الرأي

انتخابات إسرائيل بين سيئ وأسوأ منه

جهاد الخازن

حمى الانتخابات النيابية تجتاح إسرائيل واستطلاعات الرأي العام ترجح فوز ليكود والأحزاب الحليفة من أقصى اليمين.
الانتخابات في التاسع من أبريل المقبل، والسبب المعلن لها الخلاف على قانون التجنيد الجديد، الذي سيلزم المنتسبين إلى الجماعات الدينية بالخدمة في الجيش. هؤلاء اسمهم بالعبرانية ياشيفا، وهم من أقصى اليمين الديني.
حكومة نتانياهو كانت تستطيع الحكم حتى نونبر المقبل، إلا أن استقالة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، شريك بنيامين نتانياهو في الجرائم ضد الفلسطينيين، هزت الحكومة، فقد كان لها غالبية خمسة أصوات في الكنيست هبطت إلى صوت واحد أو 61 صوتا في الكنيست الذي يضم 120 عضوا.
قرأت أن نتانياهو سعى إلى انتخابات سريعة بسبب المشاكل القانونية التي يواجهها، وتشمل الرشوة والفساد وتلقي هدايا ثمينة.
الصحافة الإسرائيلية تقول إن نتانياهو لا يزال أكثر السياسيين شعبية في إسرائيل، وإن ليكود سيحافظ على عدد مقاعده في الكنيست أو يزيد منها. الميديا تقول أيضا إن نتانياهو حسن أداء الاقتصاد الإسرائيلي وإن له صداقات مع قادة العالم. الصداقة الوحيدة التي أعرفها هي له مع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، الذي جعل الإرهابي نتانياهو أول حليف له في الشرق الأوسط، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعترف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل، كما أيد بناء المستوطنات في الضفة الغربية. أقول عن نفسي وكل العرب إن فلسطين من البحر إلى النهر وإن وجود إسرائيل اعتداء على حقوق الفلسطينيين في بلادهم التاريخية، فليس لليهود في فلسطين غير مقابر، وكان الخليفة العادل عمر بن الخطاب طردهم من فلسطين، وسلم المدينة إلى البطريرك صفرونيوس والمسيحيين فيها.
الكتب الدراسية التي تنشرها السلطة الوطنية تحكي عن مجازر إسرائيلية ضد الفلسطينيين، وعن اغتيال قادة فلسطينيين وتدمير قرى ومخالفة القوانين الدولية التي تحمي الأطفال، ومن هؤلاء قتل جيش الاحتلال أكثر من 500 طفل في آخر حرب لإسرائيل على قطاع غزة.
السيدة سهى عرفات وأنا وملايين العرب مقتنعون جدا بأن الإرهابي أرييل شارون قتل أبو عمار، فقد كان الاحتلال يفتش كل شيء يدخل المقاطعة، ولا بد أنه سمم بعض الطعام المفضل عند الرئيس الفلسطيني.
أحزاب المعارضة الإسرائيلية تعاني من اقتتال داخلي، بعضه معلن. الاتحاد الصهيوني وعمره أربع سنوات، دمر نفسه، الأسبوع الماضي، ورئيس حزب العمال آفي غاباي يهاجم السياسية المخضرمة، تزيبي ليفني، أمام كاميرات التلفزيون ويعلن الانفصال عن حزبها هاتنواه، أي الحركة.
أيضا الوزيران نفتالي بنيت وأيليت شاكيد تركا حزبهما «البيت اليهودي» لتأليف حزب «اليمين الجديد»، وهما تعهدا بمعارضة الجماعات الدينية اليهودية، إلا أنهما تعهدا أيضا بضم الضفة الغربية ومعارضة قيام دولة فلسطينية.
نتانياهو عنده ما يخشاه خارج الصراع السياسي الدائر، فالمدعي العام، أفيشاي ماندلبليت، يجب أن يقرر في الأشهر المقبلة هل ينفذ اقتراح الشرطة توجيه تهم الرشوة والفساد وتهم أخرى إلى نتانياهو قبل الانتخابات أو بعدها؟
نتانياهو وأمثاله من السياسيين الحقيرين يحاولون أن يتحدثوا عن اللاسامية، ليبعدوا الناخبين والقادة الأجانب عن الشرور التي يرتكبونها ضد الفلسطينيين. هم أحقر أهل الأرض منذ النازية، بل أراهم نازيين جددا حتى لو أنكروا ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى