طنجة: محمد أبطاش
تحولت دورة مجلس مقاطعة بني مكادة، التي عُقدت يوم الجمعة الماضي، إلى ما يشبه ساحة توتر حاد بين عدد من أعضاء المجلس من جهة، ورئيس المقاطعة محمد الحمامي من جهة أخرى، على خلفية ما وصف بـاستفحال ظاهرة البناء العشوائي بالمقاطعة، نتيجة التراخيص التي وقعها الحمامي إبان الفترات الماضية، وهو الأمر الذي قال الأخير إنه يفتخر به، لكونه ساهم في الأمن الاجتماعي للمواطنين، على حد قوله.
وخلال أشغال الدورة، تبادل عدد من المستشارين الاتهامات بشأن من يتحمل مسؤولية التراخيص التي منحت بطرق ملتوية، والتي تسببت، حسب تعبير أحد الأعضاء، في “ترييف المدينة وإغراقها بالبنايات العشوائية التي لا تحترم ضوابط التعمير”، وبالتالي تحولت المقاطعة لما يشبه قرية وسط البوغاز.
ورغم محاولات التهدئة، فإن النقاش الحاد حول البناء العشوائي طغى على باقي النقط المدرجة في جدول الأعمال، ما يبرز عمق الانقسام داخل المجلس خاصة بين حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة كما يثير مستقبل التسيير المحلي بالمقاطعة، التي تُعد من بين الأكبر من حيث الكثافة السكانية بمدينة طنجة. وتأتي هذه التراشقات السياسية في وقت تعيش فيه مقاطعة بني مكادة على وقع غضب صامتة من طرف السكان، الذين يشتكون من الفوضى العمرانية وتدهور الخدمات، في ظل ما يعتبرونه عجزاً في تدبير ملفات التعمير والمراقبة، وغياب الإرادة السياسية لوضع حد للتجاوزات المتكررة.
وكان الحمامي قد وجد نفسه وحيدا مرة أخرى، عقب فشله في عقد الدورة العادية لشهر يونيو للمرة الثانية خلال الأسبوع الماضي، بسبب غياب النصاب القانوني، حيث لم يحضر الدورة سوى 18 عضواً، ما حال دون انعقادها رسميًا وقتها.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن تكرار فشل عقد الدورات يعكس حالة احتقان متصاعدة داخل مجلس مقاطعة بني مكادة، التي تُعد الأكبر من حيث الكثافة السكانية على مستوى مدينة طنجة، مشيرين إلى أن هذا الوضع يكشف عن أزمة ثقة عميقة بين الرئيس وباقي مكونات المجلس، وعجز واضح في الحفاظ على انسجام أغلبيته.
ومن المرتقب أن تلقي هذه التطورات بظلالها على مستقبل التسيير داخل المقاطعة، في ظل تصاعد الدعوات لإعادة ترتيب البيت الداخلي، حفاظاً على السير العادي للمصالح الإدارية والخدماتية المرتبطة مباشرة بالسكان.
