حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

لم لا؟

 

 

يونس جنوحي

في شهر نونبر الماضي انتُخب رئيس جديد لـ«اليونيسكو»، وهو المصري خالد العناني.

وقد جاء الرئيس الجديد خلفا لـ«أودري أزولاي»..

وهو أول رئيس من جنسية عربية يتولى رئاسة هذه المؤسسة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.

وتزامنا مع هذا التعيين، جرى الإعلان عن افتتاح متحف مصر الكبير، الذي تم الترويج له إعلاميا على نطاق واسع، وتناقلت القنوات والصحف والوكالات الدولية صور ومشاهد من حفل الافتتاح.

المصريون استعادوا «مجد» آثار الفراعنة، بعد عقود طويلة من الهيمنة الغربية. والأكيد أن الآثار المصرية تعرضت لأكبر عملية سرقة في التاريخ، منذ عهد نابليون بونابارت، إلى حدود نهاية القرن الماضي. إذ إن الحملات الفرنسية والاحتلال البريطاني، عملا على توسيع نطاق عمليات الحفر والتنقيب عن قبور الفراعنة..

الأمر نفسه حدث عندنا نحن في المغرب..  وبنفس «الشهية» الاستعمارية لنهب الآثار والمخطوطات..

اللصوص الفرنسيون، لم يكونوا يرتدون الأقنعة ولم يكونوا ينقبون عن الآثار تحت ضوء القمر. لقد كانوا علماء وأكاديميين من جامعة السوربون وما جاورها، وكانوا يرتدون بذلات سوداء ونظارات سميكة، ويدخنون «الغليون»، ويستعملونه لتوجيه العمال المغاربة البسطاء، أثناء عمليات الحفر في شمال المغرب وجنوبه.

وهؤلاء «العلماء» نجحوا في اكتشاف آثار تعود إلى عهد المدن الرومانية في المغرب، ونجحوا في سرقة تماثيل لا تقدر بثمن، ونقلوها إلى خارج المغرب لكي تستقر في المتاحف.. والحمد لله أن المجلات العلمية، خصوصا في الفترة ما بين 1930 و1950، وثقت لهذه الاكتشافات العلمية، ونقلت صورها وأسماء الملوك الذين خلدتهم التماثيل المنقولة من المغرب إلى باريس..

في نواحي مدينة العرائش وحدها، نُقلت عشرات التماثيل الرومانية إلى فرنسا، والأمر نفسه ينطبق على أصيلة.

وعندما جرى ترميم موقع «اللوكوس» الأثري، ما بين 2018 و2019، أنقذ المغرب في اللحظات الأخيرة موقعا أثريا كاد أن يندثر نهائيا.. ولكم أن تتصوروا حجم المآثر التي ضاعت مع مرور السنوات، منذ فترة التنقيب الاستعمارية، إلى حين ترميم الموقع.

في نواحي تِنغير، وسائر المنطقة الحدودية الشرقية، توجد مساحات شاسعة تحتوي على أنواع نادرة من الأصداف، توثق لعصور ما قبل التاريخ، ويتجول الماعز والرعاة في كيلومترات مربعة تضم صخورا بنقوش تعود إلى فترة ما قبل التاريخ..

ليس مصادفة أن يُسجل أقدم أثر للإنسان العاقل، في المغرب، وتكتب كل المجلات والدوريات العلمية حول العالم ما يفيد بأن «أصل العالم مغربي»، وتتوالى عمليات التنقيب نواحي أزيلال وغيرها من المناطق الوسطى، لتؤكد هذه الحقيقة العلمية.

هناك مدن مغربية ضائعة تحت الركام، تعود إلى قرون طويلة، قبل الميلاد، وفي كل مرة يتم الإعلان عن اكتشاف بقايا آثار مدينة رومانية.. تعود إلى الزمن الذي كان فيها حكام روما ينتظرون وصول السفن لكي تزودهم بأفخر أنواع الأسماك من طنجة على وجه الخصوص..

ما زالت أثار الصهاريج التي استعملها الرومان لإعداد أفخر أنواع الأطعمة البحرية قبل تصبيرها في الفخار وإرسالها إلى روما، موجودة في طنجة، في منطقة مرشان.. وبينما يعتقد الكثيرون أن الأمر يتعلق بقبور رومانية قديمة، يؤكد الخبراء والعارفون أن الأمر يتعلق بصهاريج لإعداد «صلصة» من السمك المطحون، كانت الأكثر طلبا فوق مائدة إمبراطور روما، قبل الميلاد..

ونفس الصهاريج توجد الآن في موقع اللوكوس الأثري قرب العرائش.

لماذا لا يتبارى المغرب على رئاسة «اليونيسكو» مستقبلا؟ لدينا كل ما يحتاجه المنصب من مشروعية تاريخية.. بقي فقط أن ينتبه المسؤولون عندنا إلى أنهم يمشون فوق أرض تتوزع فيها المواقع التاريخية أكثر من الألغام في منطقة عازلة!

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى