شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسية

عندما يفضي العداء إلى الجنون

إنه لأمر طبيعي أن يقود التوتر بين دولتين إلى أزمة ديبلوماسية طبيعية بردود فعل عادية، إلا أن هناك شكلا مرضيا لهذا الصراع الديبلوماسي، الذي ظهر مع «كابرانات» النظام الجزائري. فلا يمر خطاب أو لقاء صحفي لرئيس الجمهورية الجزائرية، أو قائد جيشها، إلا وذكرا المغرب بسوء أو اتهماه بالباطل، أو وضعه أحدهما في مقارنة مخلة ومضللة، حتى أن النظام الجزائري أصبح مصابا بمتلازمة الهوس العدائي، الذي يقود رموزه حتما إلى الجنون.

إن ما وصلت إليه مؤسسات الجزائر من منزلقات لا أخلاقية تجاه المؤسسات والرموز الوطنية المغربية، لم يسبق له مثيل في تاريخ الصراع المفتعل، فطيلة أربعة عقود من التوتر والتقارب، كان رؤساء الجزائر على الأقل يظهرون بعض المروءة في تعاملهم مع المؤسسة الملكية والمؤسسات الوطنية، لكن اليوم وجدنا أنفسنا في مواجهة جيل متحور وأجلف الطباع، لا يملك أي ذرة من الأخلاق.

وبدون شك فإن هذه الطباع حولت رئيس الجارة الشرقية إلى أضحوكة بين الأمم ومادة للسخرية، يتسلون بخطاباته وحركاته البهلوانية. والحقيقة أن السخرية وحدها التي أصبحت قادرة على أن تنال من تبون وتفضح كذبه وتهتك ستره، وتبرز خيبته وضعفه الكامن، حتى وهو يحاول أن يظهر عظمة متوهمة.

لقد كان رئيس الجزائر يتمنى أن تبادله المؤسسات السيادية المغربية بنفس ما يقوم به من حركات بهلوانية، لذلك قرر أن يواصل استفزازاته وألا يتوقف، إلى حين نيل شرف اللعب في الوحل، لكنه لا يعلم أن الدولة المغربية وأعلى سلطة فيها مقيدة بثقل شرعيات دينية وتاريخية وقومية، تمنعها من النزول إلى مستويات أمثال تبون، أو حتى التفكير في جعله طرفا يستحق الرد عليه. فمهما ارتكب رموز نظام الكابرانات من حماقات فإن المغرب لن ينجر إلى المستنقعات، وهو وحده من يحدد رقعة الصراع وزمنه وأدواته، التي تتماشى مع تاريخنا وحضارتنا.

نحن نعلم أن زمن نهاية عبد المجيد تبون، وولي نعمته السعيد شنقريحة، قد اقترب على يد شعبه، بسبب الوصول إلى النفق المسدود، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لذلك فرموز النظام العسكري يرقصون رقصة الديك المذبوح بسلاح التجاهل واللامبالاة من المغرب، والأكيد أن المغرب لن يمنحهم طوق نجاة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى