حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرثقافة وفنفسحة الصيف

 توماس إديسون.. من الاختراع إلى إدارة الأعمال

 تلك الاختراعات التي نحيا بها

شهد تاريخ الاختراعات والابتكارات العلمية قصصا طريفة ومذهلة. قصص سجلت لنا تاريخ رجال ونساء اقتحموا مجال المجهول مكتشفين ومغامرين أحيانا، سنَدُهم الإيمان الشديد بأفكارهم الجريئة وعزمهم القوي على تحقيقها، مهما كلّفهم الأمر من تضحيات جسام وصراعات قوية في مواجهة ذواتهم وعصرهم. هذه الاختراعات التي نحيا بها اليوم وتكاد أن نألفها وأن نعتبرها أنها كانت دائما موجودة بيننا، منذ أن كان الإنسان. قد يكون من الوفاء أن نعود إلى أصحابها وإلى هذه الاختراعات، التي ما زلنا نحيا بها اليوم.

 

 توماس إديسون.. من الاختراع إلى إدارة الأعمال

 لقد شاع لقب توماس إديسون (1931-1847) Thomas Edison بالساحر من قبل أحد الصحافيين الأمريكيين الذي تابع إنجازاته، لكثرة ما قدمه من اختراعات فاقت الألف.

ولد إديسون في أسرة متوسطة الحال من أصل كندي هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وأثناء دراسته الأولى كان توماس طفلا فضوليا كثير الأسئلة بطيئا في الفهم والتعلم، ما جعل أستاذه يعتبره بليدا، ثم لم تلبث المدرسة إلا قليلا قبل أن تفصله عن الدراسة بصفة نهائية، بسبب عجزه عن الفهم السريع وعدم تقبل ما يلقن إليه، وتشكيكه الدائم في ما يعتبر بديهيا غير قابل للتساؤل.. وكان والده المتوفى قد خاب في كل مشاريعه لإنقاذ الأسرة.

عبقري بفضل أمه

جاء قرار فصل إديسون عن طريق رسالة طرد، عندما تسلمتها أمه قررت أن تكذب على ابنها، محورة فحواها أثناء قراءتها للرسالة: «ابنك عبقري، هذه المدرسة متواضعة جدا له.. من فضلك، علّميه في المنزل».

بعد وفاة والدته، اطلع إديسون على الرسالة التي كان مضمونها الحقيقي: «ابنك مريض عقليا، ولا يمكننا السماح له بالمجيء إلى المدرسة بعد الآن»، وكتب في مذكراته: «توماس إديسون كان طفلا مريضا عقليا، ولكن بفضل أمه البطلة أصبح عبقري القرن».

هكذا، قررت والدته المعلمة السابقة أن تتولى تعليمه في البيت، وبشكل عصامي بدأ توماس الصغير في التهام الكتب التي تأتي بها أمه، زيادة على زيارته الدائمة إلى المكتبة العمومية في مدينته، ويصف طريقته في القراءة قائلا: «إذا ما كانت ذكرياتي دقيقة، كنت أبدأ في قراءة أول الكتب في الرف السفلي، ثم ألتهم بعدها الباقي الواحد تلو الآخر. لم أقرأ بعض الكتب، بل قرأت المكتبة برمتها».

أنشأ لنفسه مختبره الأول في قبو البيت وعن طريق توفير بعض المال القليل كان يقتنى البطاريات وأنابيب اختبار وموادا كيميائية لإجراء تجاربه، وحتى عند وقوع بعض حوادث الانفجار الصغيرة أو تسرب للمواد الكيميائية، فإن والدته لم تقلق أبدا من ذلك، وكانت دائما تشجعه وتدعمه.

إصابته بالحمى القرمزية جعلت حاسة السمع لديه تضعف تدريجيا، لكنه اعتبر ذلك في ما بعد مزية، فضعف السمع جنبه الانشغال بالثرثرة مع الناس، والتركيز على أفكاره واختراعاته.

ظهرت مبكرا موهبته في مجال الأعمال، فقد عمل بائعا للصحف والمشروبات في أحد خطوط القطارات، وأنشأ لنفسه جريدة يطبع منها 400 نسخة تتضمن أخبارا محلية وإرشادات ومنوعات، كان يبيع جلها في رحلة القطار.

كان إديسون يتوق دائما إلي تحدٍ أكبر، فهو دائما حريص على تطوير معرفته العلمية، فعمل إديسون على دراسة التجارب السابقة في مجال الكهرباء، لتبدأ انطلاقته في عالم الاختراعات التي بدأت باختراع أول آلة تلغراف متطورة وآلة تسجيل الأصوات (الفونوغراف)، وكانت لهذه الآلة قصة غريبة، فعندما أخبر مساعديه أنه ينوي اختراع آلة تتكلم سخروا منه، ولكن بعد 30 ساعة من العمل المتواصل فاجأ إديسون العالم باختراع أول آلة تسجل الأصوات، وكان هذا غريبا على العالم لدرجة اعتبروا ذلك نوعا من السحر…

فكرة الهاتف

كان إديسون أول من فكر في اختراع جهاز ينقل الكلام عبر الأسلاك، رغم أن عالما آخر سبقه في اختراع أول هاتف، ولكن إديسون سنة 1879 كان قد اخترع الهاتف الكهربائي، فكان ذلك بداية لتغيير أشياء كثيرة في العالم.

ولم يمض الكثير من الوقت حتى توصل إلى الاختراع الذي كان سبب شهرته وثرائه، وهو المصباح الكهربائي الذي يشاع أن فكرته قديمة استفاد منها إديسون، ربما تكون قد بدأت بقصة مرض والدته مرضا شديدا، فقرر الطبيب أن يجري لها عملية جراحية فورية، ولكن هناك مشكلة، لأن الوقت كان ليلا ولا يوجد ضوء كاف لإجراء هذه العملية الدقيقة، لذا اضطر إلى الانتظار حتى شروق الشمس لكي يجريها. ربما كانت هذه هي الدافع والهاجس الذي استبد بتوماس إديسون لاختراع المصباح الكهربائي، فقد أخذ بإلحاح وإصرار على اختراعه، وفي كل مرة عندما تفشل تجربة كان يقول: «هذا عظيم.. لقد أثبتنا أن هذه أيضا وسيلة غير ناجحة للوصول إلى الاختراع الذي أحلم به». وفعلا أنار مصباح إديسون، لتشع الوجوه بهجةً بهذا الاختراع العظيم، وانتشر النبأ في الصحف بأن الساحر إديسون قد حقق المعجزة. ولكن الحقيقة أن المصباح الكهربائي كان موجودا بالفعل، قبل إديسون، وعمل عليه أكثر من عالم ومخترع، ولكن تكمن عبقرية إديسون فى أنه طوره وعدله ليكون صالحا للاستخدام وللإنارة بشكل مستمر وفعال.

كان نجاح توماس إديسون راجعا بالأساس إلى منهجيته في العمل والبحث العلمي، عن طريق فريق متكامل من الباحثين، فقد كان أول من أنشأ مختبرا للبحوث الصناعية في مينلو بارك بولاية نيو جيرسي، ويعد من أهم ابتكاراته كأول مؤسسة مخصصة لغرض الإنتاج والتطوير المستمر للاختراعات التكنولوجية، تحت تسييره الشخصي، حيث كان يرسم الأهداف ويضع الأفكار للتنفيذ ويقود فريق العمل بالصرامة المعهودة فيه.

كما تظهر موهبته الأخرى باعتباره رجل أعمال، عرف كيف يستغل اختراعاته من خلال شركته العملاقة (General Electric)، إضافة إلى إخلاصه لمبادئ ظل يؤمن بها، من بينها تقديسه لروح العمل الذي يعتبره أساس النجاح، فهو يقول: «معظم الناس يعيشون تحت الحد الأدنى لقدراتهم الحقيقية، لأنهم لا يركزون على مهمة واحدة، لذلك لا يدركون تماما مقدار الإمكانيات والقدرات التي يمتلكونها… الجميع بارعون في شيء ما، وإذا تم التركيز على الأشياء التي نبرع فيها أو المواهب التي نمتلكها على مر السنوات، سوف نصنع أشياء مدهشة… كلنا لنا القدرة على إدهاش أنفسنا». كانت هذه الازدواجية في تفكيره قد قادته إلى الانتقال بسهولة من عالم الاختراع إلى عالم إدارة الأعمال.

 

 

 

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى