الافتتاحية

حرفة تزوير التاريخ

في اللحظة التي ما زالت عائلة الطالب اليساري بنعيسى آيت الجيد، منذ عقدين ونصف العقد، تناضل إلى جانب رفاقه وكل الطاقات المؤمنة بعدالة قضيته، من أجل الكشف عن حقيقة اغتيال طالب كل ذنبه أنه كان يعبر عن آرائه السياسية والإيديولوجية، خرج المعطي منجب، المتابع في قضايا غسيل الأموال، مرتديا عباءة قاضي الأحكام يوزع البراءة على من يشاء ويرمي بصكوك الاتهام على من يريد. ولم يكن منجب يدرك أن تزييفه للتاريخ وتزويره للوقائع، ودفاعه عن المشتبه فيه بالقتل، وهوسه الدائم للظهور بمظهر البطل الحقوقي المغوار، قد أدخله في نفق مظلم لا ينفع معه مجرد اعتذار عابر.
مثل المعطي منجب لا تهمه الحقيقة التاريخية وهو مستعد دون حرج، لقلب المعطيات رأسا على عقب في سعيه الحثيث نحو ابتزاز الدولة وخدمة أجندة سياسية لها ارتباطات خارجية معروفة، حيث يمكن أن يستخدم في سبيلها كل شيء.
للأسف منجب الذي يردد باستمرار أسطوانة معاناته من أساليب التشهير وتعرضه للظلم، هو من خرج يشهر بضحية في قبره، يريد أن ترقد روحه بسلام بعد الاقتصاص من قاتله، وهو يعلم أنه لا يمكن لأي كان ومهما كان وضعه أن يبرئ أحدا مهما كان وضعه أيضا، فالقضاء وحده له الحق في تبرئة المتهمين أو إدانتهم بالمنسوب إليهم.
هذا التزوير والتزييف للحقائق ممن يفترض أنه مؤرخ، ليس سهوا أو بسبب ندرة المعطيات كما حاول منجب إيهامنا به في فيديو «اعتذار المضطر»، بل هو جزء من عملية تجييش اجتماعية وسياسية وإعلامية عبر تحويل قضايا ذات طابع جنائي وأخلاقي ومالي إلى قضايا حقوقية، هدفها الحقيقي الضغط على الدولة والاختباء وراء تنظيمات لها امتدادات اجتماعية، لتصفية حساباته الشخصية بعد افتضاح تحويله لأموال المنح الأجنبية لحساباته وحسابات عائلته البنكية.
منجب وأمثاله الذين يقلبون الوقائع والحقائق التاريخية تحت عباءة صفة «مؤرخ سياسي»، خطر على الحقيقة لأنها تكشف عورتهم وأهدافهم ومؤامراتهم التي يخططون لها، مختبئين وراء جدار المظلومية ومحاربة ما يدعونه «سلطوية»، بينما هم في الحقيقة يهدفون إلى إعادة إنتاج السلطوية بأبشع مظاهرها وأشكالها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى