
طنجة: محمد أبطاش
دفعت الزيارة التي قام بها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، لملعب طنجة أول أمس السبت، الشركة الوصية على المناطق الخضراء لتفقد العشب المحيط بالملعب والذي أصابه الجفاف طيلة الشهور الماضية، رغم أن الشركة تستفيد من ميزانيات تتجاوز 8 مليارات سنتيم في إطار عقد يجمعها مع جماعة طنجة.
وحاولت الشركة، كما عاينت «الأخبار»، سقي العشب المجاور للملعب وإنزال غير مسبوق للعمال التابعين لها لمحاولة إظهار اشتغالها رغم الوضعية الكارثية التي يعرفها هذا العشب، الذي يكلف ميزانية الدولة مبالغ طائلة.
وقام رئيس (الفيفا) بزيارة ميدانية إلى ملعب ابن بطوطة ومحيطه، رفقة فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووالي الجهة ومسؤولين آخرين، وذلك من أجل الوقوف على سير أشغال تأهيل الملعب وفق المعايير الدولية المعتمدة من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم و(الفيفا).
هذا وتعاني المساحات الخضراء بطنجة وضعية كارثية على جميع الأصعدة، بفعل إهمالها من طرف الشركة المفوض لها تدبير هذا القطاع من لدن جماعة طنجة، إذ باتت عدد من المغروسات تعرف وضعية مزرية، بعدما أضحت هذه الشركة تركز مجهودها على الواجهة البحرية وطريق الرباط بالمدينة، في وقت باتت كل الأحياء تعرف وضعية مزرية من حيث المساحات الخضراء نتيجة الإهمال وعدم جدية الشركة في سقيها والاعتناء بهذه الأعشاب والمساحات كما تنص على ذلك دفاتر للتحملات على الرغم من وجود ميزانية تتجاوز 8 مليارات سنتيم تستفيد منها هذه الشركة عبر عقد التفويض.
وطالب منتخبون بالمجلس الجماعي، مرارا، بالعمل على تقليص ميزانية صيانة المناطق الخضراء بطنجة، بعدما باتت تستنزف ميزانية الجماعة، وذلك من ثمانية ملايير سنويا إلى حدود ملياري سنتيم فقط، في ظل تسجيل اختلالات بهذا القطاع وتراجع غير مسبوق للمساحات الخضراء بالمدينة.
وأشار المنتخبون إلى أن الجماعة سبق أن توصلت بتنبيهات من موظفين سابقين بالقطاع نفسه، مؤكدين أن هذه الأموال يستوجب تحويلها لقطاعات أخرى بحاجة إليها، بدل ضياعها بشكل سنوي، خاصة وأنه تبين أن الشركة المعنية تلجأ إلى عمال موسميين وغير قارين في مقابل ميزانية ضخمة لا توازي أتعاب هؤلاء.
ورفع المجلس، أخيرا، من قيمة تمويل مصاريف صيانة المناطق الخضراء بطنجة، بفارق مالي يقدر بـ400 مليون سنتيم، رغم الاختلالات الكبيرة التي ترافق المشروع، ناهيك عن تراجع كبير لوتيرة سقي هذه المناطق والحفاظ عليها على غرار السنوات الماضية. ومن الاختلالات التي تم رصدها، أخيرا، ووضعت بشأنها تقارير أمام الجماعة، وجود تسربات في شبكة الصرف الصحي، منها بوسط المنطقة الخضراء المجاورة لمقهى الميناء قبالة «مارينا باي»، حيث تحمل المياه الشتوية الأتربة والمياه العادمة انطلاقا من موضع التسرب لتلقي بها على الطريق الرئيسي الذي امتلأ بالمستنقعات والأوساخ المتراكمة والروائح المنبعثة منها.





