
طنجة: محمد أبطاش
أصدرت السلطات المختصة بطنجة قرارًا جماعيًا مؤقتًا يقضي بمنع مرور جميع أنواع الدراجات النارية، بما في ذلك الكهربائية، من الأنفاق الأرضية بمدينة طنجة. ويأتي هذا القرار (رقم 821) استنادًا إلى مجموعة من النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالسير والجولان وسلامة المرور، وكذا بناءً على مداولات لجنة السير والجولان المنعقدة بتاريخ 14 ماي الجاري، واستجابة لطلب ولاية الجهة بشأن تنظيم حركة المرور وتعزيز السلامة الطرقية.
وينص القرار في فصله الأول على منع مرور الدراجات بجميع أصنافها النارية والكهربائية من الأنفاق، مع التأكيد على اتخاذ الإجراءات الزجرية من طرف المصالح المختصة ضد المخالفين لهذا القرار، خاصة في ما يتعلق بالتجمعات غير القانونية للدراجات النارية أو تنظيم الطلبيات عبرها.
وكشفت مصادر مطلعة أن عدة اجتماعات عقدت مؤخرا بمؤسسات بطنجة، قصد البحث عن حلول لما بات يوصف ب”أنفاق الموت”، بسبب تزايد حوادث السير بالمدينة، نتيجة تهور السائقين واستغلال عدم وجود المراقبة بالأنفاق، وهو مايؤدي لحوادث شبه يومية بهذه الأنفاق، وغالبا ما تخلف الضحايا .
وحسب المصادر نفسها، فإنه ضمن المقترحات المطروحة، وضع “رادارات” لمراقبة السرعة قصد الحد من تهور السائقين، مع تفعيل هذه الأجهزة حتى يتسنى أن يتم تطويق الظاهرة، والتي أصبح معها عدد من السائقين متخوفين من المرور من هذه الأنفاق .
وأثارت هذه القضية، من جديد، تجاهل جماعة طنجة، عبر لجنة السير والجولان بداخلها، لرسائل وجهتها لها فعاليات مدنية، للمطالبة بإيجاد حل لمعضلة هذه الحوادث، منها تكرار حوادث السير داخل أنفاق المدينة، وقالت هذه الفعاليات إنه “لوحظ بطنجة تكرار انقلاب السيارات بكل من نفق مركز الحليب ونفق رياض تطوان ثم نفق ملابطا، ويتضاعف عدد الحوادث، ويظل القاسم المشترك بين النقطتين هو العيوب التقنية التي رافقت عملية إنجاز الممرين، حيث يبدو من الوهلة الأولى أن العمل كان يفتقر إلى التخطيط والتصميم الدقيق وإلى الخبرة والمهنية، مما جعله مثقلا بالعيوب التي تتسبب في وقوع الحوادث المستمرة”.
ومن المؤاخذات المسجلة على هذا المشروع، تميز النفقين بالانحدار، ثم وجود منعرج يحجب الرؤية ويتسبب في فقدان السائقين للتوازن، مما يؤدي إلى ارتطام العربات والسيارات بجدران النفق، وكذلك ضيق الممرات الجانبية للأنفاق، والتي تسمح بمرور سيارة واحدة ولا يمكن تجاوزها إن تعطلت أو تعرضت لحادثة
وقد تم اقتراح جملة من الحلول للخروج من هذا المأزق، منها وضع مخفضات السرعة قبل الوصول إلى النفق، وتغطية قارعة طريق بأسفلت خشن مقاوم للانزلاق، و استبدال الأغطية والزخارف المكلفة ماديا بأخرى لا تحتاج الكثير من الصيانة. كما تم اقتراح كذلك، وضع حواجز أسمنتية ثابتة بعلو معين، لمنع السيارات من العبور من جهة لأخرى، على ألا يتجاوز علوه المتر وعشرين سنتيمترا حتى لا تحجب الرؤية للحد من تأثير الحوادث عند وقوعها وحصرها في جانب واحد من النفق ثم إزالة الأعمدة الكهربائية من وسط النفق والاستعاضة عنها بإضاءة جنبات النفق، قصد محاصرة الحوادث المميتة.





