
طاطا: محمد سليماني
لم يكد جرح الحريق الذي التهم واحة “أديس” بإقليم طاطا، قبل أيام، يلتئم، حتى استفاق سكان الإقليم مرة أخرى على حريق ثان مهول أتى على مئات أشجار النخيل بواحة “تيزكي إيرغن” بجماعة آيت وابلي بالإقليم.
واستنادا إلى المعطيات، فقد استفاق سكان الواحة على حريق مهول، أتى على ممتلكات السكان، وحول أشجار النخيل إلى رماد، كما أهلك أطنانا من التمور التي قد بدأت في النضج هذه الأيام، كما أتت النيران على مغروسات أخرى كلائية وحولتها إلى رماد كأن لم تكن من قبل.
وقد شب الحريق بداية في أحد الحقول، غير أن ألسنة النيران امتدت في اتجاهات أخرى، مما جعل التدخلات الآنية لسكان المنطقة لم تعط أكلها، ولم تتم السيطرة على الحريق، إلا بعد الاستنجاد بعناصر الوقاية المدنية، والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي وأعوان السلطة، حيث تم بذل مجهودات مضاعفة للسيطرة على الحريق، رغم أنه امتد على مساحة شاسعة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات قياسية، وهبوب رياح الشركي التي تقوم بنقل الشهب وألسنة اللهب نحو أشجار أخرى. وتمت السيطرة على الحريق بعد مجهودات كبيرة، كما تم إخماد كل الأشجار التي ظلت ملتهبة، خوفا من أن تنبعث منها من جديد ألسنة اللهب.
وبعد السيطرة على الحريق، عاد السكان الذين تم إبعاد عدد كبير منهم من مساكنهم، بسبب محاذاتها لمكان الحريق، وذلك خوفا على حياتهم من أي خسائر بشرية محتملة. واكتشف السكان هول الكارثة التي أهلكت مساحات شاسعة من أشجار النخيل وأفسدت التمور التي قد شارفت على النضج الكامل، وبداية تسويقها.
ويبدو أن لعنة الحرائق ما زالت تطارد واحات إقليم طاطا، حيث يعد حريق واحة “تيزكي إيرغن” هو الثاني في ظرف أسبوع، ذلك أن واحة “أديس” بدائرة طاطا قد اندلعت بها هي الأخرى النيران، وحولتها إلى رماد، ولم تتم السيطرة على الحريق، إلا بعد جهود مضنية. وقبل ذلك عرفت العديد من واحات الإقليم حرائق مماثلة، حيث لا يكاد يمر فصل الصيف بالإقليم، دون تسجيل حرائق متعددة بالواحات.
إلى ذلك، فقد أصبحت الحرائق التي تندلع في واحات إقليم طاطا كابوسا مزعجا للسكان وللسلطات على حد سواء، خصوصا وأن هذه النيران أضحت تتكرر بشكل مستمر، مع ما يفرضه ذلك من تدخلات آنية، وسرعة في الأداء وفعالية في العمل، لحماية أرزاق السكان، والحفاظ على حياتهم أيضا لقربهم من هذه الواحات.
ورغم أن جميع هذه الحرائق التي نشبت في واحات الإقليم لم يثبت بعد أنها بفعل أياد بشرية، إلا أنها تخلف خسائر مادية جسيمة في مصادر عيش السكان، الأمر الذي دفع عددا من الفعاليات والمنتخبين إلى التقدم بطلبات من أجل تعويض السكان المتضررين بشكل سريع.





