حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرثقافة وفن

في روايات العناوين المرقّمة

 

 

إعداد وتقديم: سعيد الباز

 

لم يعد يُنظر اليوم إلى العنوان، في الأعمال الأدبية عموما والروائية خصوصا، بوصفه مجرّد جزء من كلٍّ مقابل النص الأدبي. بذلك امتلك العنوان حيّزا مهما من اهتمام الدراسات النقدية الحديثة، من حيث أشكاله المختلفة ووظائفه التعبيرية والجمالية، وبالتالي اعتباره نصا مصغّرا، مهما تنوعت صيغه، يحمل في ذاته كلّ مقوماته الخاصة المتعددة ما بين الإيجاز والطول أو العنوان الرئيسي والفرعي والعنوان المختصر في حرف أو العنوان الرقمي.

 

 

عبد المجيد سباطة.. الملف 42

رواية «الملف 42»، للكاتب الروائي المغربي عبد المجيد سباطة، تتخذ مسار تحقيق روائي يحيلُ عليه عنوان الرواية، ويعود بنا إلى مراحل تاريخية سابقة من التاريخ المغربي الحديث، وتنتمي إلى أكثر من جنس أدبي وأسلوب سردي ما بين الرواية البوليسية والرواية التاريخية:

«الأربعاء 6 نوفمبر 2019

بين محطة القطار وتجزئة المكينسية –سلا:

لا فرق عندي بين الكاتب ولاعب الشطرنج، كلاهما يخوض معركة عقلية عنيفة ضد غريمه، وعلى رقعة تتّسع مساحتها الصغيرة المخادعة لتشمل العالم بأسره!

ولأنّ حسابات الربح والخسارة في لعبتي الشطرنج والكتابة نسبية ولا تخضع لأيّ منطق، فقد وجدتني مجبرا على رفع الراية البيضاء عوض مواصلة القتال في معركة اجتمعت كلّ الظروف لتقودني إلى خسارتها، وإن احتميتُ لبعض الوقت بعبارة مضحكة يلجأ إليها كلّ المهزومين: الانسحاب التكتيكي…

لكنني لستُ رجل سياسة يكذب على جماهيره لإخفاء الحقيقة، أنا كاتب يكذب ليكشف لقرائه الحقيقة!

ولا مناص هنا من توقيع صكّ الاعتراف بها، وإن كانت إقرارا صريحا مني بالاستسلام. أنا عاجز عن إتمام مشروع رواية بدأتُ كتابتها يوم الاثنين 1 أبريل 2019، ما يعني –إذا نزعتُ ثوب الكاتب وارتديتُ ثوب المهندس المدني الذي خلعته منذ سنوات لأنه لا يناسب مقاساتي- انهيار بناء بذلتُ كلّ ما في وسعي لتقوية أساساته واحترام الجدول الزمني لتقدّم أشغاله.

انهار البناء مخلّفا تحت أنقاضه ضحية واحدة فقط: أنا!

سوء تخطيط؟ نقص في التمويل؟ أم أنّ التربة غير صالحة للبناء أصلا؟

كل ما أستطيع الجزم به هو أنني وقعتُ فريسة غرور مقيت أوهمني بأنني سيّد كلماتي، وثقة خرقاء زيّنت لي قدرتي على الإمساك بخيوط الحبكة ومتابعة تطور شخصيات كبّلتها بقيود تتحكم في حركتها بما يوافق رغبتي أنا، ففاجأتني بتحالفها سرّا في ما بينها لتحطيم أغلالها وإشعال ثورة شعارها الأوحد: نحن نملك الحق في تقرير مصائرنا بأنفسنا…

انهارت هدنة أعلنت عنها من طرف واحد، وفشلت محادثات سلام دعوتُ إليها باقي الأطراف الرافضة لأيّ شكل من أشكال الحوار السلمي، فلم يعد هنالك بدّ من المواجهة المباشرة والحاسمة.

لكن الكثرة تغلبُ الشجاعة، ولا قدرة لقلم أعزل على مواجهة حصار كائنات ورقية قررت مواصلة ثورتها حتى النهاية، محمّلة إياه مسؤولية التلاعب بماضيها وحاضرها ومستقبلها.

دفعني تعنّتها إلى التهديد بإصدار حكم إعدام نهائي لا يقبل النقض، أنقل بموجبه ملفّ مسوّدة الرواية غير المكتملة بعوالمها وشخصياتها وأحداثها إلى سلّة مهملات الحاسوب، وبضغطة زرّ واحدة.

كان الجواب واضحا وصريحا: إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابدّ أن يستجيب القدر!

واستجاب القدر، لكن بطريقته الخاصة…

محطة القطار شبه فارغة، شاشة هاتف محمول تُشير ساعتها إلى التاسعة وأربع وعشرين دقيقة ليلا، وأمطار عاصفية قوية يستحيل معها الوصول إلى المنزل سيرا على الأقدام، رغم القصر النسبي للمسافة بين المحطة وتجزئة المكينيسية.

وأنا متعب جدا، ولا حاجة لي بالمرآة حتّى أُصدم بشحوب وجهي وسواد الهالات حول عيني وبروز عظام وجنتي، بعد مرور أسابيع طويلة قلّت فيها ساعات نومي وامتلأت خلالها مذكرتي الصغيرة بالخطوط والأسهم والملاحظات والجمل والكلمات غير المفهومة، حتى يخيل لمن يطّلع عليها خلسة أنها دفتر خربشات أطفال، دون أن يمكّنني ذلك من العثور على القطعة الناقصة، بما يسمح لي بإضافة سطر واحد إلى ملف المسودة غير المكتملة في حاسوبي المحمول».

 

خالد حسيني.. ألف شمس مشرقة

خالد حسيني من أبرز الكتاب الأفغان المعاصرين، كثيرا ما تصدرت رواياته قائمة الكتب الأكثر مبيعا مثل رواية «ألف شمس مشرقة». تقول عنه الصحافة الأمريكية: «النثر عند حسيني في ألف شمس مشرقة يستطيع صعق القارئ بصوره القوية المطاردة… رواية تترك القارئ متعجبا كيف يستطيع هذا القاص المذهل مرة ثانية أن يحول الأحداث التاريخية في بلد محاصر إلى دراما شخصية عميقة… لا تنسى». نقرأ في الرواية… «الحقيقة، مع جليل، لم تشعر مريم على الإطلاق بأنّها ابنة حرام. لساعة أو ساعتين من كل خميس، عندما يأتي ليراها، تأتي كل الابتسامات وكل الهدايا والتدليل، وتشعر مريم أنّها تستحق كلّ الجمال والسخاء الذي تمنحها لها الحياة، ولهذا كانت مريم تحب جليل، حتى لو شاركته هذا الحب مع الآخرين. كان جليل من أغنى أغنياء «هيرات» ولديه ثلاث زوجات وتسعة أولاد شرعيين، كلهم غرباء بالنسبة لمريم. فضلا عن أنه يمتلك سينما، لم تكن مريم قد رأتها من قبل. لكنه، وبسبب إصرارها، وصف لها السينما. لذلك فإنها تعلم أنّ واجهة السينما مصنوعة من قرميد أزرق وبرونزي، وهناك شرفات خاصة، وعوارض خشبية مثبتة على السقف، أبواب تفتح من الجهتين تؤدي إلى صالة حيث إعلانات الأفلام الهندية مغلفة بزجاج شفاف… وفي أيام الاثنين «يحصل الأولاد على مثلجات بالمجان في جناح التنزيلات» ابتسمت أمها (نانا) برزانة عندما قال ذلك، وانتظرت حتى غادر قبل أن تقرقر وتقول: «الأطفال الغرباء يحصلون على المثلجات، على ماذا حصلت يا مريم؟ أقاويل عن المثلجات!

بالإضافة إلى السينما كان جليل يمتلك أرضا في (كاروك) وأرضا في (فرح) وثلاثة متاجر للسجاد، ومحلا للألبسة، وسيارة بويك سوداء موديل 1956 (كاسحة الطريق). كان من أهم رجالات (هيرات) ذوي النفوذ، فقد كان صديقا للمحافظ. كانت (نانا) إحدى مدبرات المنزل، حتّى انتفخ بطنها، عندما حدث ذلك، امتص اللهاث الغاضب لعائلة جليل الهواء من هيرات… طالبت الزوجات برميها خارجا!

في حين كان والد نانا يعمل في قطع الحجارة في قرية قريبة من (غول دامان) عندما عرف بالأمر تبرأ منها واحتقرها، جمع أشياءه وغادر بالباص إلى إيران، ولم يُر أو يُسمع عنه شيء مرة أخرى. قالت نانا في صباح باكر، عندما كانت تطعم الدجاج خارج المنزل: «أحيانا أتمنى لو كان أبي لديه الجرأة ليشحذ أحد سكاكينه، والقيام بـ(أشرف عمل)… ربما كان أفضل لي»… أخذت كوبا آخر من الحبوب، ثم توقفت ونظرت إلى مريم: «ربما ذلك أفضل لك أيضا… كان ليجنبك حزنك لمعرفتك من تكونين… ولكنه كان جبانا، لم يمتلك جرأة القلب للقيام بذلك». حتّى جليل لم يكن يمتلك الجرأة للقيام بعمل نبيل، قالت نانا، والوقوف في وجه عائلته، زوجاته وأنسبائه، وتحمل مسؤولية ما قام به… بدلا من ذلك، وخلف أبواب مغلقة، بوشر بصفقة لحفظ ماء الوجه. في اليوم التالي أمرها بجمع أشيائها القليلة من غرفة الخدم حيث كانت تعيش آنذاك… وأبعدها.

نظرت إلى مريم وقالت: «هل تعرفين ما أخبر به زوجاته ليدافع عن نفسه؟ قال لهن إنني عرضت نفسي عليه… وإنها كانت غلطتي… ابنتي، أترين؟ هذا ما يعنيه أن تكوني امرأة في هذا العالم». وضعت نانا الوعاء من يدها، ورفعت ذقن مريم بأصبعها «انظري إليّ يا مريم»… ورغما عنها رفعت مريم نظرها… قالت نانا: «تعلّمي هذا الآن وتعلّميه جيدا يا ابنتي… كما إبرة البوصلة تشير إلى الشمال… فإن إصبع الرجل يجد دائما امرأة ليتهمها… تذكري ذلك يا مريم!».

 

أمير تاج السرّ.. إيبولا 76

أمير تاج السر،ّ طبيب وروائي سوداني أصدر العديد من الروايات التي حازت على الكثير من التقدير وحظيت أكثر من مرة برتب مهمة في القوائم القصيرة في العديد من الجوائز العربية. كان أسبق عربيا إلى التطرق إلى موضوع وباء إيبولا حيث صور لنا كيف نقل لويس نوا، عامل النسيج، من جنوب السودان الفيروس من كينشاسا في الكونغو إلى بلدته أنزارا في جنوب السودان، ملقيا الضوء على الحياة الإفريقية وهمومها الإنسانية والوجودية.

تنطلق الرواية من تنبيه أساسي إلى الفصل بين الواقعي والمتخيّل في الرواية: «في شهر غشت عام 1976، ضرب فيروس إيبولا القاتل، الذي يسبّب الحمّى النزيفية، مناطق عديدة من جمهورية الكونغو كينشاسا، ومنطقة أنزارا الحدودية، في جنوب السودان، وقيل إنّ عاملا بسيطا في مصنع للنسيج، هو الذي جلبه. هذه ليست قصة عامل النسيج، ولا غيره من الشخوص الذين وردوا في هذا النصّ، ولكنّها محض خيال بحت، لا علاقة له بالحقيقة مطلقا. حتّى ما ذكر عن التمرّد والحرب الأهلية، ليس صحيحا، ولا يجب أن يُحال إلى تواريخ حقيقية».

من أجواء الرواية يمكن أن نقرأ:

«… كانت الحمى في أعلى درجاتها، رغم القيء لم تكن رغبة، لكنها قيء حقيقي، فيه مرارة ودم، النزف على أماكن متعددة في يديه وقدميه، لا يحتاج إلى تدقيق لرؤيته، ألم الركبتين شلّ القدرة على المشي، وبين حين وآخر، تأتي رعدة كبيرة، أو يغيب العقل عن الحضور. اللوحة التي تركض في الشوارع لم تكن غريبة ولا لفتت أعين المارة كثيرا، وقد اعتاد الناس في أنزارا، وكثير من مدن الجنوب، مثل تلك اللوحات التي يرسمها المرض وتلوّنها ريشات الحياة الخشنة، شخص محمول على السواعد في لحظة ضعف، امرأة تلد طفلها، وترضعه في المسافة بين بيتها والمستشفى، وفي إحدى السنوات، حين انتشر مرض الهستيريا بين النساء، وأصاب حتّى زوجات سلاطين القبائل وبناتهم، ومعلمات المدارس الابتدائية، وماشطات الشعر، وكثير من الأوروبيات المقيمات في أنزارا…

الآن اللوحة التي تركض في الشوارع حاملة لويس نوا، لوحة مأساوية بلا شك، ليس لأنّها لوحة محتضر ربّما يصل وربما لا يصل، ولكن لأنّ إيبولا الرهيب كان يلونها بنزق وشهوة، كل من كان في داخل اللوحة ميت لا محالة. كان الكيني أوقيانو، الذي أصيب البارحة فقط، مازال متوهجا، يتناسل الفيروس في دمه العجوز بضجة كبيرة، ولا يحسّ بتلك الضجة، وبصوته العصبي الذي حرمه من منصب رئيس عمال يستحقه، كان يصيح، يأمر حاملي المريض أن يسرعوا: أسرعوا… أسرعوا… يردّد باقتناع تام، أنّه رجل العام في المدينة، وينبغي إنقاذه بأيّ طريقة، وكانوا مسرعين بالفعل، لا يلتفتون للهاثهم، ولا يعيرون أدنى اهتمام لتلك الحجارة التي شققت أصابع بعضهم، ومن ملصقات الدعاية المشوّهة بفعل العبث، والموجودة في كلّ شارع… أكيد أنّ المدينة لم تكن خالية من العربات، هناك عربات بالفعل، عربات حكومية وغير حكومية، يملكها أفراد، لكن لم تكن لدى أيّ سائق شاهد تلك اللوحة…».

 

قسطنطين جيورجيو.. الساعة 25

رواية «الساعة 25»، للروائي الروماني قسطنطين جيورجيو، رواية اختلال الزمن والبحث في المصير الإنساني عبر أزمنة القهر والاضطهاد تحت رحمة التقنية والبيروقراطية والمجتمعات الصناعية الكبرى: «… إنّ كلّ الأحداث التي تدور الآن على الكرة الأرضية والتي ستقع خلال السنوات المقبلة، ليست إلّا تباشير بتلك الثورة ومراحلها، ثورة (العبيد الآليين)، ولن يستطيع البشر بعد ذلك أن يحيوا في مجتمع يحتفظون فيه بطابعهم البشري. سوف يُعتبرون متساوين ومتشابهين مع العبد الآليّ، وسيعاملون وفق القوانين المطبّقة عليه، دون مراعاة طبيعتهم الإنسانية. ستحدث توقيفات آلية، وأحكام آليّة، وتسليات آليّة، وقتل آليّ. لن يكون للمرء حقّ في الحياة، بل سيعامل وكأنّه مكبس، أو قطعة من آلة، حتّى إذا شاء أن يعيش حياة إنسانية، تعرّض لسخرية العالم أجمع. هل رأيت في حياتك مكبسا يعيش حياة شخصيّة؟ إنّ هذه الثورة، ستحدث على سطح الأرض كلّها، ولن نستطيع الاختباء، لا في الغابات، ولا في الجزر، ولا في أيّ مكان. لن تستطيع أمّة في العالم أن تحمينا. سوف تُشكّل جيوش العالم كلّه من مأجورين، يناضلون ويكافحون من أجل تدعيم المجتمع الآلي الذي لن تعيش فيه الفردية. لقد كان دأب الجيوش حتّى اليوم، العمل على اكتساح أراض جديدة، واكتساب ثروات جديدة، بدافع الإباء القوميّ، أو وفق مصالح الملوك والأباطرة الشخصيّة، الرامية إلى السلب والنهب أو العظمة والمجد. وكانت كلّ هذه الغايات بشريّة صميمة. أمّا الآن، فإنّ الجيوش تحارب لمصلحة مجتمع لا تكاد تجد على هامشه متّسعا لبقائها كأقليّة بروليتارية. ولعلّ هذا العصر هو الفترة الأكثر ظلمة في تاريخ البشريّة. إذ لم يحدث حتّى الآن أن احتُقر الإنسان إلى هذا الحد. لقد كان الإنسان في المجتمعات البربرية، مثلا، أقلّ قيمة من حصان. وهذا يحدث في عصرنا عند بعض الشعوب، أو بعض الأشخاص… إنّ الإنسان سيصبح مغلولا خلال سنين طويلة في المجتمع التقنيّ لكنّه لن يموت في الأغلال. فالمجتمع التقنيّ يستطيع ابتداع رفاهيّة. لكنّه لا يستطيع خلق الفكر، ومن دون الفكر، لا توجد العبقرية. ومجتمع محروم من رجال عباقرة مجتمع محكوم عليه بالفناء. إنّ المجتمع التقنيّ الذي يحلّ محلّ المجتمع الغربي، والذي سيكتسح سطح الأرض كلّه، سيفنى هو الآخر، يؤكّد ألبير أنشتاين الشهير: (أنّه يكفي انقطاع جيلين متتابعين فقط، في خطّ العقول المتفوّقة الميّالة بصورة خاصّة إلى العلوم الطبيعية، لكي تنهار كلّ المشيّدات القائمة على هذا العلم). وسوف يعقب انهيار المجتمع التقنيّ هذا، اعتراف بالقيم الإنسانية والروحيّة، وسيشرق هذا النور العظيم من الشرق ولا شكّ، من آسيا. ولكن ليس من روسيا. فقد انحنى الروس بدورهم خاضعين أمام نور الغرب الكهربائي، لذلك لن يعيشوا ليروا الإشراق. سيكتسح الإنسان الشرقي المجتمع التقني وسيستعمل النور الكهربائي لإنارة الشوارع والبيوت، لكنّه لن يصبح أبدا عبدا له ولن يقيم الهياكل كما هو الحال اليوم في بربرية المجتمع التقنيّ الغربي، ولن يضيء بنور (النيون) خطوط الفكر والقلب. بل سيجعل إنسان الشرق من نفسه سيّدا للآلات وللمجتمع التقنيّ، مستعينا بعقله كما يستعين رئيس الفرقة الموسيقية بعبقريته المستمدّة من الجرس الموسيقيّ. لكنّك لن تصل إلى تلك المرحلة، لأنّنا سنحيا في الزمن الذي يخشع فيه الإنسان أمام الشمس الكهربائية، كالبربريّ المتوحش».

عبد المالك أشهبون.. العنوان في الرواية العربية

تناول المؤلف عبد المالك أشهبون، في دراسته «العنوان في الرواية العربية»، مفهوم العنوان في الدراسات النقدية الحديثة، استخلص فيه مجموعة من الملامح العامة من أهمها الانتقال من العنوان إلى علم العنوان، ثم أبرز الوظائف المركزية للعنوان الروائي.

في بقية الفصول، تطرق المؤلف، في البداية، إلى وظائف العنوان في روايات «الحساسية التقليدية». وفي الفصل الثاني انتقل إلى دراسة القضايا المرتبطة بوضع العنوان وصياغته، سواء في ما يتعلق باختيار العنوان في الرواية العربية أو مظاهر التطوير والتجديد في صياغته، أو الاتجاهات الفنية الأساسية في تطور العنوان وأخيرا مظاهر شاعرية العنوان.

أمّا عن المظهر التركيبي في صياغة عناوين الروايات، فيقول الكاتب: «يتميّز العنوان في أغلب روايات «الحساسية الجديدة» بالإيجاز، كما قد يلجأ الروائي إلى عناوين طويلة، دون أن تفوتنا الإشارة إلى ما للعناوين الفرعية من أهمية قصوى لدى بعض الروائيين بعينهم، بالإضافة إلى العناوين ذات التراكيب الغريبة التي تضفي مسحة من الإبهام والغموض على تلقيه». وبخصوص عناوين الروايات القصيرة أنواعها وسياقاتها، يحددها الكاتب على الشكل التالي: «مع تطور مفهوم «العنونة» في الأدب الغربي على ضوء ما أشرنا إليه سابقا، تغدو بنية العنوان ذات خصوصية محددة تجعل منها نصا مصغرا، يحمل في ذاته عناصر فرادته. في هذا السياق نشير إلى ظاهرة العنوان المختصر إلى حرف واحد أو أكثر، وإلى العناوين الرقمية. فبالعودة إلى لائحة عناوين الرواية العربية الجديدة، لا يعدم الباحث نظير هذه العناوين، ولسنا في حاجة إلى توضيح هذا المنحى التركيبي للعنوان بأمثلة تحيل على ما نروم قوله، بقدر ما نحن في أمس الحاجة إلى تسليط الضوء على كينونة هذه العناوين، حتّى تتكشف لنا عناصر الجدّة والتغيير فيها».

يختتم الكاتب عبد المالك أشهبون دراسته القيمة بمجموعة من الاستنتاجات العامة بقوله: «من خلال هذه التصنيفات والتبويبات ذات الصيغة التمثيلية لطبيعة العنوان في الرواية العربية، نستطيع القول إنّ تاريخ الرواية العربية هو، بشكل من الأشكال، تاريخ عنوانها. فالعنوان يمثل صورة تقريبية لأهم محطات الرواية العربية، بكل ما تتضمنه هذه الصيرورة من حساسيات جمالية متعددة ومختلفة. فإذا تتبعنا الصيغ التقليدية للعنوان في الرواية نجدها غالبا ما تبدو جاهزة، وسرعان ما تستنفد طاقاتها التعبيرية. وهذا ما ينعكس سلبا على المقاربات النقدية التي لم تلتفت إلى أهمية هذا المحفل إلّا في العقود الأخيرة، حينما أصبح العنوان حمّال دلالات تعبيرية متعددة. ففي مرحلة الروايات التأسيسية، كان الاعتماد على العناوين التاريخية (الأحداث والوقائع والشخصيات التاريخية)، وفي المرحلة الرومانسية انتقل مركز الاهتمام في توظيف العنوان إلى مجال العواطف والوجدان والطبيعة، وهذا الأمر ينسحب على باقي مراحل الرواية العربية الأخرى (المرحلة الواقعية، وروايات «الحساسية الجديدة» باتجاهاتها الثلاثة التراثي والشاعري والعجيب».

 

جورج أورويل.. 1984

كان الصحافي والروائي الإنجليزي جورج أورويل George Orwell ذات صيف من سنة 1949، وهو يكتب روايته المثيرة 1984، يتخيّل فيها عالما جديدا محددا بالضبط السنة المرتقبة في عنوان الرواية بنفسها. هذا العالم، الذي تسوده الأنظمة الشمولية، أساسه استخدام التكنولوجيا لتحقيق غايتها الاستبدادية وجملة من الشعارات المتناقضة والممتلئة بالمفارقات غير المنطقية؟ جورج أورويل، الذي خبر الحرب الأهلية الإسبانية وتابع الحرب العالمية الثانية بمقالاته الشهيرة، انتهى به المطاف إلى محاولة وضع صورة متخيلة قريبة إلى الواقع لمصير هذا العالم. كان نوعا ما متعجلا بعض الشيء حينما اقتنع بأنّ هذا المصير قريب جدا إلى حدّ أن أربعة عقود كانت كافية لتسقط البشرية ضحية براثن نظام مرعب تختفي فيه كل القيم الإنسانية والثقافية.

تحكي الرواية، من خلال بطلها وينستون سميث، عن مجتمع غريب يتحكّم فيه شخص مجهول وغامض هو الأخ الكبير الذي تعلو صوره كلّ مكان في الإدارات والساحات العامة رغم انعدام أيّ وجود حقيقي أو مادي له. كلّ ما هو معروف عنه صورته العملاقة والمذيلة بهذا الشعار المخيف «الأخ الكبير يراقبك» وحتّى شاشات التلفزيونات في البيوت وفي الأماكن العامّة تقوم بوظيفتين، وظيفة المشاهدة ووظيفة المراقبة. العواطف هي الأخرى ممنوعة، فثمة وزارة الحبّ الموكول إليها منع أيّ حالة حبّ ما، باعتباره يشكل خطرا على المجتمع والحزب الوحيد. الأنكى هو منع قراءة الكتب، فيضطر بطل الرواية إلى التسلل إلى زاوية في غرفته لا تستطيع شاشة التلفزة مراقبته أثناء القراءة والكتابة. تبلغ حدّة الاستبداد درجة كبيرة حيث تتكلف شرطة خاصة هي شرطة الفكر بمراقبة الناس في أسلوب تفكيرهم الذي ينبغي أن يكون متطابقا مع تعليمات الحزب والدولة ومعاقبة المخالفين باعتبارهم خونة ومعادين للدولة. اللغة ذاتها يتم إفراغها من محتواها وشحنها بنقيضها: «… كانت وزارة الحقيقة، مينيترو في اللغة الجديدة، تختلف اختلافا بيّنا في مظهرها عن أيّ بناء آخر تفع عليه العين، فهي بناء هرمي ضخم من الإسمنت الأبيض اللامع، يرتفع عاليا يناطح السحاب، طبقة فوق طبقة، ثلاثمائة متر في السماء، ومن مكانه، كان باستطاعة ونستون أن يقرأ على الحائط الأبيض كتابة ذات أحرف كبيرة بارزة، هي شعار الحزب المؤلف من جمل ثلاث:

الحرب هي السلام

الحرية هي العبودية

الجهل هو القوة.

كانت وزارة الحقيقة تتألف، حسبما يُقال، من ثلاثة آلاف غرفة فوق الأرض، فضلا عن أقبية تابعة لها تحت الأرض. ولم تكن في لندن سوى ثلاث بنايات شبيهة بها من حيث المظهر والحجم، وهذه البنايات كانت تحجب ما حولها من منازل، ولذا كان من الممكن لمن يقف فوق سطح مبنى النصر أن يرى البنايات الأربع في آن واحد. وكانت تشغل هذه البنايات أربع وزارات تشكّل الجهاز الحكومي، فوزارة الحقيقة تختصّ بشؤون الأخبار ووسائل اللهو والاحتفالات والتعليم والفنون الجميلة، ثم وزارة السلام التي تُعنى بشؤون الحروب، ثم وزارة الحبّ وهي المسؤولة عن حفظ النظام وتطبيق القانون، ثم أخيرا وزارة الوفرة وهي ترعى الشؤون الاقتصادية.

كانت وزارة الحبّ في الواقع مصدرا للرعب والخوف، فهي بناء بدون نوافذ على الإطلاق. لم يسبق لونستون أن دخل هذه الوزارة، بل لم يحدث أن اقترب منها حتى مسافة نصف الكيلومتر، إذ كان لا يُسمح بدخولها إلّا في مهمّة رسمية، وحتّى هذا الدخول يكون عبر سياج من الأسلاك الشائكة والأبواب الحديدية مرورا بمرابض للمدافع والرشاشات المخيفة، كما أنّ الطرقات المؤدية إلى المبنى كانت دائما مراقبة من قبل حرس ذوي وجوه كالحة يرتدون بزّات سوداء ويحملون الهراوات المدببة».

 مقتطفات

 

الفكر السياسي.. الأسئلة الأبدية

ورد في ظهر غلاف كتاب «الفكر السياسي.. الأسئلة الأبدية»، للمفكر الأمريكي جلين تيندر، التقديم التالي: «لا جدال في أنّ التفكير يؤدّي إلى أنواع من الرضاء والإثارة، غير أننا لا نفكّر من أجل مجرّد الإحساس بمتعة الفكر، بل من أجل فهم أعمق للحياة، ومع أننا لا نفكّر لأننا مضطرون لذلك، فإنّ التفكير يسفر عن اكتشافات مثيرة أحيانا، كما أنّ أغلب الأفكار السياسية، إن لم تكن كلّها، تقوم على أساس مفهوم معيّن للطبيعة البشرية. وليس صحيحا أنّه من الممكن تعلّم التفكير، إذ أنّ العملية برمتها تعتمد على الجهد الذاتي للمرء، علاوة على أنّ الفكر عمل شخصي إلى أبعد حدّ، كما أنّه يتطلب التصرف بأسلوب عقلاني جاد وضبط للنفس. وهذا الكتاب لا يستهدف مجرّد أن يُقرأ، بل وأن يُستخدم من خلال المناقشة والكتابة، وإمعان الفكر والتأمّل طويلا، كما أنّه يمكن أن يكون عونا في دراسة تاريخ النظريات السياسية، ومساعدة القارئ على كسب فهم أعمق لكبار المفكرين والغوص في أعماقهم وأذهانهم».

الكتاب عمل أكاديمي موسوعي يتناول تاريخ الفكر السياسي من زاوية تحليلية فلسفية، تُعالج الأسئلة المركزية التي شغلت عقول الفلاسفة والمفكرين منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث. وهو لا يُقدّم مجرد عرضٍ تاريخي للأفكار، بل يبني مادته على محاور معرفية تتقاطع مع التساؤلات الأزلية: ما العدالة؟ ما الحرية؟ ما دور الدولة؟ من يحق له الحكم؟ ما طبيعة الإنسان؟

الكتاب، أيضا، موجّه بالأساس لطلاب الفلسفة والعلوم السياسية، لكنه مكتوب بلغة واضحة تجعل القارئ المثقف عمومًا قادرًا على التفاعل معه. يطرح المؤلف هذه «الأسئلة الأبدية» كما يسميها في فصول تتعاقب وفق تطور الفكر السياسي من اليونان القديمة إلى الحضارة الغربية الحديثة، متوقفًا عند أبرز المحطات الفكرية التي شكلت تصورات البشر حول السياسة والحكم. من أفلاطون وأرسطو، إلى أوغسطين وتوما الأكويني، مرورًا بميكيافيلي وهوبز ولوك وروسو وماركس، وحتى المفكرين الليبراليين والماركسيين المعاصرين، يعرض تيلور الأفكار من داخل بيئاتها الاجتماعية والدينية والفلسفية، مبينًا كيف استجابت كل فلسفة سياسية للتحديات التي واجهها الإنسان في عصرها، وكيف أعادت طرح السؤال السياسي المركزي بأسلوب جديد.

يتميّز الكتاب بربطه بين الفكر السياسي والقيم الكبرى، كالأخلاق والدين والحرية والمساواة، ويُظهر التوتر القائم بين «الواقعية السياسية» و«اليوتوبيا»، بين الدولة كأداة قهر أو كفضاء لتحقيق الخير العام. لا يقدّم تيلور إجابات قطعية، بل يدفع القارئ للتأمل والمقارنة والسؤال، محاولًا تنمية ملكة التفكير النقدي والقدرة على تحليل الأفكار لا الاكتفاء بحفظها. وقد جاء اختياره لعبارة «الأسئلة الأبدية» عنوانًا دقيقًا، لأن غاية هذا العمل ليست إنهاء النقاش، بل فتحه أمام القارئ ليواصل بناء فهمه لما تعنيه السياسة بوصفها شأنًا إنسانيًا متجددًا. فعن الشخص المفكر نقتطف: «الشخص المفكّر عرضة للانتقاد بشكل كبير، ومثل هذا الشخص ينبغي أن يظهر أمام الآخرين، ليس وراء ترس أو درع من الكتب التي طالعها وأفكار صاغها غيره، ولكنّه يقف عاريا تماما بأفكاره وشكوكه الخاصة به وحده. ولا يحتمل أيضا أن تكون النتائج البعيدة المدى لهذا الجهد الذي ينهك الأعصاب طيّبة دو جدال، وليس من الواضح أنّ التفكير هو الطريق إلى السمو الأخلاقي، أو السعادة أو حتّى الحكمة. ولقد أثبتت أكثر من ألفي عام من الشكّ الفلسفي والخلاف أنّ التفكير ليس هو الطريق إلى المعرفة الدائمة التي لا تمكن زعزعتها، ولا شكّ أنّ هناك شيئا يقول للكثيرين منّا إنّه سيكون أمرا دنيئا أن نمتنع عمدا عن التفكير، ولكن ليس كلّ شخص يشعر بهذا التأنيب للضمير، فإنّ كاتبا عظيما مثل روسو كان يعتقد أننا عن طريق التفكير نُباعد بين أنفسنا وبين الحقيقة وبين وجودنا نفسه».

 

رف الكتب

 

 إكسبريس الأدب

تصور الكاتب الروائي والمسرحي، لاشا بوجادزه- Lasha Bugadze، من جورجيا، في روايته «إكسبريس الأدب»، رحلة أدبية على متن القطار لكتّاب غريبي الأطوار ومتوسطي الموهبة، والرواية في عمومها تتناول موضوع الإخفاق الأدبي وآثاره: «اتّضح أنّ إكسبريس الأدب هو قطار بالفعل. مائة كاتب من عدة بلدان كانوا سيستقلونه ويعبرون أوروبا لمدة شهر. لسبب ما كانت الدعوات قد وصلت إلى وزارة الثقافة. اعترف كوكا بوضوح بأنّه فكر باسمي فقط عندما رفض الشاعر خافاتسي (أحد شعرائنا كبار السن). كانت هناك دعوتان. أخبرني كوكا أنّهم في البداية عزموا على إرسال شاعرين (كما يبدو، فالوزير قد قال إنّ الشعراء سيضفون سحرا خاصا على الرحلة بأكملها)، لكن عندها قرروا أن يفسحوا لي مجالا، لكاتب نثر. في النهاية، كنت أنا وشاعر من تمّ اختيارهما للرحلة.

الشيء الذي يحيرني إلى الآن هو كيف اختارني كوكا ورؤساؤه وليس شخصا آخر. من صاحب فكرة إرسالي إلى لشبونة؟ هناك آخرون ممن نشروا عشرات من الكتب بينما لدي مجموعة قصصية واحدة… من الذي اعتبرني كاتبا مكرسا في منظمة فاسدة مثل الوزارة؟ أشكّ في كوكا (الذي أظنه كان شيئا كوكيل الوزارة) قرويّ مخنّث عدواني قليلا بسالفين. كما يبدو، فعندما فزت بالجائزة (كنت قد حصلت على جائزة أدبية محلية من أجل قصصي القصيرة)، كان كوكا في الحفل، واشترى كتابي في اليوم التالي واستمتع به للغاية. هذا ما أخبرني به.

في اليوم نفسه كتبت لهاينز، منظم الرحلة الأدبية. وكردّ، استلمت رسالة شبه رسمية مصحوبة بمخطط الرحلة. ابتدأت رسالته بعزيزي السيد أو السيدة زازا. بدا أنّه لم يكن متأكدا من كان يكاتب ذكرا أم أنثى. وقد حيّره اسمي الأول تماما. كتبت في الردّ قائلا إنني ذكر وأنّ زازا هو اسم خاص بالذكور في جورجيا. رحلة القطار أصابتني بحالة من الصدمة الخفيفة. فكرة إكسبريس الأدب المحشو بشعراء وكتّاب يسافرون عبر سبع دول أوروبية أذهلتني حتى بينما كنت أحاول تخيّل الرحلة. أذكر أنني أخبرت إيلين بمخاوفي، وهي نهرتني بأسلوبها الأمومي المعهود: «لا تتفوه بكلمة! الله يعلم متى يمكن أن تحظى بفرصة أخرى كهذه. سيكون من الجنون التام أن تفقدها!». أذكر أيضا إيلين وأنا، بينما ندرس المسار على الخريطة، كنّا قد أخذنا نموذج الكرة الأرضية القديمة الخاصة بجدّي إلى السرير معنا، ووضعناه بيننا كما لو كان طفلا. نظرنا إلى المدن التي سيمرّ بها الإكسبريس عن كثب.

 

متوجون

القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية

تمّ الإعلان عن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في دورتها لسنة 2026. ضمّت القائمة الطويلة 16 رواية متنوعة من عشر دول عربية: رواية «في متاهة الأستاذ ف ن» للروائي المغربي عبد المجيد سباطة، ورواية «ماء العروس» للروائي السوري خليل صويلح، ورواية «خمس منازل لله وغرفة لجدي» للروائي اليمني مروان الغفوري، ورواية «الاختباء في عجلة الهامستر» للروائي المصري عصام الزيات، ورواية «منام القيلولة» للروائي الجزائري أمين الزاوي، ورواية «عمة آل مشرق» للروائية السعودية أميمة الخميس، ورواية «عزلة الكنجرو» للروائي المصري عبد السلام إبراهيم، ورواية «أيام الفاطمي المقتول» للروائي التونسي نزار شقرون، ورواية «البيرق» للروائية شريفة التوبي من سلطنة عمان، ورواية «فوق رأسي سحابة» لدعاء إبراهيم من مصر، ورواية «الرائي.. رحلة دامو السومري» لضياء جبيلي من العراق ورواية «غيبة مي» للروائية اللبنانية نجوى بركات، ورواية «أصل الأنواع» للروائي المصري أحمد عبد اللطيف، ورواية «حبل الجدة طوما» للروائي الجزائري عبد الوهاب عيساوي، ورواية «الحياة ليست رواية» للروائي اللبناني عبده وازن ورواية «أُغالب مجرى النهر» للروائي الجزائري سعيد خطيبي.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى