حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

رسالة من بوستة قال فيها لبوتفليقة إن المغرب ليس عاجزا عن الرد عسكريا

يونس جنوحي

من بين الرسائل التي احتفظ بها السفير محمد التازي، في أرشيفه الشخصي، تلك التي أرسلها صديقه وزير الخارجية المغربي امحمد بوستة، وريث زعامة حزب الاستقلال بعد علال الفاسي، إلى نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أسابيع قليلة بعد وفاة الرئيس هواري بومدين.. إذ بعد أن اتفق الرئيس بومدين، بداية دجنبر سنة 1978، مع الملك الحسن الثاني على موعد لقاء للصلح بين البلدين وطي الخلاف الحدودي ووقف هجومات الجزائر على المغرب، سبق الموت ليخطف بومدين نهاية دجنبر. ووسط تفاؤل الطرفين بتحسن العلاقات بين البلدين، فوجئ المغرب بهجوم جزائري، ليعود بالجميع إلى مرحلة ما قبل المصالحة التي كان يجري الإعداد لها. ولم يجد وزير الخارجية المغربي، وقتها، بدا من مراسلة نظيره لوضع النقط على الحروف.. وهي الرسالة التي كان لها ما بعدها، بكل تأكيد. يقول التازي عن الرسالة:

«وفي يوم 2 فبراير 1979 وجه السيد امحمد بوستة، وزير الدولة المكلف بالشؤون الخارجية والتعاون، رسالة إلى السيد عبد العزيز بوتفليقة وزير خارجية الجزائر، جاء فيها:

السيد الوزير

كانت مدينة طانطان في يوم الأحد 28 يناير 1979 عرضة لاعتداء سافر.. وهكذا فإن التراب المغربي، مرة أخرى، يهاجم ويُخترق من قبل قوات تسيرها وتنظمها وتجهزها الجزائر. قوات تأخذ منطلقها في الجزائر وإليها تعود بعد أداء مهمتها.

وأمام الهجومات المسلحة المتكررة على المغرب، كان صاحب الجلالة، الملك الحسن الثاني، أفصح عن نيته في استعمال حق المتابعة وهو الحق الطبيعي والمعمول به دوليا لكل دولة ذات سيادة انتهكت حرمة ترابها.

وإلى يومنا هذا والمغرب متشبث بالأمل في ألا يقام للحوادث الحالية أكثر من وزنها الظرفي، سعيا منه لتخطي تلك الحوادث، وعدم اعتبارها مبلورة لسلوك أسوأ، لذلك لم يمارس حقه في المتابعة.

وتمضي الرسالة قائلة:

لقد أبى المغرب عن قصد إلا أن يملك زمام نفسه باكيا في خشوع ضحاياه، ومتحملا في عزة وكرامة خسائره، إذ كان يريد، متخطيا أي اعتبار آخر، الحفاظ على المستقبل، والامتناع عن كل عمل قد يفضي إلى مصير لا رجعة فيه.

وقد كان في استطاعتنا أن نرد على عدوان يوم الأحد 28 يناير الأخير بعدوان آخر بنفس الضراوة والصرامة، إلا أننا آثرنا الإمساك عن أي رد لكوننا، مرة أخرى، نسعى إلى تلافي ما لا رجعة فيه، ولكوننا بالخصوص نأخذ بعين الاعتبار وبعاطفة قلبية الظروف الخاصة والمأسوية التي يحياها اليوم الشعب الجزائري الشقيق، وإنكم، بحكم تتبعكم للمساعي والجهود التي بذلها كل من جلالة الملك الحسن الثاني والمرحوم الرئيس بومدين، وبحكم مشاركتكم في ذلك، لتعلمون أن حالة الرئيس بومدين الصحية هي وحدها التي حالت دون تحقيق مشروع الدولتين، ولا يمكن أن يدور في خلد المرء أن قرار اللقاء قد اتخذ عبثا، وهو القرار الذي سبقه تفكير طويل اتخذ بعد ذلك من قبل رئيسي الدولتين.

بناء عليه يمكنني القول، من غير أن أخشى الوقوع في خطأ، إن لقاءهما كان من شأنه بالتأكيد أن يحقق إنهاء النزاع ويفتح أفقا للتعاون الأخوي بين بلدينا.

إنني أعرف شخصيا ما تتمتعون به من ذكاء وتبصر، فلا أتوقع، إذن أن تعطوا لمبادرتي هذه تفسيرا مخالفا لمضمونها الحق.

ألا يحق لنا أن نتساءل عن وجود قوات خفية تناصب العداء لنا ولكم وتعمل لخلق وضع يستحيل معه كل تفاهم بينكم وبيننا، ويخلق جوا من القطيعة لا رجعة فيه؟

فذات مساء، قيل إن أسلحة قد ألقيت في التراب الجزائري، وفي الحين بذرت ونمت الفكرة القائلة بأن المغرب هو مرتكب هذه العملية، وتتفجر قنبلة في مدينة جزائرية، ودون ترو ولا انتظار، يلقى القبض على شخص ويقال إنه مغربي ويعترف بأنه تصرف طبقا لتعليمات صادرة إليه من السلطات المغربية، ويُدبَر اعتداءان متتاليان في مدينة وجدة المغربية، وفي مكان الجناية بالذات تترك بادية للعيان آثار مادية لا تدع شكا في أن مرتكبي الجريمة جزائريون (كما يقال اليوم إن المغرب يؤوي إرهابيين جزائريين، ومنه تهرب أسلحة لداخل الجزائر).

ويختم السيد امحمد بوستة رسالته للسيد عبد العزيز بوتفليقة متسائلا:

أليست هناك أيد خفية تعمل في غيبة عن كل مراقبة هدفها أن تعرقل ما كان أقره الرئيس الراحل هواري بومدين قبيل وفاته، لأجل عقد اجتماع بينه وبين جلالة الملك الحسن الثاني؟

وتقبلوا حضرة السيد الوزير عبارات فائق تقديري».

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى