حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

جعيدان في الميدان

 

 

حسن البصري

 

لم تنم مدينة أبي الجعد، فقد قضى سكانها ليلة بيضاء احتفالا بفريق كرة القدم، الذي حقق الصعود إلى القسم الاحترافي الثاني، بعد الفوز على الفريق الحريزي يوسفية برشيد في مباراة السد.

أمسك فريق اتحاد أبي الجعد بتلابيب قسم الصفوة، فأنقذ جهة بني ملال خنيفرة من سكتة قلبية، بعدما تجرعت فرق منطقة تادلة مرارة النكسات فتساقطت تباعا.

فشل رجاء بني ملال في تحقيق حلم الصعود وسقط في السد الكروي، بسبب معارك جانبية نزعت ما تبقى من رجاء من الرجاء الملالي.

نزل أولمبيك خريبكة وسقط صريعا وقبل باللعب في قسم المظاليم ضدا على التاريخ والجغرافيا.

أمسك “لوصيكا” بيد سريع وادي زم فأقسما على النزول سويا في سلم حفرة الهواية.

أما باقي فرق المنطقة فلا حول ولا قوة لها، تستعد للإفلات من مخالب النزول، وتضرب لجمهورها موعدا جديدا مع نكبة جديدة في موسم لا يختلف عن سابقه إلا بالتقويم السنوي.

في طابور النكبة الجماعية، يصطف اتحاد لفقيه بن صالح وشباب تادلة وأمل سوق السبت ودفاع حمرية وشباب مريرت والباقيات الصالحات، تلعن صفارات الحكام المنفلتة تارة والكرة تارة أخرى، فتحصن عصيانها وإصرارها على معاندة أقدام لاعبيها.

أنقذ اتحاد أبي الجعد ماء وجه عصبة بني ملال خنيفرة، وحول حاضرة شرقاوة من مدينة صوفية زاهدة إلى مدينة تعيش صخب الكرة ضدا على طبيعة “ساداتها”.

اليوم تحولت المدينة الصوفية من نقطة جذب للاهثين وراء علم الأنساب، إلى فضاء يلبي فضول محللي المباريات والمعلقين وحملة الميكروفونات الإسفنجية.

لا ينتبه الكثير من علماء الكرة لوجود مدينة مغرقة في التاريخ اسمها أبي الجعد، لأنها تبدو كمحطة “غير إلزامية” في الطريق الثانوية رقم 13 الرابطة بين وادي زم وتادلة، قبل أن يحولها الطريق السيار إلى مدينة تنشد الانعتاق من الهشاشة ببركة أوليائها الصالحين.

أبي الجعد مدينة الأقواس البيضاء والوجوه القمحية و”السادات” الذين يوزعون “ريع” البركة على عابري السبيل. هي مدينة الألف ولي صالح التي صنفت كموروث ثقافي وطني، لكنها اليوم تعلن نفسها مدينة الألف رياضي.

قد لا يحتاج اتحاد أبي الجعد لمستشهر أو محتضن يساعده على تلمس طريقه في دروب القسم الاحترافي الثاني، فالمدينة بالرغم من عزلتها، لها من الوجهاء ما يكفي لجعل قميص الفريق مقدسا كالثوب الأخضر الذي يلف جثامين الأولياء.

أنجبت أبي الجعد وزيرا للدولة في أول حكومة بعد استقلال المغرب، وهو محمد الشرقاوي، قبل أن يتناسل الوزراء، كالمعطي بوعبيد، الوزير الذي جمع بين حقيبة الوزارة الأولى والعدل، والحبيب المالكي، الذي تأبط خمس حقائب وزارية وجلس على كرسي مجلس النواب… ووزير الداخلية الطيب الشرقاوي، الذي ظل يستمد صمته من صمت المدينة على غرار أقطاب شرقاوة كياسين المنصوري ولحسن حداد… وغيرهم من خدام الدولة.

لا يمكن حصر الوجاهة الشرقاوية في وزراء ومسؤولين حكوميين، بل هناك عدد من نجوم المدينة الذين يعتبرون سفراء فوق العادة لأبي الجعد، في مختلف المجالات الإبداعية بدءا بالكرة مع عبد الإله حافظي نجم الرجاء السابق. وبعيدا عن المستطيل الأخضر يحرص أحمد بوكاري، الشرقاوي الذي نال صفة مؤرخ “أبي الجعد”، على تعقب نبض المدينة فيستنطق أسوارها وأقواسها وأضرحة أوليائها وزواياها.

أنجبت أبي الجعد صحافيا وأديبا يدعى عمر سليم، قبل أن ينتقل على سبيل الإعارة إلى الوجاهة الإعلامية، ومعه محمد بوعبيد، الرئيس المؤسس لرابطة الصحافيين الرياضيين، وغيرهما من السفراء الذين ترتعش فرائصهم كلما حضروا “تعركيبة” موسم بوعبيد الشرقي أو اخترقت مسامعهم دون سبق إصرار عيطة جعيدان.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى