حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

جريمة لا يطولها التقادم

 

مقالات ذات صلة

 

يونس جنوحي

 

رغم أن أحداث اختطاف طائرات الركاب أصبحت من “التراث”، إلا أن اعتقال أحد المتورطين في واقعة اختطاف طائرة في ملكية “باناما”، تعود تفاصيلها إلى سنة 1994، أعاد إلى الأذهان مآسي عائلات حول العالم فقدت أحباءها في أحداث اختطاف الطائرات واحتجاز الرهائن.

سلطات فنزويلا هي التي كانت وراء اعتقال أحد مواطنيها، وتعمل الآن على تسليمه إلى سلطات “باناما” للتحقيق معه في عمل إرهابي مضت عليه الآن ثلاثون سنة.

وهذا الملف لا يوثق لحادث معزول أو عملية محلية، وإنما قد يفك ألغازا تتعلق بالتنظيمات المتمردة التي كانت تنشط في اختطاف الطائرات، خصوصا في أمريكا الجنوبية، ما بين 1970 و1995..

العارفون بخبايا هذا النوع من القضايا سبق أن أشاروا إلى خطورة بقاء مواطنين متورطين في أعمال تخريبية واحتجاز الرهائن من الركاب، أحرارا طيلة هذه السنوات.

وأغلب ملفات احتجاز الطائرات التجارية ترتبط بالتنظيمات المتمردة التي تعلن ثورات محلية في أمريكا الجنوبية، خصوصا الدول التي يحكمها الجنرالات.

هناك اسم محوري، لا يمكن الحديث عن هذه العمليات الإرهابية، دون إثارته. وهو “كارلوس” الذي يقضي ما تبقى من حياته الآن في سجن فرنسي مشدد الحراسة.

وهذا المواطن، الذي ينحدر من أمريكا اللاتينية، كان صديقا لعدد من المنظمات التحررية حول العالم، خصوصا منظمة التحرير الفلسطينية. لكن في النهاية، اكتشف أنه يتخذ من معارك الحرية أصلا تجاريا، وتورط مع الجزائر في ملفين دمويين على عهد الرئيس الراحل هواري بومدين.

ولا يُستبعد أن يكون المواطن الفنزويلي، الموقوف يوم 6 نونبر الجاري، في ملف اختطاف الطائرة البانامية، على علاقة بتنظيم “كارلوس”، الذي كان الفرنسيون يصفونه بالماكر. إذ إن التنظيم الذي قاده كارلوس لأكثر من ثلاثين سنة، وكان في أوج نشاطه خلال سبعينيات القرن الماضي، خطط لعمليات اختطاف طائرات واحتجاز رهائن، ورفضت دول كثيرة استقباله، ووحدها الجزائر سمحت له بدخول أراضيها. بل إن المخابرات الأمريكية (CIA) تتوفر إلى الآن على صور لـ”كارلوس” وهو ينزل في مطار العاصمة الجزائر، ويتنقل على متن الخطوط الجزائرية بكل حرية، بل ويستقبله وزير الخارجية الجزائري وقتها استقبالا رسميا في المطار، وهذا الوزير هو عبد العزيز بوتفليقة!

عندما اختطف “كارلوس” طائرة وزراء النفط الذين شاركوا في قمة “أوبك” في دجنبر 1975، كانت الدولة الوحيدة التي سمحت له بالنزول بطائرته على أرضها هي الجزائر، ومنحته الوقود وعرضت عليه أن “يرتاح”، بل وأن ترعى التفاوض بينه وبين الدول الغربية التي تنتظر إطلاق سراح رهائنها.

المحتجز الفنزويلي الحالي، إن ثبت أنه من شبكة تابعة لـ”كارلوس”، قد تكون لديه معلومات ثمينة عن المخطط الذي اعترف كارلوس أثناء محاكمته سنة 2005 في باريس بأنه وقف وراءه. وهذا المخطط وُضع سنة 1977، وكان الغرض منه التسلل إلى المغرب من الحدود الجزائرية، واستهداف الملك الراحل الحسن الثاني. واعترف كارلوس أن بومدين وبوتفليقة كلفاه بقيادة فرقة خاصة من سبعة أفراد، واستهداف موكب الملك الحسن الثاني أثناء جولة ملكية بين عدة مدن مغربية. لكن العملية لم تنفذ، ولم يدخل كارلوس إلى المغرب لتنفيذها، ببساطة لأن “بومدين” مات بسبب المرض، وهو في أوج التخطيط للعملية!

رعاية الإرهاب تهمة لا يطولها التقادم نهائيا. في أمريكا الجنوبية، الجزائر، وليبيا سابقا، وكل الأنظمة التي كان يقودها العسكريون، متورطة في الدماء والاغتيالات، والواضح الآن أن من لعبوا دور “العضلات” في عمليات مماثلة، لا يزالون بيننا..

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى