
تطوان : حسن الخضراوي
بعد الحكم على مدون مشهور بثلاثة أشهر حبسا نافذا، ومواصلة البحث في تشهير آخر بمستثمرين بمنطقة الأنشطة الاقتصادية بالفنيدق وترويج تسجيل صوتي كاد يعصف بالسلم الاجتماعي لتضمنه اتهامات لرجال السلطة بمجالسة والتنسيق مع شبكات الاتجار الدولي في المخدرات، ودراسة تقارير بالجملة في حق ثالث اشتهر بتخصصه في التشهير بمسؤولين في وزارة الداخلية بالمضيق وسبهم وشتمهم، قرر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتطوان إيداع مدون بالمضيق السجن المحلي ومتابعته بتهم التشهير بواسطة المنصات الاجتماعية، والسب والقذف في حق أعضاء بالجماعة ووصفهم بـ«الكلاب الضالة».
وحسب مصادر مطلعة، فإن العديد من الأصوات الحقوقية التمست من النيابة العامة المختصة ردع الجهات التي تتعمد الخلط بين التدوين على المنصات الاجتماعية وارتكاب جرائم السب والقذف والتشهير والابتزاز، وعند التقديم أو الاستماع أمام الضابطة القضائية يتم الإدلاء بعقود عمل مع مواقع إلكترونية للاختباء خلف صفة الصحافة المهنية، في حين يتعلق الأمر بتدوينات لا تتوفر على أدنى معايير العمل الإعلامي ولا علاقة لها بالإخبار أو تقديم المعلومة للرأي العام.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن العديد من المدونين بتطوان والمضيق ينتحلون صفة الصحافة للتغطية على جرائم التشهير والابتزاز التي يرتكبونها، وسط ترويجهم لمزاعم القرب من مسؤولين كبار وأخذ صور إلى جانبهم وخدمة أجهزة في الدولة، وذلك لضمان تخويف الضحايا لعدم وضع شكايات ضدهم والقبول بالابتزاز، خاصة وأن البعض يستغل حفظ بعض الشكايات ليروج شائعات التساهل معه بشكل استثنائي حتى أثناء إجراءات الاستماع بمكاتب الضابطة القضائية.
وأضافت المصادر عينها أن النيابة العامة بتطوان تحركت للتعامل بصرامة قانونية مع قضايا التشهير والابتزاز على المنصات الاجتماعية، حيث ينتظر أن يتم الحسم في مجموعة من التقارير والشكايات وهدم شائعات إفلات بعض الوجوه المعروفة بالتشهير من العقاب لقربهم من مسؤولين كبار، في حين يتعلق الأمر بأساليب يتم استعمالها لتنويم الضحايا وادعاء النفوذ والقدرة على إقحام مسؤولين كبار في تصفية الحسابات دون عقاب.
وتواصل النيابة العامة المختصة بالمحكمة الابتدائية بتطوان، وسط ترقب وانتظار ضحايا التشهير والسب والقذف، دراسة محاضر الاستماع الرسمية التي أنجزتها الضابطة القضائية المكلفة، مع ضم شكايات في موضوع التشهير الفيسبوكي باستثمارات ومسؤولين ورجال سلطة وأشخاص قصد الابتزاز وخدمة أجندات خاصة وادعاء النفوذ والعلاقات، فضلا عن دراسة تقارير حول الإساءة لمسؤولين والإهانة والسب والقذف، ما تسبب للمشتكين في ضرر مادي ونفسي يمتد إلى أفراد العائلة.





