
مصطفى عفيف
طالبت فعاليات جمعوية وحقوقية وسكان بأبي الجعد بتدخل المجلس الجماعي من أجل إنقاذ المساحات الخضراء التي طالها الإهمال، بعدما كانت المدينة تشتهر، إلى عهد قريب، بجمال طبيعتها وهدوئها، قبل أن تغدو هذه الفضاءات الخضراء والأشجار، التي تُعتبر متنفس المدينة ورمز حيويتها، في طريقها نحو الاندثار، وتحديداً في حي الداخلة لفرديات وبالقرب من بئر بطاح.
وعبرت الفعاليات نفسها عن استنكارها لصمت المجلس الجماعي إزاء الوضع الحالي لهذه الأشجار والنباتات، الذي أصبح يثير القلق، حيث تبدو في «طور الموت» دون أن تحظى بأي اهتمام أو رعاية. ولعل غياب أدنى مبادرة من قِبل عمال البستنة، أو أي جهة مسؤولة، جعل هذه المساحات الخضراء تواجه مصيرها المحتوم.
ومع تفاقم هذا الإهمال، في ظل غياب شبه تام للجنة البيئة والمساحات الخضراء، التي يفترض أن تكون الدرع الحامي لهذه الثروة الطبيعية، وفي ظل صمت هذه اللجنة أو عدم تدخلها تطرح العديد من التساؤلات حول فعالية دورها في حماية بيئة المدينة، من قبيل: «إلى متى ستستمر هذه المأساة البيئية دون تحرك؟».
ويأتي هذا الوضع نتيجة غياب عملية الصيانة من طرف المصالح المختصة وغياب دور المجلس الجماعي في عملية مراقبة وتتبع عملية صيانة الفضاءات الخضراء التي تحولت إلى أراض شبه قاحلة، وعوض تأثيث هذه الفضاءات بالأغراس والورود أصبحت عبارة عن حقول تغطيها الأعشاب الطفيلية والأشواك.
هذا ولم يقتصر إهمال الفضاءات الخضراء بمدينة أبي الجعد على الحديقة الرئيسة، إذ هناك فضاءات أخرى تحولت إلى ما يشبه مناطق مهجورة في غياب أي تدخل للمجلس الجماعي لإيجاد حلول ناجعة للمشاكل التي عمرت طويلا، إلى أن ضاقت صدور السكان الذين يقصدون هذه الفضاءات العمومية لقضاء أوقات من الراحة والاستمتاع بمناظرها، باستثناء بعض الإصلاحات الطفيفة التي طالت الحديقة الوحيدة بقلب المدينة دون غيرها.
وبحسب تصريحات لسكان بالمدينة، فإن الكثير من المساحات الخضراء والفضاءات العمومية، التي كانت توجد بها أشجار وأعشاب خضراء تعرف ازدهارا، تم إتلافها وتحولت إلى كتل من الأتربة في غياب دور الساهرين على تدبير الشأن المحلي ليعوَض العشب الأخضر بالإسمنت تحت يافطة إعادة تهيئة الفضاءات والساحات العمومية، فبدل أن يتم الاعتناء بها بتجديد العشب وغرس الأشجار الخضراء، عمد مدبرو المجلس الجماعي إلى تبني الخيار السهل والمربح، وهو تفويت الساحتين بالمدينة كمشروع نموذجي وإقبار المساحات الخضراء.





