شوف تشوف

اقتصادالرئيسيةتقارير

اللائحة الرمادية لغسل الأموال تعيق حصول المغرب على خط للوقاية والسيولة

علن والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، يوم الثلاثاء الماضي، أنه يرتقب إنشاء خط ائتمان مرن مع صندوق النقد الدولي في شهر مارس المقبل، إذا استوفى المغرب شروطا معينة، من بينها الخروج من اللائحة الرمادية لمجموعة العمل المالي.

مقالات ذات صلة

وأوضح الجواهري، خلال ندوة صحفية عقب الاجتماع الفصلي الرابع والأخير لبنك المغرب برسم سنة 2022، أن «آلية التمويل هذه معروفة بمرونتها وتضمن للبلدان المؤهلة الولوج الفوري إلى مبلغ كبير من موارد صندوق النقد الدولي دون شروط مستمرة»، ولفت الجواهري إلى زيارة مرتقبة لخبراء مجموعة العمل المالي، ما بين 16 و23 يناير المقبل، بهدف التحقق من كون المغرب طبق توصياتهم بشكل فعلي.

وسيقوم خبراء مجموعة العمل المالي الدولية بزيارة إلى المغرب بهدف التحقق من تطبيق التوصيات الصادرة عن المجموعة الدولية، وستكون هذه الزيارة حاسمة لاتخاذ قرار إخراج المغرب من اللائحة الرمادية للدول التي تخضع للمراقبة في مجال محاربة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ومن المنتظر تقديم تقرير المتابعة المعززة في الاجتماع المقبل للمجموعة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المقرر انعقاده في شهر ماي 2023.

ورغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها كل المؤسسات لمحاربة جرائم الأموال وتمويل الإرهاب، مازال المغرب مصنفا ضمن اللائحة الرمادية للدول التي تخضع للمراقبة من طرف مجموعة العمل المالي الدولي، حيث من المنتظر أن يقوم خبراء المجموعة بزيارة إلى المغرب، خلال شهر يناير المقبل، وتقديم تقرير المتابعة المعززة في الاجتماع المقبل للمجموعة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المقرر انعقاده في شهر ماي 2023.

وبعد تحليل المعلومات المقدمة من طرف السلطات المغربية، خلص خبراء المجموعة إلى إبقاء المغرب ضمن الدول التي تخضع للمتابعة، بعدما استطاع المغرب الالتزام  بـ 34 توصية من أصل 40 صادرة عن مجموعة العمل المالي المعروفة اختصارا بـ« GAFI»، والتي تعد الهيئة الأولى عالميا المتخصصة في رقابة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وحصل المغرب على درجة «ملتزم» بخمس توصيات، و«ملتزم جدا» ب 29 توصية، و«ملتزم جزئيا» بخمس توصيات، ودرجة «غير ملتزم» بتوصية واحدة.

واتخذ المغرب العديد من التدابير والإصلاحات للخروج من اللائحة الرمادية، أبرزها إصدار القانون المتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، الذي يأتي في إطار تقوية المنظومة القانونية الوطنية للتصدي لهذا النوع من الجرائم الخطيرة وملاءمتها مع المعايير الدولية المعتمدة في هذا الصدد، وذلك بعدما خضع المغرب  للجولة الثانية من عملية التقييم المتبادل لمنظومته الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب على أساس المعايير الدولية لمجموعة العمل المالي المعدلة سنة 2012، وقد أبرزت هذه العملية التقدم الملموس الذي أحرزه المغرب سواء على مستوى الالتزام الفني المتعلق بملاءمة النصوص التشريعية والتنظيمية مع المعايير الدولية، أو على مستوى تعزيز فعالية المنظومة برمتها، كما عكست أيضا الجهود التي يبذلها المغرب لمكافحة الجرائم المالية بشكل عام وجرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب بشكل خاص، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

وكرس القانون الجديد المقاربة الوقائية التي تقتضي تعزيز التدابير الاحترازية وتعميم النهج القائم على المخاطر بهدف تحصين الأسواق والمؤسسات المالية ومنع استغلال الأشخاص الاعتباريين والمنظمات غير الهادفة للربح لأغراض غير مشروعة أو إخفاء العائدات المتحصلة من الجريمة، كما غطى هذا القانون الجديد إحدى الثغرات التي كانت تعتبر استراتيجية في المنظومة الوطنية وتتعلق بإحداث آلية قانونية وإجرائية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة المتعلقة بالعقوبات المالية المستهدفة الخاصة بالإرهاب وانتشار التسلح وتمويلهما.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للمعلومات المالية، جوهر النفيسي،  أن تأهيل النظام القانوني والمؤسساتي قد مكن من تعزيز درجة الالتزام الفني بالتوصيات الأربعين لمجموعة العمل المالي، مؤكدا أن فعالية المنظومة تقاس على أساس معايير مضبوطة ومحددة من طرف مجموعة العمل المالي تنصب على التأكد من التطبيق الفعلي للنصوص القانونية من خلال عدد التصاريح بالاشتباه والإحالات على المحاكم المختصة والمتابعات والأبحاث والتحقيقات المالية الموازية والإدانات وحجم المتحصلات الجرمية المجمدة والمحجوزة أو المصادرة.

وفي هذا الإطار، يضيف النفيسي، فقد تم إصدار العديد من النصوص التنظيمية توخيا للفعالية المنشودة لعل من أهمها المرسوم المتعلق بتوسيع نطاق الاختصاص الترابي للنظر في قضايا غسل الأموال ليشمل محاكم الدار البيضاء وفاس ومراكش، بعد أن كان الاختصاص منحصرا في المحكمة الابتدائية بالرباط، والمرسوم المتعلق بالهيئة الوطنية للمعلومات المالية الذي ينص على توسيع التمثيلية في مجلسها ليشمل جميع الإدارات والمؤسسات المعنية بمكافحة غسل لأموال وتمويل الإرهاب والجرائم الأصلية وعلى رأسها رئاسة النيابة العامة.

وقامت رئاسة النيابة العامة بإصدار دوريتين هامتين، الأولى بتاريخ 14 نونبر 2019 تدعو فيها الوكلاء العامين ووكلاء الملك للتقيد بالعديد من التدابير والإجراءات منها على الخصوص إجراء الأبحاث المالية الموازية لجرد ممتلكات المتهمين والاستفادة من تحليلات الهيئة الوطنية للمعلومات المالية وتفعيل إجراءات الحجز والتجميد والتعاون القضائي الدولي، والثانية بتاريخ 30 أبريل 2021 تؤكد على ضرورة التقيد بالتدابير والإجراءات سالفة الذكر، مع حث جميع النيابات العامة بمحاكم المملكة على الرفع من أدائها في مجال مكافحة غسل الأموال، تنفيذا لالتزامات بلادنا الدولية وتنزيلا لتوجيهات السياسة الجنائية الوطنية.

محمد اليوبي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى