
أمام الغموض الذي يلف مصير مجموعة من المرافق الاجتماعية، التي تم بناؤها بزناتة الجديدة بعين حرودة، والتي تضم أحياء «جنان زناتة» و«ديار المنصور»، دخلت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة على الخط من خلال رسالة مشتركة وجهتها، بحر الأسبوع الماضي، إلى عامل عمالة المحمدية، تطالبه بالتدخل العاجل والفوري من أجل إخراج المدينة الجديدة من الإهمال والإسراع بفتح عدد من المرافق العمومية والإدارية التي تم إحداثها في وقت لازالت مغلقة في وجه الساكنة منذ سنوات، منها «دار الشباب، النادي النسوي، ملاعب القرب، المركب الثقافي والمركز الصحي الحضري»، وهي مرافق أصبحت اليوم عبارة عن أماكن مهجورة دون أن تؤدي وظيفتها، ما جعل سكان أحياء المدينة محرومين من خدمات هذه المرافق.
يأتي هذا في وقت فضل المسؤولون إبقاء المركب مغلقا في وجه شباب وأطفال الأحياء السكنية المحيطة به، علما أن الأشغال الخاصة ببناء هذا المركب الوحيد بمدينة زناتة الجديدة انتهت منذ مدة وأصبح جاهزا بالنسبة لممارسي الرياضة، خصوصا كرة القدم وباقي الرياضات الأخرى.
من جانبها تساءلت فعاليات جمعوية عن صمت مسؤولي المدينة أمام إبقاء المشروع مغلقا، في وقت يضطر أطفال المنطقة لممارسة رياضة كرة القدم بالشارع الرئيسي المؤدي للمركب، وهو مشهد تناقلته وسائط التواصل الاجتماعي من خلال صور لصغار يمارسون كرة القدم بأرض عبارة عن مكان لرمي مخلفات مواد البناء، وهو وضع وصفته فعاليات المنطقة بغير الصحي ويسيئ إلى مسار مدبري الشأن المحلي بعين حرودة، الذين يعملون على توفير فضاءات اجتماعية وترفيهية ورياضية لأحياء سكنية واعدة.
وتساءلت الفعاليات ذاتها ومعها سكان أحياء مدينة زناتة الجديدة، التي تضم عددا من التجزئات السكنية، عن المسؤول عن عدم افتتاح هذا المركز السوسيو رياضي الذي يضم ملعبا وحيدا بالمنطقة، وعن مسؤولية شركة تهيئة زناتة باعتبارها المشرفة عن مدينة زناتة الجديدة، ومصير هذا الفضاء الذي شُيّد لخدمة فئة واسعة من أطفال وشباب المدينة، وطالبت جمعيات حقوقية ومدنية بتدخل المسؤولين على المستويين الإقليمي والمركزي لفتحه وجعله متنفسا لأطفال الأحياء المجاورة.
واستنكر قاطنو المشروع السكني «جنان زناتة» بتراب الجماعة ذاتها، الذي يعتبر من بين المشاريع التي أنجزت لإيواء قاطني دور الصفيح المرحلين من دواوير الجماعة الحضرية عين حرودة، والذي تشرف عليه شركة «تهيئة زناتة»، (استنكروا) الإهمال الكبير الذي تعرضت له العديد من المرافق الضرورية، منها على الخصوص المساحات الخضراء.
ويعرف مشروع «جنان زناتة» عددا من الإكراهات نتيجة اختلالات سابقة في ظل غياب البنية التحتية للمرافق العمومية وافتقاره للمساحات الخضراء، بعد أن أضحت العديد من الحدائق تعرف اختلالات على مستوى تدبيرها من طرف المصالح المختصة، سواء تعلق الأمر بالشركة صاحبة المشروع أو المجلس الجماعي، فضلا عن افتقارها لأبسط شروط السلامة، ناهيك عن غياب كراس وفضاءات للأطفال، دون إغفال خطر أعمدة الإنارة العمومية، سيما منها المتواجدة ببعض الحدائق العمومية، والتي باتت تشكل خطرا حقيقيا على سلامة الصغار والكبار في غياب عمليات الصيانة اللازمة.
ويفتقر المشروع السكني «جنان زناتة» إلى مرافق اجتماعية تم بناؤها دون أن ترى النور، مثل المستوصف الصحي والسوق البلدي ومراكز ثقافية وملاعب للقرب، وهي فضاءات تنتظر تدخل المجلس الجماعي لعين حرودة والشركة المكلفة بالمشروع لإيجاد حلول ناجعة للمشكل الذي عمر طويلا، إلى أن ضاقت صدور السكان الذين يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بما هو متفق عليه في التصميم الأصلي للمشروع.





