شوف تشوف

الرئيسيةمجتمعمدن

طمس المعلمة التاريخية لساحة الشهداء يؤجج غضب القنيطريين

القنيطرة: المهدي الجواهري

استقبل سكان القنيطرة طمس والإجهاز على معلمة ساحة الشهداء، التي تؤرخ لاستشهاد رجال المقاومة والوطنيين بالمدينة بغضب واستياء، نظرا لما تشكله هذه الساحة القديمة في ذاكرة القنيطريين ورجال المقاومة إبان الفترة الاستعمارية، حيث تم إنشاء مجسم بحي الشهداء توجد به ساحة عمومية عبارة عن فضاء أخضر تمت المحافظة عليه منذ سنوات طويلة، بالنظر إلى أنه يؤرخ لرجال المقاومة والشهداء الأبطال.
المجلس الجماعي استعان بجرافة تناقلتها عدسات المصورين الصحافيين ونشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، وأثارت العملية التي يسوق لها المجلس البلدي بأنها تأتي في إطار إعادة تهيئة ساحة الشهداء ضجة وسط القنيطريين، فيما لم تكن هناك أية يافطة بعين المكان تحدد طبيعة المشروع الذي يسعى المجلس إلى إنجازه.
وأكدت المصادر أن شبهات تحوم حول إعادة تهيئة هذه الساحة، نظرا لوجودها بالقرب من سوق تجاري منجز حديثا، والذي سيستفيد منه صاحب المشروع، بتوسعة الفضاء الموجود أمامه بسبب ضيق الشارع الموجود أمام «المول».
واعتبر فاعل جمعوي في حديثه لـ«الأخبار» أن المعالم الخاصة والتسميات والرموز يجب أن يكون بشأنها تعامل خاص، وتدبيرها ينبغي أن يتم بطريقة استثنائية، وقد خصها التشريع بنصوص لأنها تمثل الذاكرة الجماعية والتاريخية والرمزية، وهو ما يتطلب إشراك مختلف المتدخلين كل من دائرة اختصاصه، مثل الوكالة الحضرية ومصالح وزارة الثقافة وممثلي المقاومة، لأنها ارتبطت بالشهداء والوطنيين، حيث ما زالت بعض الشخصيات التي عاشت أحداث ومشاهد مقاومة الاستعمار وغيرها، ومنهم أبناء المقاومين والشهداء القاطنين بجانبها، موضحا أنه يجب استحضار كل هذه الأبعاد عند تأهيل وتهيئة ساحة الشهداء.
وأضاف المتحدث نفسه أن طمس هذه المعلمة يضرب في العمق شعار الديمقراطية التشاركية، ويجب على أي مشروع غير مندرج في برنامج عمل الجماعة أن يتم إيقافه.
واعتبر الأستاذ الباحث صدقي البطبوطي أن اسم ساحة الشهداء يدل عليها، حيث إنها مرتبطة بتضحيات الشهداء الذين سقطوا في هذا المكان، وأنها مرتبطة كذلك بمظاهرة ضد الاستعمار وسقط على إثرها في هذا الفضاء مجموعة من الشهداء من طرف المستعمر، وأن هذا الرمز والذاكرة يجب المحافظة عليه ولا يجب أن يطمس، وأن كل شبر بساحة الشهداء يشهد على هذا التاريخ من رجال المقاومة بالقنيطرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى