شوف تشوف

الرئيسيةبانوراما

صفحات مستنسخة تسرق محتويات وهوية أخرى رسمية وتحقق رقم معاملات بآلاف الدراهم

حمزة سعود
صفحات مستنسخة على مواقع التواصل الاجتماعي تنتهك وتمس هوية أخرى رسمية.. البداية كانت مع صفحة «بوزبال» التي يعتمد المشرف عليها، محمد نصيب، على وصفات خاصة (يكشف عنها في هذا العدد) تساعده في توسيع قاعدة المشتركين والمعجبين.
تجارة بيع وشراء صفحات «الفايسبوك» تحقق رقم معاملات يصل إلى آلاف الدراهم، كما توصلت «الأخبار» لذلك انطلاقا من تجارب مجموعة من المشرفين، فيما تصنف الصفحات المستنسخة الخاصة بالأندية المغربية لكرة القدم ضمن أهم الصفحات الأكثر جذبا للمشتركين والمعجبين.
«الأخبار» تكشف عن تجارة تدر آلاف الدراهم على نشطاء وخلايا متخصصة في تطوير صفحات «الفيسبوك»، مستفيدة من محتويات صفحات أخرى.
تعتمد الصفحات المستنسخة المتخصصة في قرصنة محتويات نظيراتها على سرقة هوية نظيراتها الأصلية، من خلال الاعتماد على نفس الصور والتدوينات وتوهيم عدد من المتصفحين بجودة المحتويات المنشورة.. تطوير الصفحات المستنسخة يتم من خلال بعض التقنيات المتداولة أو عبر إثارة انتباه الزوار والمشتركين بمحتويات تحمل طابع الإثارة.

تجارة الصفحات المستنسخة.. رقم معاملات بآلاف الدراهم
تنشط صفحات على «الفيسبوك» في مجال سرقة محتويات شبيهاتها نظرا لسهولة العملية. أهمية ذلك تبرز في جمع عدد مهم من الزوار والمشتركين. المحتويات غالبا ما تتضمن تدوينات وأشرطة فيديو وروابط تعود لصفحات أصلية، بالإضافة إلى محتويات إضافية تحمل طابع الإثارة، تساهم في توسيع قاعدة المتابعين.
محمد نصيب، مبتكر شخصية «بوزبال»، أشار في حديث مع «الأخبار» إلى أن عشرات الصفحات المستنسخة على «الفايسبوك» تعتمد على سرقة وقرصنة المحتويات انطلاقا من الصفحات الرسمية التي يشرف على إدارتها، مضيفا: «في وقت سابق، كنت أنزعج بشدة من سرقة محتويات صفحتي الرسمية، لكن ألفت ذلك، بحكم صعوبة مراقبة كل الصفحات المستنسخة التي تسرق المحتويات».
وتستفيد مجموعة من الصفحات المستنسخة على «الفيسبوك» من قيمة وشهرة الصفحات الرسمية، بحيث يُمكنها ذلك من إيصال المحتويات إلى قاعدة أوسع من المتابعين والمشتركين، على اعتبار، وجود احتمال ولوج نسبة مهمة من الزوار إلى الصفحات المستنسخة والتفاعل مع محتوياتها عن طريق الخطأ. في حين، تبرز أهمية جلب نسب مهمة من الزوار والمشتركين، خلال عملية بيع وشراء الصفحة «الفيسبوكية»، إذ يكون لتفاعليتها دور مهم في عملية ترويجها.
ويعتمد عدد من «مدراء» الصفحات المستنسخة، الخاصة بالأندية المغربية لكرة القدم، على سرقة محتويات الصفحات الرسمية، من صور وتدوينات، وبالتالي ضمان تفاعلية الزوار والمتابعين مع المحتوى، في ما تعتمد صفحات مستنسخة أخرى على نشر محتويات إباحية تمس بسمعة الصفحات الرسمية.
في حديث مع «الأخبار»، أوضح مدير إحدى الصفحات «الفيسبوكية» المستنسخة الخاصة بإحدى الأندية المغربية، أن هدف الربح المادي كان وراء إنشائه للصفحات «الفيسبوكية»، مشيرا إلى أنه يحرص بشكل يومي ومستمر على تطويرها بالإضافة إلى اعتماد أساليب وتقنيات خاصة لجلب أكبر عدد من المشتركين والمتابعين.
رقم معاملات تجارة بيع وشراء الصفحات المستنسخة على «الفيسبوك»، يصل إلى آلاف الدراهم، حسب تصريحات لمهتمين بهذا المجال، بحيث تعتمد بعض المجموعات والخلايا المتخصصة على إنشاء عشرات الصفحات «الفيسبوكية» وترويجها خلال بضعة أسابيع.
وحسب بعض المشرفين فمردودية بيع صفحات «الفيسبوك» بالمغرب تجعل منها تجارة قائمة الذات، إذ تدر أرباحا بآلاف الدراهم على مجموعات تنشط في هذا المجال. على سبيل المثال، صفحة على «الفيسبوك» تضم أزيد من 100 ألف مشترك يتم ترويجها بثمن يتراوح بين ألف وثلاثة آلاف درهم وذلك حسب درجة تفاعلية المشتركين.
تطوير صفحة فيسبوكية مستنسخة قصد بيعها في ما بعد يتطلب بعض الأسابيع. بعد إنشائها بأيام يتم الاعتماد، حسب تصريحات أحد المشرفين، على جلب قاعدة من المشتركين والمتابعين، لضمان التفاعلية. بناء على محتويات تحمل طابع الإثارة، وحسب ما وقفت عليه «الأخبار»، فقبل بيع الصفحة يتم الاعتماد على تقنيات تمكن من الزيادة في عدد المشتركين.

أسابيع من التطوير والأهم مردودية مالية أكبر
عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لا تكتفي فقط باستنساخ هوية بعض الصفحات الأصلية، بل تستغل هويتها في الترويج لمنتوجات إشهارية في شكل من أشكال الإعلان والدعاية.
في حديث لـ«الأخبار» مع مسؤولين عن إدارة عدد من الصفحات «الفيسبوكية» بالمغرب، أوضحوا أن استنساخ صفحات مشابهة لأخرى أصلية، يساعد بشكل كبير في جلب عدد من الزوار والمشتركين، وكذلك المشاهدات إذا تعلق الأمر بمحتويات سمعية بصرية.
«لغاية ربحية، أستنسخ مجموعة من الصفحات المغربية الشهيرة على «الفيسبوك»، وأحاول جذب عدد مهم من المشتركين والمعجبين من خلال بعض التدوينات، وذلك لتسويقها في ما بعد مقابل أثمنة تحددها درجة تفاعليتها.. أتخذ من استنساخ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تجارة تدر أرباحا متفاوتة حسب طبيعة العرض والطلب»، حسب ما أفاد به «الأخبار» مدير لإحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يكشف من خلاله غايته الأساسية وراء استنساخ بعض أشهر الصفحات.
عدد من الصفحات المستنسخة على مواقع التواصل الاجتماعي باتت تنافس صفحات أصلية، بحكم صعوبة تمييز بعض مستعملي الأنترنت بين الصفحات الأصلية والمستنسخة. استنساخ صفحة فيسبوكية يتم بعد استهداف الصفحة الأصلية، ثم اعتماد أهم الصور والتدوينات وأشرطة الفيديو الواردة فيها بشكل يصعب من خلاله على المتصفح التمييز بين الصفحة الأصلية والمستنسخة.
حسب ما عاينته «الأخبار» لدى أحد المشرفين على إدارة صفحات إلكترونية مستنسخة خاصة بإحدى الأندية المغربية، فعملية جمع المعجبين والمشتركين تتطلب أسابيع من مشاركة الروابط الإلكترونية مع صفحات أخرى، فيما يتم الاعتماد على مواقع إلكترونية متخصصة في بيع الصفحات لترويجها في ظرف زمني وجيز.

عبد الحميد الإدريسي : إدارة المحتوى بالمغرب لم تلق بعد الاهتمام المطلوب
يرى عبد الحميد الإدريسي، مدير صفحات فيسبوكية، وتقني متخصص في الشبكات والمعلوميات، أن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب باتت تجارة تدر دخلا على مجموعة من المهتمين بهذا المجال.
وأشار الإدريسي إلى أن الصفحات «الفيسبوكية» نوعان، الأولى إعلامية وإخبارية، تهتم فقط بإيصال المعلومة سواء كانت إعلانية أو إشهارية أو غير ذلك، فيما تعتمد الثانية على قيمة النقرة ومردوديتها، مضيفا: «مجال «إدارة المحتوى» بالمغرب لم يحظ بعد بالاهتمام المطلوب. مهام «مدير محتوى» خاضعة لمنطق تجاري بحيث يبرز دوره في الترويج لمنتوج معين بطريقة إشهارية اعتمادا على مواقع التواصل الاجتماعي. «إدارة المحتوى» في المغرب لا تزال خاضعة لمنطق ملئ الفراغ بالمحتويات..».
ومن خلال تجربته المهنية في مجال إدارة المحتوى، أوضح الإدريسي أن زيادة عدد النقرات وتحسين ترتيب المواقع الإلكترونية، قد يتم بالاعتماد على محتويات منقولة أو مسيئة، معتبرا أن المعايير المهنية لمهام «مدير محتوى» بالمغرب مازالت منعدمة نسبيا، بحكم اعتمادها فقط على جلب أكبر عدد من النقرات لمراكمة أكبر قدر من الأرباح.
واعتبر الإدريسي أن الصفحات المستنسخة، تساهم بطريقة غير مباشرة في الترويج للصفحات الأصلية وضمان إشهارها بشكل أكبر ما يساهم في توسيع قاعدة الزوار والمشتركين، مشيرا إلى أن الصفحات المستنسخة لم تعد تشكل مصدر قلق لمدراء الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بحكم اعتمادها على الترويج لهوية ومحتويات الصفحات الرسمية.
وأوضح التقني المتخصص في الشبكات والمعلوميات أن تجارة بيع وشراء الصفحات على «الفيسبوك» تلقى إقبالا واسعا من طرف العديد من مستعملي الأنترنيت بالمغرب وخاصة بعض المشرفين على الصفحات «الفيسبوكية»، بحكم مردوديتها المادية المهمة.

محمد نصيب: «سرقة المحتويات من الصفحات الرسمية تؤثر سلبا على إنتاج حلقات جديدة»

يرى محمد نصيب، مبتكر شخصية «بوزبال»، أن سرقة محتويات صفحاته الرسمية تؤثر سلبا على إنتاج حلقات جديدة، مشيرا إلى أنه يحرص باستمرار على إبراز مميزات صفحاته الرسمية عن باقي الصفحات المستنسخة.
وأوضح نصيب أن أهم العراقيل التي يواجهها، مرتبط بسرقة الحلقات التي يحرص على إنتاجها، وإعادة رفعها من طرف بعض الـ»يوتيوبرز»، على قنوات أخرى في اليوتيوب، ما يمكن هؤلاء من الاستفادة من نسبة هامة من الأرباح. وأشار نصيب إلى أن سرقة المحتويات من صفحات «الفيسبوك» تكتسي أهمية أقل من سرقتها على «اليوتيوب» بحكم مردودية عدد المشاهدات، مضيفا: «إدارة اليوتيوب تتعامل بشكل زجري مع حالات سرقة الفيديوهات، فبعد التبليغ عن سرقة محتويات معينة، يتم التعامل بجدية مع الموضوع، عكس الإجراءات المعقدة المتخذة من طرف إدارة «فيسبوك»«. وأضاف نصيب: «عوض مراقبة الصفحات «الفيسبوك»ية المُستنسِخة لشخصية «بوزبال»، أحاول تطوير جودة ومحتوى الحلقات.. خلال بداياتي في هذا المجال لم أستسغ سرقة المحتويات من الصفحة الرسمية، لكن مع مرور الوقت ألفت ذلك.. المتصفح يمكنه التمييز بين الصفحات المستنسخة والرسمية من خلال بعض المؤشرات». وبخصوص الوصفة المعتمدة في نجاح شخصية «بوزبال»، أوضح نصيب أن التميز أساس النجاح في «الويب»، في ظل احترام تام لذكاء المتلقي، وكذلك ضرورة الحرص على العمل الجاد وتقديم محتويات مميزة ذات قيمة. وأشار نصيب إلى التقنيات المعتمدة في توسيع قاعدة المتلقين، والتي تعتمد بالأساس على شراء الصفحات المزورة والمستنسخة، مبرزا أن ذلك لا يساعد في تحديد هوية «اليوتيوبر» أو تمييزه عن الآخرين.
وأكد نصيب أن أساسيات النجاح في «الويب» تبرز في الاشتغال باستمرار على تطوير الفكرة، والعمل على تجديد المحتوى بطرق مبتكرة، وعدم السقوط في خانة النمطية.
وبخصوص المردودية المادية في «اليوتيوب»، أشار نصيب إلى أن الأرباح في هذا المجال خاضعة لبعض التقلبات، بحيث قد تتراوح الأرباح الشهرية عن كل مليون مشاهدة بين ألفي درهم و7 آلاف درهم. وأمام وفرة المحتوى، أقر نصيب بصعوبة الوصول إلى نسب مشاهدة عالية، رغم المجهودات المبذولة من طرف الطاقم المشرف على الصفحات الرسمية، في مشاركة المحتويات على نطاق واسع، معتبرا أن ذلك يقف عائقا أمام التطوير والإبداع.
ورحب نصيب بفكرة إقامة تجمع أو «مجموعة عمل» بين مختلف الـ»بودكاسترز» والـ«يوتيوبرز» المغاربة، مبرزا أن بعض الصعوبة التواصلية واللوجيستيكية تقف عائقا أمام هذا النوع من المبادرات بالمغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى