
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أنه مع اقتراب موعد تقديم حصيلة مجلس عمالة طنجة-أصيلة، واشتغال لجنة خاصة على إعداد مسودة لهذا الأمر، يعود الجدل محليا حول فاعلية المجلس وأدواره في التنمية، في وقت تعيش فيه مشاريع المجلس حالة من الجمود شبه الكلي، خاصة تلك المرتبطة بالعالم القروي الذي يشكل أحد أبرز التحديات التنموية في النفوذ الترابي للعمالة.
ووفق المصادر، فقد ازدادت أخيرا حدة الانتقادات مع استمرار مظاهر التهميش وضعف البنيات التحتية في العديد من الجماعات القروية المحيطة بمدينة طنجة، كالعوامة، حجر النحل، المنزلة، وسبت الزينات، وغيرها من المداشر التي تمتد إلى أصيلة، رغم الوعود التي قُدمت منذ بداية الولاية الحالية، ناهيك عن كون المجلس انتخب فيه عدد كبير من المنتخبين بالجماعات القروية والمحلية بطنجة أصيلة.
وقالت المصادر إن مجلس عمالة طنجة أصيلة الذي يرأسه أحمد الحميدي، عن حزب الأصالة والمعاصرة، يعد أحد المفاتيح الأساسية لتحقيق التنمية المحلية، بحكم اختصاصه في تدبير المشاريع الاجتماعية وتقوية البنيات والخدمات بالعالم القروي، غير أن الواقع يظهر عجزا واضحا في إنجاز أو تفعيل مشاريع ذات أثر مباشر على المواطنين، ما جعل السكان يعبرون عن استيائهم من بطء التفاعل مع حاجياتهم الملحة.
وأوردت المصادر أنه قد زادت الأمور تعقيدا أخيرا، بعد أن اهتز مجلس العمالة على وقع فضيحة مالية تتعلق بعدم أداء مستحقات عدد من المقاولات، ضمنها التي توجهت إلى القضاء لاستخلاص مستحقاتها، والتي نفذت مشاريع لحساب المجلس، وهو ما تسبب في تذمر واسع وسط المقاولين الذين باتوا يخشون التعاقد مع المجلس. ودفع هذا الوضع بعدد من المتضررين إلى طرق أبواب القضاء، أو اللجوء إلى مؤسسات الوساطة، في حين ما زالت الجهات الوصية تلتزم الصمت إزاء هذه الإشكالية التي تهدد مناخ الثقة في الشراكات بين القطاع العام والمقاولة المحلية.
إلى ذلك، تعاني القرى التابعة للعمالة من تدهور كبير في البنية الطرقية، ومحدودية الربط بشبكات الماء والكهرباء، وضعف الخدمات الصحية والتعليمية، وهو ما يناقض ما يُفترض أن يكون من صميم تدخلات مجلس العمالة. ويرى عدد من المتتبعين أن التوزيع غير المتوازن للتنمية والاستثمارات، والتركيز على مراكز حضرية كبرى دون تعميمها على المداشر المحلية لطنجة، زاد من تعميق الفوارق بين المجالين القروي والحضري، ناهيك عن غياب أدوار هذا المجلس الذي تحول إلى مجرد مؤسسة شكلية لحضور رئيسها أحمد الحميدي الافتتاحات والتدشينات.





