حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضةسياسية

الكاس أعباس

حسن البصري

ذكرتني دورة كأس العرب المقامة في الدوحة، بدورة مماثلة كنت شاهدا على أطوارها، موفدا لصحيفة «المساء».

في صيف سنة 2012 الحارق، عشنا في مدينة جدة تجمعا عربيا لأهل الكرة، اختارت له إحدى الصحف السعودية عنوانا مثيرا «إن شاء الله النهائي سيكون عربيا».

كان المنتخب المغربي، بقيادة المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، يراهن على الفوز بهذه البطولة العربية، لأن المدرب يعتبر الظفر بالكأس بمثابة رد للاعتبار بعد أن غادر السعودية مكسور الوجدان.

ترأس حكيم دومو، الوفد المغربي في تلك الدورة العربية، لكن رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري أوفد علبة أسراره نوال خليفة إلى جدة وتحملت الحقيبة المالية.

في أولى مباريات المنتخب المغربي ستكتشف نوال أن ملاعب السعودية ممنوعة على النساء، فاكتفت بفرجة عن بعد من غرفة فندق ترابط في جنباته شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

في بهو الفندق سألني صحافي يمني يدعى عباس محمود:

«هل مسؤولة البعثة المغربية هي نوال العداءة نوال المتوكل»؟

أجبته بالنفي فانصرف بعد أن كان يمني النفس بسبق صحفي.

كنت شاهدا في مدينة جدة على التتويج المغربي بكأس العرب، ووقفت في مقصورة الصحافيين أردد مع زملائي «منبت الأحرار»، ونتقاسم فرحة الزعامة العربية. وأجيب عن استفسارات عباس اليمني التي لا تنتهي.

مرت سنوات على هذا التجمع الكروي الذي احتضنته المملكة العربية السعودية، التي لم يبق من ذكرياتها سوى تتويج منتخب محلي بقيادة إيريك غيريتس باللقب العربي وحصول اللاعب المغربي الصالحي على جائزة أفضل لاعب، إذ عاد إلى المغرب بحقيبة مثقلة بجوائز الرعاة التي جناها من مبارياته وهي عبارة عن هواتف ذكية، ماتت الآن بالتقادم وفقدت ذكاءها.

بالأمس كانت المشاركة في الدوريات العربية تتم بناء على دعوة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، قبل أن تصبح عهدة لدى وزراء الرياضة العرب، ثم انتهت في حضن الاتحاد العربي لكرة القدم الذي يعيش على إيقاع التقلبات السياسية.

انتقلنا من زمن المسؤول العربي رفيع المستوى الذي يرعى ويرأس الدورات العربية، إلى زمن «اليوتيوبر» رفيع المحتوى، ومن جوائز الهواتف الذكية إلى الجوائز النقدية.

الوضع غير مستقر في السودان وفي سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا وفلسطين، والباقي غير مستعد لتدبير صراع عربي آخر على رقعة الملاعب، لذا فوض العرب أمرهم لقطر حتى تعيد الدفء لملاعب المونديال.

في دورة كأس العرب التي تدور أطوارها في الدوحة، يمكنك أن تعيش الاختلاف العربي وأنت تتابع برنامج «مجلس كأس العرب» على قناة «الكاس»، فيه قليل من الود وكثير من التفرقة العربية.

في هذا البرنامج الحواري، الذي هو عبارة عن جلسة عربية في صالة ضيوف، الحوار مفتوح والضحك مستباح وهناك من يستسلم للنوم فيسخر منه باقي المحللين، وأحيانا تندلع مشاحنات يتحول فيها منشط البرنامج إلى إطفائي، خاصة بوجود مناوشات كروية بين فصيلين: عرب إفريقيا وعرب آسيا.

في مذكرات حارس المنتخب المغربي الراحل حميد الهزاز، «فقيه في عرين الأسود» للكاتب الصحافي محمد التويجر، إشارة إلى أن الدورات العربية لكرة القدم كانت ملتقيات لإذكاء القومية العربية.

«في سنة 1974 شارك المنتخب الوطني المغربي في دورة رياضية بسوريا، وتمكن من حيازة كأس البطولة التي نظمت احتفالا بتحرير مدينة القنيطرة السورية من الاحتلال الإسرائيلي. أغرب ما في هذه البطولة أن يوزع الرئيس حافظ الأسد في نهاية المباراة مجسمات مسدسات على لاعبي المنتخب السوري».

في دورة القنيطرة السورية، وفي غيرها من الدورات استغل الزعماء المصطفون في صف الاتحاد السوفياتي لتكريس شعار «الشعب المسلح»، سيفوز النادي القنيطري المغربي بكأس العرب للأندية، بدون مسدسات طبعا.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى