذلك، تضيف المصادر، أن سكان الدار البيضاء والرباط قد يجدون أنفسهم في أية لحظة أمام خطر العطش في حال توالى الجفاف لأكثر من موسم، إذ سيصعب تأمين الحاجيات من المياه الصالحة للشرب حتى بمقابل مالي مرتفع.
إشكالية مواجهة آثار الجفاف وندرة المياه الصالحة للشرب أرخت بظلالها على الاجتماع الرسمي الذي عقده محمد مهيدية، والي الجهة، الأسبوع الماضي، والذي انتقد خلاله غياب برامج تنموية لتوفير الماء الصالح للشرب، منها المشروع الذي سبق أن صادق عليه مجلس جهة الدار البيضاء سطات ضمن برنامج التنمية الجهوية 2022-2027، والذي رصد له غلاف مالي ناهز 16 مليار درهم لتدبير إشكالية الموارد المائية على مستوى مناطق جهة الدار البيضاء سطات الكبرى، دون أن يعرف مصير هذا المشروع لحدود الساعة، وهو المشروع الذي كان سيساهم في تزويد مدينة الدار البيضاء والمناطق المجاورة بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد الوحدة، وكذا المحطة الكبيرة لتحلية مياه البحر، التي يرتقب إنجازها على مدى الثلاث سنوات القادمة.
إلى جانب ذلك، تم رصد مبلغ 3 مليارات درهم في مشروع برنامج التنمية الجهوية 2022-2027، لأشغال ربط سد خزان حوض سبو مع سد سيدي محمد بن عبد الله لتزويد مدينة الدار البيضاء والمناطق المجاورة بمياه الشرب.
المخاوف من مواجهة سكان جهة الدار البيضاء لخطر العطش كانت زكتها وكالة الحوض المائي أبي رقراق والشاوية بإعلانها عن تسجيل عجز على مستوى مجموعة من السدود التي تزود المنطقة بالماء الصالح للشرب، والتي تهدد الجهة بفقدان المياه جراء ضعف الموارد المائية بسبب قلة التساقطات المطرية، التي تعد من بين الأسباب الرئيسية لحالة العطش التي تتربص بسكان العاصمتين الاقتصادية والإدارية للمملكة.
ومن بين الأسباب التي تهدد استدامة الموارد المائية داخل نفوذ وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية، واقع الاستغلال المفرط للفرشات المائية، ما يسبب عجزا كبيرا، مع استعمال عشوائي لبعض الفلاحين بالقرب من السقاية التي تربط الجديدة وسيدي بنور في اتجاه آسفي.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن ما يثير التخوفات أن الموارد المائية على قلتها تعيش مجموعة من التهديدات والمخاطر، التي من بينها تدهور جودة الموارد المائية، سواء بسبب التلوث المنزلي أو التلوث الصناعي، إضافة إلى المطارح العمومية للأزبال، منها 16 مطرحا عشوائيا و10 مدافن للنفايات.
وأضافت المصادر نفسها أن الجهود المبذولة لا تستطيع القضاء على التهديدات المطروحة، ما دفع وزير الداخلية إلى تعميم دورية على الولاة والعمال من أجل التحسيس بأهمية الحفاظ على الماء.





