مصطفى عفيف
فجر حادث اندلاع حريق بمصلحة النساء بمستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد، بحر الأسبوع الماضي، بسبب تماس كهربائي، فضيحة من العيار الثقيل داخل المستشفى بعدما كشف النقاب عن مجموعة من الاختلالات التي تعرفها بناية المستشفى من حيث غياب شروط السلامة والوقاية من الحرائق وافتقار المستشفى لشبكة الصرف الصحي بعد تآكل قنواتها القديمة وكذا تسربات مياه الشرب بفعل الأعطاب الدائمة، وسط مطالب بفتح تحقيق في أوجه صرف الميزانية المخصصة لهذه المؤسسة الصحية العريقة التي تؤوي 240 نزيلا .
اختلالات مستشفى الطب النفسي ببرشيد عجلت بخروج المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية ، العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل، للتنديد بالوضعية المقلقة التي يعرفها من حيث البنية التحتية للمركز الاستشفائي، معبرا في نفس الوقت عن قلقه الشديد إزاء الوضع المتردي للقطاع داخل المؤسسات الصحية وتذمر الشغيلة الصحية جراء التهميش واللامبالاة خصوصا بمستشفى الرازي للطب النفسي الذي أبانت الإدارة الجديدة عن رغبتها في الرقي بالصحة النفسية وتحسين ظروف العمل وشروط إيواء المرضى بمعية الفاعلين من ذوي النوايا الحسنة، إلا أن التحديات والإكراهات كثيرة.
وطالب المكتب النقابي بتدخل الجهات المسؤولة عن قطاع الصحة إقليميا وجهويا لتصحيح الوضع والتدخل الاستعجالي لإصلاح أعطاب الكهرباء وتحديث شبكة الكهرباء لتفادي المزيد من الكوارث والحرائق، وتحديث شبكة الماء الصالح للشرب وإصلاح الأعطاب التي تتسبب في إهدار آلاف الأمتار المكعبة من المياه الصالحة للشرب التي يؤدي المستشفى ثمنها من المال العام ، كما يتسبب ذلك في انقطاع الماء عن المصالح الاستشفائية وبالتالي يكون المرضى عرضة للعطش في ظل هذا الطقس الحار ، وانتشار الأوساخ وانعدام النظافة داخل المصالح الاستشفائية، والإسراع بإصلاح قنوات الصرف الصحي للمستشفى وربطها بالقناة الرئيسية للمدينة لتفادي انتشار الروائح الكريهة واختناق مراحيض المرضى وكذلك تكاثر البعوض والحشرات المزعجة.
كما طالب بيان المكتب النقابي بضرورة الاهتمام بجمالية المستشفى، بالمحافظة على الإرث الغابوي للمستشفى والاهتمام بالأشجار النادرة المتواجدة به وغرس المزيد من الأشجار وتهيئة الحدائق والمجال الأخضر داخله ليكون المستشفى فضاء ملائما لعلاج المرضى النفسانيين والاضطرابات النفسية للمواطنين.
وكان حريق الأسبوع الماضي داخل مصلحة النساء بمستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد، قد سجل تدخل الأطر الصحية وإدارة المستشفى وعناصر الأمن الخاص الذين تدخلوا في حينه لإخماد الحريق وقاموا بتحويل النزيلات إلى مصلحة أخرى بواسطة سيارات الإسعاف لتجب كارتة إنسانية، وقد حضر إلى عين المكان مسؤولو القطاع الصحي بالإقليم، وكذلك المدير الجهوي للصحة لجهة الدار البيضاء سطات والسلطات المحلية وعناصر الشرطة وعناصر الوقاية المدنية، في وقت استغربت الشغيلة الصحية بالمستشفى مما قامت به عناصر الأمن عند اقتيادها ممرضات الحراسة بواسطة سيارة الأمن إلى الدائرة الأمنية لاستنطاقهن وأخذ أقوالهن حول ما وقع وهو أمر لم تتقبله الشغيلة الصحية وممثلو المكتب النقابي.
