حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

رائحة الوطن

 

مقالات ذات صلة

 

حسن البصري

في نهاية مباراة المنتخب المغربي للشبان ضد نظيره الأمريكي، شوهد اللاعب طه حبرون الذي يحمل قميص منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يبتلع ريقه ويهنئ لاعبي الفريق الوطني المغربي، وقبل أن يغادر الملعب سيدلي بتصريح صحفي باللهجة المغربية الدارجة وهو يعتقل دمعة تصر على أن تنساب مع مجرى خده.

حين عزف في أرجاء الملعب النشيد الوطني المغربي، ردد الولد في قرارة نفسه «منبت الأحرار» وحين عزف النشيد الأمريكي تغنى بـ«أرض الأحرار وموطن الشجعان»، وفي الميدان يعز اللاعب أو يهان.

قصة هذا اللاعب الذي يصنع أفراح الأمريكيين تستحق أن تروى، رغم أنه من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، ومسجل في الحالة المدنية المغربية كمزدوج للجنسية، لأنه ابن لاعب ضاق به فضاء الكرة في المغرب فحمل حقيبته وهاجر إلى أمريكا حيث استقر في مدينة كولومبوس، ولسخرية القدر أن المدينة تحمل اسم مكتشف أمريكا كريستوفر كولومبوس.

عبد السلام حبرون، اسم يعرفه أبناء الحي المحمدي وشلة «الصاكة الصفراء»، كان مهووسا بكرة القدم، عاشقا للاتحاد البيضاوي، لاهثا وراء لقمة عيش وكرة محشوة بالهواء الفاسد.

انضم عبد السلام للاتحاد البيضاوي في زمن كان قميص الفريق هبة من السماء لا يرتديه إلا الراسخون في علم الكرة، انضم لفريق دفاع عين السبع وبحث عن لقمة عيش في الفرق المهنية أملا في وظيفة تنهي الترحال بين الفرق، ونصحه رفاقه بالانضمام لفريق القوات المساعدة، إلى أن تقلصت تعبئة الحلم وتراقص أمام عينيه تمثال الحرية.

في مدينة كولمبوس، كان لعبد السلام موعد مع قدر جديد، قلب صفحة الملاعب المتربة وأصر على أن يكون لعائلة حبرون شأن في عالم الكرة.

لفت ابنه طه أنظار الأمريكيين بمهارته الخارقة فتسلق بسرعة سلاليم الإبهار مع فريق المدينة، وأصبح حديث الرياضيين قبل أن يصبح ورقة رابحة للمدربين المتعاقبين على نادي كولمبوس، ومنه عبر إلى المنتخبات الأمريكية بسلاسة في بلد لا يتداول عملة «باك صاحبي». وبقية الحكاية تعرفونها في مونديال الشيلي.

كلما زار عبد السلام وأبناؤه المغرب توقف عند «الصاكة» الصفراء، التي يعرفها أبناء الحي المحمدي والتي تحولت إلى مزار قبل أن تصبح في خبر كان.

في كل زياراته للمغرب يصر الولد على مداعبة الكرة في وطن يسكنه كما يسكن والده. لكن طه ليس الوحيد الذي وجد نفسه فجأة في مواجهة منتخب بلاده، فقد عشنا في مباراة منتخب المغرب ونظيره البحريني، لمسة مغربية سنكتشف أن الولد الذي يدافع عن عرين منتخب البحرين ليس سوى أمين بن عدي ابن حي سيدي الضاوي بمدينة الجديدة، الفتى الذي قضى عمره بين ملعب العبدي و«راس المون» المحاذي لمسقط رأسه.

للعملة وجه آخر، هناك لاعب آخر أعلن التمرد على أمريكا حين كان لاعبا في منتخب الفتيان، واستبدل جواز السفر الأمريكي بجواز مغربي، بعد أن شارك في معسكر للفريق الوطني، وحين عاد إلى المغرب وجد نفسه أسير كرسي البدلاء في القنيطرة.

قال أبناء القنيطرة: «ريان بضاعتنا ردت إلينا».

وقال مدرب الولايات المتحدة في أعقاب مواجهته للمغرب، حين سئل عن طه:

«اليوم عرفت أن طه فيه جينات من لاعبي منتخب المغرب»، ثم انصرف.

وفي تصريح طريف لمدرب منتخب البحرين، بعد مباراة المغرب:

«بن عدي لاعب متخلق ولو كانت عندي ابنة لزوجتها له».

الفضوليون تفحصوا سيرة المدرب فاكتشفوا أن له بنتا في سن الزواج.

لا تقتصر لائحة حفظة النشيدين على طه وأمين فكثير من اللاعبين والمدربين وجدوا أنفسهم في ورطة ترديد نشيدين: الأول جهرا والثاني سرا.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى