الرئيسيةصحة

كورونا يؤدي لمضاعفات نفسية خطيرة

الأخبار

مقالات ذات صلة

 

منذ ظهور جائحة كورونا في العالم وانتشارها بهذا الشكل المهول والمخيف، كثرت الحالات النفسية للأشخاص الذين وجدوا أنفسهم يواجهون المرض أو يتعاملون بشكل مباشر مع المرضى، كالأطقم الطبية في جميع بقاع العالم التي تعيش اليوم أسوأ أيام حياتها بسبب تفشي هذا الوباء،  فالمستشفيات، خصوصا في الدول التي انتشر فيها الوباء بشكل كبير، تعاني من وضع صعب للغاية.

فالأطقم الطبية التي تعيش اليوم بين مرضى كورونا والمضطرة للعناية بهم، عليها أن تشتغل لساعات طويلة تحت ضغط كبير، مع ارتداء ذلك اللباس الذي يحمي من العدوى، وهو لباس مرهق للغاية.

وكان أطباء من مستشفيات ووهان بالصين صرحوا لوسائل إعلام أنهم يضطرون لارتداء ذلك اللباس طيلة ساعات عملهم والتي قد تصل لأزيد من ثماني ساعات، وخلال هذه الساعات عليهم أن يرتدوا الحفاظات لأنه يمنع عليهم قلع اللباس إلا عند انتهاء دوام عملهم، وأيضا عدم الشرب أو الأكل، بسبب ارتفاع ثمن البذلة ولأنها ذات الاستعمال الوحيد، لهذا يجب عليهم ارتداء البذلة وعدم قلعها إلا بعد انتهاء الدوام.

والأصعب من هذا كله، أنه بعد انتهاء دوامهم المليء بالضغط لا يحق للأطباء أبدا التوجه لمنازلهم ورؤية أسرهم وعائلاتهم، فهم يتجهون مباشرة إلى الفنادق المخصصة لهم حتى لا يصيبوا أهلهم بالعدوى، والانقطاع عن العائلة والأسر أو عدم رؤية أطفالهم الصغار لأيام وربما لأسابيع، زاد من تفاقم الوضع النفسي لهؤلاء الأطباء.

وأصعب ما في الأمر أنه منذ انتشار الوباء كثرت حالات الانتحار بسبب الضغط النفسي الذي لم يستطع الكثيرون تحمله، ومن هذه الحالات حالة طبيبة أمريكية في نيويورك تشتغل مديرة لقسم الطوارئ في أحد مستشفيات نيويورك التي تستقبل يوميا العشرات من المصابين والتي كان عليها يوميا استقبالهم والعناية بهم، ولحد الساعة لم يفهم المحيطون بالطبيبة بعد سبب إقدامها على الانتحار، لكن كل المعلومات ترجح أن الحالة النفسية والضغوطات التي عاشتها أخيرا كانت سببا رئيسيا في إقدامها على الانتحار.

وهو ما يؤكد أن وباء كورونا لم تكن له آثار سلبية صحية فحسب على المرضى، بل إن آثاره النفسية تظل أصعب لأنها أثرت على الجميع، وبالخصوص على الأشخاص الذين يتعايشون مع المرضى أو من يخافونه ويترقبون إصابتهم به أو إصابة عزيز لهم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى