شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

غضب مني المعطي بوعبيد بعد أن رخصت لنجم الرجاء بيتشو بالانضمام لفريق الوداد

عبد الواحد معاش (رئيس الرجاء البيضاوي سابقا):

قمت بتسريح اللاعب بيتشو أمام استغراب الجميع، ما السر في هذا القرار؟

مقالات ذات صلة

مصطفى شكري، الملقب بـ«بيتشو»، كان إنسانا متمرد الطبع رافضا لكل الأوضاع. كان يعيش مع جدته ولا يجالس إلا قلة من الناس على غرار بينيني، الذي تربطه به علاقة عائلية، وأنا طبعا، الذي كنت أتعامل معه كأب، لكنه جاءني مرة إلى مكتبي وهو في حالة غضب وقال لي بالحرف: «عطيوني وراقي باغي نمشي فحالي»، حاولت أن أنصت إليه لكنه كان مصرا على قراره، قلت له: «طيب لا مانع عندي والرجاء لها خزان من اللاعبين». تبين لي أنه غاضب من بعض الشتائم التي صدرت من فئة من الجماهير، وفي نهاية حوارنا سلمت له الترخيص وانتقل إلى الوداد.

قرار كهذا سيثير جدلا في الأوساط الرجاوية، خاصة وأنك لم تستشر أحدا على حد قول المعطي بوعبيد الذي تفاجأ للقرار..

قلت لك أسباب النزول، لأنه لا يمكن للاعب أن يكون أقوى من الرجاء مهما كانت مكانته، وحين سلمت بيتشو رخصة الانفصال لم أشترط عليه عدم اللعب للوداد أو أي فريق آخر، قلت له أنت حر والرجاء يستغني عنك ما دمت ترفض حمل قميصه. فعلا اتصل بي المعطي بوعبيد وقال لي بنبرة ثائرة وغير لبقة: «شكون هاد «البشر» اللي رخص لبيتشو بمغادرة الرجاء صوب الوداد»؟ فقلت له ببرودة أعصاب: «أنا صاحب القرار وأتحمل مسؤوليتي كاملة فيه»، وأكدت له ولكثير من الرجاويين أن الرجاء تملك الخلف.

من كان الخلف؟

الخلف هو لاعب واعد اسمه إبراهيم فلاحي وكان يناديه مدرب الرجاء، ماندرو الروماني، باسم «فلاي» فاشتهر بهذا اللقب. كنت أضع هذا اللاعب نصب عيني وأجزم بأنه سيكون خير خلف لبيتشو في الرجاء. جاء به إلى الرجاء المدرب السراج وكان يلعب في فريق بحي درب بن جدية، وعمره آنذاك 18 سنة. أعتقد في سنة 1976 لعب لفئة الشبان ثم صعد للكبار، وبالرغم من وجود أسماء كبيرة في وسط الميدان من قبيل بيتشو وحمزة، وباحيم وبينيني إلا أن فلاحي حجز لنفسه مكانة وأصبح أساسيا، بل ولعب نهائي كأس العرش سنة 1977 ضد الدفاع الحسني الجديدي وساهم في إحراز اللقب. هذا الفتى كنت على يقين بأنه سيكون خليفة بيتشو في الملاعب، وكان حمان يصر على أن فلاي هو نسخة من بيتشو، بدليل أن المدرب كليزو ضمه للمنتخب المغربي وكان في كرسي الاحتياط خلال المباراة التي جمعت منتخبنا بنظيره الجزائري في الدار البيضاء سنة 1979، بل وظل حاضرا في المنتخب إلى أن توفي في حادث مأساوي إذ سقط من شرفة البيت. تصور أن الأقدار شاءت أن يلقى بيتشو وخليفته فلاي حتفهما في السنة نفسها تقريبا، مات بيتشو وأعقبه فلاي بعد ثمانية أشهر وفي ظروف غامضة. أذكر أنني تدخلت، رفقة المعطي بوعبيد وعبد اللطيف السملالي، لإطلاق سراح اللاعب عبد اللطيف بكار الذي كان حاضرا ليلة الحادث، وهو أيضا سيموت في ظروف غامضة في انفجار دار إسبانيا.

ألم تندم على تفويت لاعب كبير اسمه بيتشو بتلك السهولة؟

ليس بيتشو اللاعب الوحيد الذي سلمته أوراقه، فقد جاءني امحمد فاخر يوما إلى مكتبي وطلب مني تسليمه أوراقه، لأن المدرب تاشكوف وضعه على كرسي البدلاء، وكان فاخر من أذكى اللاعبين وأكثرهم غيرة على القميص، بل ومن العناصر التي تمقت صفة الاحتياطي، قلت له ببساطة لا مانع وطلبت منه الانتظار دقائق معدودة، فكانت تلك اللحظة نهاية علاقته مع الرجاء، حيث اختار إنهاء مساره في فريق الراك.

لكن حين ظهر بيتشو مع الوداد في مباراة ديربي، وأصر على تسجيل ضربة جزاء في مرمى فريقه الأصلي الرجاء، اعتبر إصراره ردا عليك..

ردا علي لأنني سلمته أوراقه، لا أعتقد، لكن سلوكه أغضب الرجاويين، فلازالت المباراة التي جمعت بين الوداد والرجاء، خلال إياب الموسم الرياضي 1978/1979، راسخة في أذهان جماهير الغريمين، سواء الذين عاشوا الحدث ميدانيا أو الذين سمعوا عنه. ففي لحظة إعلان الحكم عن ضربة جزاء للوداد وطرد فوري لحارس الرجاء مخلص، توقفت المباراة ودار لغط كبير حول سلامة قرار الحكم الذي ظل واقفا في نقطة الجزاء، ولأن الرجاء كان استنفد التغييرين المعتمدين في تلك الفترة. الجمهور الرجاوي، الذي كان حاضرا حينها في ملعب الأب جيكو، ظل يطالب لاعبيه بالمغادرة، ليس احتجاجا على ضربة الجزاء، بل تنديدا بإصرار لاعبه السابق مصطفى شكري، على تسديد الضربة، إذ كان يجلس على الكرة في نقطة الجزاء وهو ينتظر حارسا للمرمى الشاغر. وهو موقف وصف بالاستفزازي من لاعب لم يستسغ الجمهور انتقاله إلى الوداد.

هل كانت لك معارك مع الوداد البيضاوي؟

خلال فترة رئاستي للرجاء البيضاوي كان الصراع بيننا على أرض الميدان، وكنا خارج الملعب أحبابا. الفوز بالنسبة لنا هو حين نتفوق على الوداديين في المداخيل، في زمن كنا نعول على الجمهور رأسمالا ومستشهرا ومدعما. الحمد لله المنافسة كانت شريفة، بدليل أنني سلمت أفضل لاعب جادت به الرجاء للوداد دون تحفظ، الآن إذا تسلم لاعب من الرجاء أو الوداد أوراقه فإنه يلتزم بعدم الالتحاق بالغريم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى