حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسية

محام جذبه عالم الصحافة فأنشأ نواة لإذاعة طنجة

حسن البصري
ولد أندري بيير في مدينة سوليوه الفرنسية في 14 ماي 1894، في بيت ميسور الحال، انتقل إلى الجزائر مباشرة بعد حصوله على شهادة البكالوريا، حيث التحق بكلية الحقوق في العاصمة الجزائرية، وبموازاة مع ذلك انضم، بقرار من والده الذي كان موظفا في قطاع الري، إلى المعهد الجزائري للفلاحة ونال شهادة تؤهله لتدبير هذا المجال الذي دخله فقط تلبية لرغبة سكنت والده. لذا ظل أندري يبحث عن الاستقلالية في القرار وفي الاختيارات، فهاجر إلى مدينة تلمسان حيث فتح مكتبا للمحاماة.
حل أندري بيير بالمغرب عام 1914، أي بعد عامين على دخول عقد الحماية حيز التنفيذ، والتحق بمدينة طنجة التي كانت تحت الوصاية الدولية، وانضم إلى هيئة المحامين في عاصمة البوغاز، لكن الحرب العالمية الأولى أعادت ترتيب أفكاره وطموحاته على نحو آخر.
شارك بيير في الحرب العالمية الأولى، ونال رتبة رائد حيث أبان عن روح وطنية عالية، نال إثرها وساما تقديريا، وحين وضعت الحرب أوزارها عاد إلى طنجة حيث أنشأ أول مطبعة في هذه المدينة تطبع الكتب الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والعربية. ولأن المدينة كانت عاصمة للثقافة العالمية، فقد ازدهر المشروع وأضحى صاحبه من أثرياء طنجة، ما دفعه أولا للاستثمار في مجال الثقافة والإعلام، حيث أنشأ مطبعة أخرى في مدينة فاس خصصها للكتب العربية بحكم وجود جامعة القرويين.
شجعت المطبعة «مسيو أندري» على دخول عالم النشر، آمن بالاستثمار في قطاع كان يعرف ازدهارا كبيرا في طنجة بالخصوص، وأصبح مدير نشر لست جرائد، أبرزها «لاديبيش ماروكان» اليومية، ولم يكتف بالصحافة الورقية بل قرر دخول الإعلام المسموع حين اقتنى إذاعة تحولت في ما بعد إلى نواة لإذاعة طنجة، وأصبح رئيسا لغرفة التجارة والصناعة والخدمات وأحد أعيان المدينة، بل من أشهر الوجوه الإعلامية في طنجة بعد أن وضع فيه الصحافيون الثقة لتولي منصب رئيس الجمعية العالمية للصحافة.
في هذه الظرفية شهدت مدينة طنجة ازدهارا ثقافيا وعاشت تنوعا فكريا غير مسبوق، وتعد أول محطة إذاعية بمنطقة طنجة الدولية هي التي تم تأسيسها من طرف المحامي الفرنسي هومبورك، والصحافي أندري بيير سنة 1935، تحت مسمّى «إذاعة طنجة»، ورغم أنها كانت محطة صغيرة إلا أنه تم منعها في السنة نفسها من طرف المجلس التشريعي للمنطقة الدولية بضغط من فرنسا، التي تبين لها أن الخط التحريري لا يساير أهواءها.
يقول هشام البخاري، وهو جمعوي مهتم بتاريخ طنجة، إن سنة 1939 شهدت تسليم السلطات الفرنسية لشارل ميتشلسون، «الذي اشترى تلك المحطة الصغيرة سنة 1936 من أندري وشريكه، حق استغلال الخدمات الإذاعية بمنطقة طنجة، وأسس إذاعة «إمبريال» كمشروع إعلامي سمعي طموح وضخم يكون ناطقا باسم فرنسا الكولونيالية وموجها إلى مستعمراتها عبر التخطيط لإقامة محطات دافعة بمناطق مختلفة من القارات الخمس».
حصل أندري على وسام علوي رفيع، وأطلق اسمه على شارع في مسقط رأسه، لكن الرجل ظل حاضرا في أغلفة الكتب التي نشرها.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى