
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مقاطع فيديو، تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، عن مشاهد صادمة لنهب الرمال بشاطئ الغابة الدبلوماسية ضواحي طنجة، حيث تظهر شاحنات وسيارات نقل وهي تقوم بتحميل كميات كبيرة من الرمال في وضح النهار، دون أدنى حرج من المراقبة أو المساءلة.
الصور التي التقطها مواطنون أثارت موجة غضب واسعة وسط الرأي العام المحلي، معتبرين أن ما يجري يدخل في إطار نشاط “مافيا الرمال”، التي تواصل استنزاف الثروة الشاطئية بالمنطقة، رغم ما يمثله ذلك من تهديد خطير للتوازن البيئي وللمساحات الساحلية.
وقالت مصادر مطلعة إن استمرار هذه الممارسات من شأنها أن تسرّع وتيرة تآكل الشواطئ، وتدمير الغطاء الطبيعي الذي يشكل حاجزاً طبيعياً ضد المد البحري، في حين وجهت مطالب للوالي يونس التازي لمطالبته بالتدخل لوقف هذا النزيف.
وفي السياق نفسه، وجه أرباب وسائقو الشاحنات الصغرى والكبرى بجهة طنجة تطوان، مراسلة لمصالح وزارة الداخلية بفعل تفاقم الظاهرة بشواطئ المنطقة، مؤكدين أن هذه الممارسات غير القانونية تهدد استقرار قطاع نقل الرمال ومواد البناء، وتنعكس سلبا على آلاف الأسر التي تعتمد على هذا النشاط كمورد رئيسي للعيش. وقال المهنيون إن عمليات استخراج الرمال غير المرخصة مازالت مستمرة بشكل متواصل، خصوصا من منطقتي هوارة والجبيلة، رغم قرار إغلاق مقالع هوارة وسيدي عبد الرحيم بصفة نهائية حماية للبيئة والسواحل.
وشدد المهنيون في المراسلة على أن اتفاقية سابقة بين المكتب النقابي الجهوي لنقابة أرباب وسائقي الشاحنات وتعاونية العرائش لنقل الرمال، ساهمت في تنظيم القطاع وضمان تزويد مدن طنجة وتطوان وأصيلة بالرمال من مقالع مرخصة، وهو ما أتاح لعشرات الشاحنات الاستفادة من إطار قانوني واضح، خفف من مشاكل اجتماعية ومهنية كبيرة في السابق.
ونبه المهنيون إلى أن استمرار شحن كميات كبيرة من الرمال المسروقة، ليلا ونهارا، على متن شاحنات كبيرة دون أي مراقبة أو تفتيش، يتسبب في خسائر مالية جسيمة للمقاولات القانونية، ويهدد بشكل مباشر آلاف فرص الشغل.
ومن جهتهم، يطالب نشطاء جمعويون وسكان محليون بـتدخل عاجل وحازم من السلطات لوقف هذا النزيف البيئي، وفتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات، مؤكدين أن الظاهرة لم تعد خفية، بل باتت تُمارَس أمام أنظار الزوار والمصطافين.





